"تزوجت ملكين وماتت وحيدة" قصة السيدة التي أبكى حزنها العيون
تحوى الآثار ما بين جدرانها الكثير من الأسرار، فوراء كل حجر صامت لو نطق حكاية تحرك القلوب وتسرح معها العقول، فمن سكنوا الآثار بشرًا كان لهم ما كان من شجون في الماضي، نسترشد بنورها في المستقبل، وبين أيدينا اليوم قصة سيدة تزوجت ملكين وعاشت لى جوار كلايهما مساندة ثم ماتت وحيدة.
يقول أبو العلا خليل الباحث في علم الآثار الإسلامية لـ"الفجر"، إن خوند أردوكين ابنه نوكية السلاح دار الططري، لا يدري أحد إن كانت حسنة الحظ أم أنها لا تمتلك منه شيئًا، فقد تزوجها الأشرف خليل ابن السلطان المنصور قلاوون عام 682هـ، وفى شهر ذي القعدة عام 689 هـ توفي السلطان المنصور قلاوون وتولى العرش من بعده ابنه الملك الأشرف خليل بن قلاوون وصارت أردوكين بين غمضة عين وانتباهتها زوجة السلطان والخوند الكبرى لمصر "أي السيدة الأولى".
الأمل في ولي العهد
ويتابع أبو العلا قائلًا: يبدو أن الأشرف خليل بن قلاوون كان يأمل أن تنجب له أردوكين الولد الذي يحمل من بعده هم السلطنة، وقد ذكر بدر الدين العيني في عقد الجمان بحوادث عام 692هـ "أمر السلطان الأشرف خليل أن يُكتب إلى المباشرين في دمشق لاستعمال مائة شمعدان مكفت، يكتب اسمه عليها، وخمسين شمعدان ذهب، وخمسين فضة، ومائة وخمسين سرجًا مزركشًا ومثلها مخيشًا، ويجهزون ألف شمعة وأشياء كثيرة على هذا المنوال، وذلك بسبب أن زوجته بنت نوكيه كانت حاملًا واقترب موعد وضعها لمولودها فاهتم بذلك عند قرب النفاس مؤملًا أن يكون المولود ذكرًا يحيي به ذكره ويشرح له صدره ويرث الملك من بعده، ولكن لم تنجب أردوكين من الأشرف خليل سوى ابنتين.
فقد الزوج وحزن الملكة أبكى العيون
وأشار أبو العلا إلى أنه فى عام 693هـ خرج الأشرف خليل ذات يوم للصيد فانقض عليه بعض أمرائه فقتلوه وله من العمر ثلاثون سنة وكان جزع اردوكين على زوجها شديد، جمعت الكثير من النوائح تنوح على السلطان وحضرت مع سائر الخدام والجوارى إلى تربة السلطان وحضر فى تلك الليلة سائر الفقهاء والوعاظ فقرأوا ختمات عديدة، وأقاموا ست ليال كل ليلة من العشاء الى السحر، إلى أن أقلقت الناس وأبكت العيون وأوجعت القلوب وكان نوحهم "جددوا همى وأحزانى يا فرحة الأعداء بسلطاني"، وتعهدت أردوكين ان لا تنفك من حزنها ولا تترك ما هى فيه من هذا الأمر حتى ترى الثأر من قتلة زوجها الأشرف خليل.
الأرملة تُزف إلى أخو الملك
وتابع أبو العلا: تولى الناصر محمد بن قلاوون أخو الأشرف خليل عرش البلاد وكان عمره إذ ذاك ثمان سنين وشهور وما أن أدرك حتى كانت أردوكين أرملة أخيه أولى زوجاته، حيث يذكر المقريزى فى السلوك لمعرفة دول الملوك فى حوادث عام 700هـ "وفيها تزوج السلطان الناصر محمد بن قلاوون بخوند أردوكين بنت نوكيه، أرملة أخيه الملك الأشرف خليل وكان يومًا عظيمًا أنعم فيه على سائر أهل الدولة بالخلع وغيرها.
