بوتين يلتقي الزعيم الأوكراني لأول مرة في "قمة السلام" بباريس
كما أجري زيلينسكي وبوتين، محادثات مع زعماء فرنسا وألمانيا في محاولة جديدة؛ لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 13000 شخص منذ عام 2014.
ومع ذلك، حذر الدبلوماسيون من أن احتمالات السلام قاتمة؛ حيث يعاني زيلينسكي، الممثل الكوميدي الذي تحول إلى منصب رئيس، من القيود السياسية في الداخل ويخشى من التنازل كثيرًا، ولا يبدي بوتين اهتمامًا كبيرًا بالانحناء للضغط الخارجي.
وبعد سلسلة من الاجتماعات الثنائية في قصر الإليزيه، دخل بوتين وزيلينسكي الغرفة لحضور اجتماع للزعماء الأربعة، الذين كانوا على اتصال بصري قليل مع بعضهم البعض وبدون ابتسامات.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، إن "القضية الرئيسية هي مسألة بناء الثقة حتى نتمكن من التحرك نحو هدف استعادة سيادة أوكرانيا".
وكانت هناك علامة ضئيلة على حل سلمي للأزمة، على الرغم من اتفاق وقف إطلاق النار لعام 2015 في مينسك.
كما تعد قمة اليوم الاثنين، هي المرة الأولى التي يلتقي فيها الزعماء الأربعة تحت نسق نورماندي منذ عام 2016.
وشعر العديد من الأوكرانيين بالقلق إزاء التسوية مع روسيا، وإنهم ينظرون إلى بوتين كمعتدي يسعى لاستعادة نفوذ الكرملين على الجمهورية السوفيتية السابقة ويدمر طموح أوكرانيا في توثيق العلاقات الأوروبية.
وقال مسؤولون أوكرانيون، إن كييف تريد أن تسفر عن وقف دائم لإطلاق النار في منطقة دونباس، وتبادل جميع السجناء، ووضع جدول زمني لسحب جميع القوات المسلحة غير الشرعية من المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا.
وتأتي القمة في وقت تسببت فيه مبادرات ماكرون لبوتين لإعادة ضبط العلاقات في إثارة غضب الحلفاء الأوروبيين، وخاصة الدول الشيوعية السابقة في دول شرق ووسط أوروبا، التي تعتز بعضويتها في الاتحاد الأوروبي وتعتمد بشدة على الناتو لأمنها.
وأضاف برون برتريس، نائب مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية ومقرها باريس، أنه بقدر ما أنا متشكك في رؤية ماكرون لروسيا، فقد كان من الخطأ ألا نحاول فك الجمود في دونباس من خلال قمة نورماندي.
وقال دبلوماسيون، إن مفتاح نجاح اتفاقات مينسك هو إجراء انتخابات في منطقة دونباس الشرقية المتنازع عليها في أوكرانيا، لكن كلا الجانبين يتهمان بعضهما البعض بالفشل في الالتزام باتفاق 2015، الذي يتضمن استعادة سيطرة الدولة الأوكرانية على كامل الحدود مع روسيا وانسحاب الأسلحة الثقيلة من منطقة الصراع.