قصة "الحاج متولي" ببولاق.. خلف 15 وكتب نهايته "زوج بنته" بطريقة مأساوية
"طيب القلب..صوته هادئ..يكره الظلم".. صفات اتسم بها الشاب الأربعيني ويدعى "أشرف" الذي تزوج من نجلة الرجل العجوز ويدعى"سيد.ع" البالغ من العمر 77 عامًا، حيث عاش حياة هادئة في وسط عائلة زوجته وتدعى "ن.س" يملأها الحب والهدوء وأنجب منها 3 أولاد، ولكن توغل الشيطان قلبه ليفرق الأسرة.
"البداية مشادة والنهاية مأساوية"
يوم لم تشرق الشمس فيها، لا يعرف "أشرف" أنه جاء اليوم المشؤوم ليبتعد عن أسرته الصغيرة، ويكون بداخل أسوار السجن، إثر مشادة وخناقة كبيرة مع "حماه" الرجل العجوز، لتتحول لبركة دماء في وسط شارعهم.
البداية..راجل طيب
انتقلت "الفجر" لشارع أحمد علي بمنطقة بولاق الدكرور، لتكشف كواليس مقتل الحمى على أيدى زوج نجلته الكبيرة.
"كان راجل طيب ومش بنسمعله صوت".. كانت الكلمات الأولى التي تحدث بها أحد الجيران في واقعة مقتل رجل مسن ويدعى "سيد.ع" على أيدي زوج نجلته الكبرى وتدعى "ن.س"، قائلًا: "من زمان من ساعة ماتجوز ابنته وإحنا مش بنسمعله صوت وفي حاله دايمًا ومش بيحب المشاكل"، متابعًا: "بعدما تزوج من نجله الراجل المسن عاش في بيت عائلة زوجته".
وتابع أحد الجيران لـ"الفجر"، كان يخرج "أشرف" كل صباح ليرتزق بالحلال، وبحكم معرفتنا بالعائلة كانت عائلة "سيد" معروفة بالشارع لأن لديهم بيتان وكان يعيش به أولاده من زوجاته لأنه متزوج من أكثر من امرأة، وكان أشرف زوج نجلته "ن.س" الابنة من إحدى زوجاته ولكن هي حاليًا مريضة، وكانت لديها شقيقة أخرى وتدعى "أ.س" ولديها ابنة وزوجها متوفى وتقطن في الدور الأرضي، متابعًا: "كنا سمعنا من الوقت للآخر أنه يأخذ إيجار على سكن أولاده في البيت"
بيتخانق مع بنته
"كان بيتخانق مع بنته".. واستكمل "ك.ط" أحد الجيران، أنه "في أحد الأيام سمعنا صوت مشادة وخناقة افتكرنا خناقة عادية كانت الخناقة أمام منزل "سيد" الرجل العجوز، ولكن بدأت الأصوات تعلو ووجدنا الخناقة تتحول لضرب"، قائلًا: "لقينا بنت الراجل "سيد" الشقيقة الصغرى لزوجة "أشرف" بتتخانق مع أبوها بصوت عالي، وكانت الخناقة أنه عايز بنته تترك الشقة في الدور الأرضي هي وبنتها الصغيرة لأن زوجها متوفى، وتطلع في الدور الأخير تعيش مع مامتها، عشان كان عايز يأجر شقتها لآخرين، لأنه متعود على تلك الأفعال".
وتابع أحد الجيران: "الخناقة بين السيدة وأبوها بدأت تكبر، وأصبحت في وسط الشارع، وبدأت تراشق الأيدي ما بين السيدة وما بين أخواتها من زوجات الرجل، مدافعة عن حقها أنها لا تستطيع ترك الشقة لأنها بتربي طفلة يتيمة، خاصة لا يوجد أحد يدافع عنها".
اتلموا عليها وضربوها
"الست وقعت واتلموا عليها"..بقلب حزين على هذا المشهد الذي شاهده المارة، استكمل أحد الجيران حديثه لـ"الفجر"، في وسط الخناقة السيدة "أ.س" جريت من الضرب الذي حدث عليها وجاءت لوسط الشارع وكانوا أخواتها من الزيجات الأخرى ملمومين عليها، وفجأة لقيناها واقعة على الأرض وكلهم عليها، حاولنا نهدي الخناقة، وفي وسط ذلك كان الرجل المسن يحمل عصا خشبية "شومة" وينظر من بعيد حتى تنتهي الخناقة.