الزوجة تحتوى الملك الصغير وتسانده في المحن
وأضاف: تزوجت أردوكين الناصر محمد وهو ابن ست عشرة سنة، وكانت اكبر منه سنًا، نجحت فى احتوائه ومساندته في المحن التي تعرض لها فطالت فترة اقترانه بها، وقد رافقت هذه الزوجة الناصر محمد فترة سلطنته الثانية والتي وقع عليه الحجر فيها من قبل الأميرين سلار وبيبرس الجاشنكير ثم رافقته الى الكرك أثناء اعتزاله السياسة وعادت معه إلى السلطنة في المرة الثالثة.
الزوجة تأتي لزوجها بولي العهد ولكن...
وأشار أبو العلا إلى أن أردوكين قد أنجبت له عام 703هـ ولدًا سماه عليًا ولقبه بالملك المنصور، ويذكر المقريزى أن الطفل مات وله من العمر ست سنين فى ليلة الأحد حادى عشر رجب ودفن بالقبة الناصرية في شارع المعز أو بين القصرين واشتد حزن أمه عليه ووقفت على القبة من إرث زوجها الراحل الملك الأشرف خليل ورتبت القراء عند قبره.
انفصال بعد زواج دام 17 عامًا
وقال أبو العلا إن الناصر محمد بن قلاوون ظل محافظًا على عشرته لزوجته أردوكين حتى سنة 717هـ - 1317م، أي مدة استمرت 17 عامًا، ثم بدأت مشاعره تجاهها تتغير فطلقها فى العام ذاته، وفي هذا يقول المقريزي أنه في شهر جمادي الآخرة عام 719هـ أُنزلت خوند أردوكين من القلعة إلى القاهرة بعدما أخذ السلطان منها كثير من الجواهر ورتب لها عدة رواتب، وسكنت أردوكين بأخر حارة زويلة بدار عرفت "بدار خوند" نسبة إليها وأنشأت لنفسها قبرًا في القرافة وهو معروف الآن، واشتهر قبرها في وقتها باسم "تربة الست" وجعلت لها أوقافا وكانت من الخير على جانب عظيم لها معروف وإحسان عميم.
وفاة الست أردوكين
وفى شهر المحرم عام 724هـ توفيت السيدة الجليلة أردوكين ابنة نوكيه ولها ما يزيد على الألف ما بين جارية وخادم أعتقتهم جميعًا وخلفت أموالًا تخرح عن الحد فى الكثرة، وشهد جنازتها السلطان والأمراء والقضاة ودفنت بتربتها خارج باب القرافة، وتربة أردوكين تقع حاليًا في القاهرة بقرافة سيدى جلال الدين بجانب ميدان السيدة عائشة.
ويتابع أبو العلا قائلًا: يبدو أن الأشرف خليل بن قلاوون كان يأمل أن تنجب له أردوكين الولد الذي يحمل من بعده هم السلطنة، وقد ذكر بدر الدين العيني في عقد الجمان بحوادث عام 692هـ "أمر السلطان الأشرف خليل أن يُكتب إلى المباشرين في دمشق لاستعمال مائة شمعدان مكفت، يكتب اسمه عليها، وخمسين شمعدان ذهب، وخمسين فضة، ومائة وخمسين سرجًا مزركشًا ومثلها مخيشًا، ويجهزون ألف شمعة وأشياء كثيرة على هذا المنوال، وذلك بسبب أن زوجته بنت نوكيه كانت حاملًا واقترب موعد وضعها لمولودها فاهتم بذلك عند قرب النفاس مؤملًا أن يكون المولود ذكرًا يحيي به ذكره ويشرح له صدره ويرث الملك من بعده، ولكن لم تنجب أردوكين من الأشرف خليل سوى ابنتين.
