اتق شر من أحسنت إليه.. ضحايا أحسنوا لشباب وقتلوا على أيديهم.. وخبراء يحللون
يعتبر مثال "إتق شر من أحسنت إليه" من أشهر الأمثلة المصرية، ويعبر عن وقائع بشعة كان أخرها قتل كهربائى لرجل مسن كان يعطف عليه لسوء حالته المادية، بمنطقة منشأة ناصر بعد أنا قام بإشعال النار فى جسده لسرقة مبلغ مالى يقدر بـ 300 جنيه.
ولم تكن هذه هى الواقعة الوحيدة فقد تكررت هذه الظاهرة كثيرا مؤخرا، فى واقعة مأساوية أخرى عندما إستغل مكوجى كبر سن سيدة وحيدة تعطف عليه وتحتفظ ببعض المبالغ المالية، بحنقها حتى الموت وإشعال النيران فى جثتها.
الأمر الذى أثار بدوره رودود فعل واسعة متسائلين هل هذا جزاء الإحسان؟، وحرصا من "الفجر" على تقديم خدمة مميزة لقرائها ننقل لكم أراء الخبراء النفسيين حول دوافع هؤلاء الجناة فى قتل من أحسنوا وعطفوا عليهم.
حيث علق الدكتور عمرو صلاح إستشارى نفسى بمستشفى العباسية للصحة النفسية وعلاج الإدمان، على واقعة كهربائى منشأة ناصر، قائلا: "هذا الشخص يعانى من مرض إسمه كراهية المجتمع وهو عبارة عن فقدان للثقة فى كل المحيطين به وهو مايجعله يرتكب مثل هذه اللجرائم اللإنسانية.
وتابع إستشارى الصحة النفسية: "الشخص المصاب بمرض الكراهية يستثار بسهولة بالغة من أى تصرف أو سلوك أو كلمات، كما انه يشعر بالثورة تجاه المواقف البسيطة فى تعاملاتهم مع الآخرين".
كما أشار الدكتور عمرو صلاح إلى أن الشخص المصاب بمرض الكراهية بسهولة يكون له مواقف عدائية مع الأشخاص ولاينظر لأى إيجابية منهم، منوها إلى أنه يكون على إستعداد دائما لإتخاذ موقف الإنتقام عندما تهيأ له الفرصة فى أقل موقف يصدر من الطرف الآخر.
وفى السياق ذاته يقول محمد عمر طبيب نفسى بمستشفى العباسية للصحة النفسية، معلقا على تكرار مثل هذه الوقائع: "فى هذه الحالة لان يخرج تشخيص الجناة إحدى الإحتمالين إما وسواس قهرى وذلك من خلال رؤيته للعطف المقدم من الطرف الآخر على أنها شفقة وها قد يدفعه لقتله كما أن قد يخشى معايرة مايقدمه إليه الشخص المحسن خاصة فى حالة ماكان الطرف الآخر يشعره بالشفقة فعلا".
وتابع: "الإحتمال الآخر هو كراهية المجتمع وهو مايعجله يسئ فهم الطرف الآخر بشكل متعمد ويترتب عليه الشعور بالإنتقام فى أى وقت".