وبقلب يرتجف من الحنان بدأ يظهر زوج شقيقتها الكبرى "أشرف" لينقذها من الخناقة ومن كل أيدى تضربها، ويستكمل الجار قائلًا: "أبو الست لما لقى الخناقة كبرت بدأ يتدخل وفي أيده الشومة، وبدأ يهوش "أشرف" عشان يبعد وعشان كل واحد يبعد، وفي لحظة أشرف أخد الشومة منه وضربه في الأول ضربة بسيطة محصلش حاجة، وفجأة مع تاني ضربة كانت على رأسه وكانت جامدة جدا "ضربة موت" لقينا الرجل المسن وقع على وشه على الأرض، وبدأ كل عياله يجروا عليه".
الوالد اتضرب بالشومة
"كنا رايحين نضربه".. قال "م.ح" أحد الجيران: "أول ما وجدنا الرجل المسن "سيد" سقط على وجهه في الأرض، جرينا على "أشرف" عشان نضربه أو نفعل أي شئ ولكن في لحظة كل شئ انتهي، وتساءلنا: "كيف شاب يضرب رجل مسن مثل هذه الضربة وهي أشبه بضربه الموت"، متابعًا: "حينها أدركنا أنه لا يشعر ماذا فعل وكان كل اهتمامه في هذه اللحظة أن ينقذ شقيقة زوجته من الضرب التي تنهال عليها ولا أحد يدافع عنها".
"نقلوه على البيت على طول"، واستكمل الجار: "أول ما حدث ذلك بدأ أولاد "سيد" يجروا عليه أول ما سقط على وجهه في الأرض، ونقلوه داخل البيت حتى تأتي عربية الإسعاف لتنقله، قائلًا: "سمعنا بعدها أنه مامتش في ساعتها ودخل غرفة الإنعاش، وبعد يومين عرفنا بالخبر المشوم أنه لفظ أنفاسه الأخيرة".
بيسكن عياله بالإيجار
"بقلب يملأه الحزن"، قالت إحدى الجيران لـ"الفجر": "ساكنين من زمان في الشارع، وكان دايمًا بنات الحاج "سيد" قريبين مننا، كنا دائمًا نشاهد التفرقة في المعاملة وخاصة أن الحاج متزوج من أكثر من سيدة وعنده حوالي 15 ولدا وبنتا وهما حاليًا متزوجين وعندهم أبناء، متابعة: "أنه معروف بالزيجات الكثيرة مثل الحاج متولي في إحدى المسلسلات ويمكن أكثر"، ولكن كانت في تفرقة وكان بيعامل ناس كويسة وناس بطريقة وحشة.
"معروف أنه كويس وبيعاملهم وحش"، وتتابع السيدة حديثها: "بحكم مرور السنوات معروف بمعاملته الكويسة للجيران، قائلة: "مكنش مجمع عياله حواليه بحب، كان كل واحد بيكره الثاني ودا بسبب أنهم أشقاء من الأب فقط، وعرفنا بعد ذلك أنه سكن عياله في البيت كان بالإيجار، وإذا أحد تأخر عن الإيجار بتحصل مشكلةأخرى"، مختتمة كلامها: "ربنا يسامحه ويرحمه".
تحقيقات النيابة
وأمرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، حبس المتهم ويدعى "أشرف"، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وذلك بعد قتل حماه "مسن" البالغ من العمر 77 عامًا، بعد ضربه بعصا خشبية "شومة" مما لفظ أنفاسه الأخيرة
وتواصل النيابة العامة، بجنوب الجيزة، التحقيق في واقعة قتل مسن على أيدي زوج ابنته، عامل، بمنطقة بولاق الدكرور، نتيجة لخلافات أسرية بينهما، فيما طلبت النيابة التحريات حول الواقعة.
وكشفت التحقيقات الأولية، أن عاملا تعدى على حماه، مما أسفر عن وجود كسور وسحجات وكدمات متعددة بالجمجمة، وتم نقله على المستشفى، ولكن كان لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي للوقوف على ظروف الواقعة وملابساتها.
وتلقى قسم شرطة بولاق الدكرور بلاغا يفيد نقل مسن إلى المستشفى مصابا بعدة كدمات وجروح، فارق على إثرها الحياة.
وكان اتهم ابن المجني عليه ويدعى "أحمد" في عقده الرابع من العمر، زوج شقيقته بالاعتداء على والده بعصا خشبية، بسبب خلافات أسرية، مما أسفر عن مفارقته الحياة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المتهم، وحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة للتحقيق.