فقد الزوج وحزن الملكة أبكى العيون
وأشار أبو العلا إلى أنه فى عام 693هـ خرج الأشرف خليل ذات يوم للصيد فانقض عليه بعض أمرائه فقتلوه وله من العمر ثلاثون سنة وكان جزع اردوكين على زوجها شديد، جمعت الكثير من النوائح تنوح على السلطان وحضرت مع سائر الخدام والجوارى إلى تربة السلطان وحضر فى تلك الليلة سائر الفقهاء والوعاظ فقرأوا ختمات عديدة، وأقاموا ست ليال كل ليلة من العشاء الى السحر، إلى أن أقلقت الناس وأبكت العيون وأوجعت القلوب وكان نوحهم "جددوا همى وأحزانى يا فرحة الأعداء بسلطاني"، وتعهدت أردوكين ان لا تنفك من حزنها ولا تترك ما هى فيه من هذا الأمر حتى ترى الثأر من قتلة زوجها الأشرف خليل.
الأرملة تُزف إلى أخو الملك
وتابع أبو العلا: تولى الناصر محمد بن قلاوون أخو الأشرف خليل عرش البلاد وكان عمره إذ ذاك ثمان سنين وشهور وما أن أدرك حتى كانت أردوكين أرملة أخيه أولى زوجاته، حيث يذكر المقريزى فى السلوك لمعرفة دول الملوك فى حوادث عام 700هـ "وفيها تزوج السلطان الناصر محمد بن قلاوون بخوند أردوكين بنت نوكيه، أرملة أخيه الملك الأشرف خليل وكان يومًا عظيمًا أنعم فيه على سائر أهل الدولة بالخلع وغيرها.
الزوجة تحتوى الملك الصغير وتسانده في المحن
وأضاف: تزوجت أردوكين الناصر محمد وهو ابن ست عشرة سنة، وكانت اكبر منه سنًا، نجحت فى احتوائه ومساندته في المحن التي تعرض لها فطالت فترة اقترانه بها، وقد رافقت هذه الزوجة الناصر محمد فترة سلطنته الثانية والتي وقع عليه الحجر فيها من قبل الأميرين سلار وبيبرس الجاشنكير ثم رافقته الى الكرك أثناء اعتزاله السياسة وعادت معه إلى السلطنة في المرة الثالثة.
الزوجة تأتي لزوجها بولي العهد ولكن...
وأشار أبو العلا إلى أن أردوكين قد أنجبت له عام 703هـ ولدًا سماه عليًا ولقبه بالملك المنصور، ويذكر المقريزى أن الطفل مات وله من العمر ست سنين فى ليلة الأحد حادى عشر رجب ودفن بالقبة الناصرية في شارع المعز أو بين القصرين واشتد حزن أمه عليه ووقفت على القبة من إرث زوجها الراحل الملك الأشرف خليل ورتبت القراء عند قبره.
انفصال بعد زواج دام 17 عامًا
وقال أبو العلا إن الناصر محمد بن قلاوون ظل محافظًا على عشرته لزوجته أردوكين حتى سنة 717هـ - 1317م، أي مدة استمرت 17 عامًا، ثم بدأت مشاعره تجاهها تتغير فطلقها فى العام ذاته، وفي هذا يقول المقريزي أنه في شهر جمادي الآخرة عام 719هـ أُنزلت خوند أردوكين من القلعة إلى القاهرة بعدما أخذ السلطان منها كثير من الجواهر ورتب لها عدة رواتب، وسكنت أردوكين بأخر حارة زويلة بدار عرفت "بدار خوند" نسبة إليها وأنشأت لنفسها قبرًا في القرافة وهو معروف الآن، واشتهر قبرها في وقتها باسم "تربة الست" وجعلت لها أوقافا وكانت من الخير على جانب عظيم لها معروف وإحسان عميم.
وفاة الست أردوكين
وفى شهر المحرم عام 724هـ توفيت السيدة الجليلة أردوكين ابنة نوكيه ولها ما يزيد على الألف ما بين جارية وخادم أعتقتهم جميعًا وخلفت أموالًا تخرح عن الحد فى الكثرة، وشهد جنازتها السلطان والأمراء والقضاة ودفنت بتربتها خارج باب القرافة، وتربة أردوكين تقع حاليًا في القاهرة بقرافة سيدى جلال الدين بجانب ميدان السيدة عائشة.