أستاذ علاقات دولية بواشنطن يكشف سيناريوهات مستقبل حلف الناتو
شروخا عميقة ظهرت على الملأ، خلال قمة الناتو التي عقدت بمناسبة الذكرى الـ70 لإنشائه، بسبب تزايد الخلافات بين أعضائه والتي تجلت بعد تسريب فيديو أظهر سخرية أعضائه من الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال آخر قمة للحلف، وتهدد بتحلله وتكوين تحالفات جديدة.
وذكرت صحيفة "اندبندنت" البريطانية، أن ترامب ألغى مؤتمر له، كان مقررًا بعد القمة، على خلفية تسريب فيديو السخرية، موضحة أن رد فعله كان غاضبا جدا، فيما بينت صحيفة "واشنطن بوست" أن الخلافات بين أعضاء الناتو زادت خلال القمة الأخيرة التي وصفتها بـ"قمة النميمية"، بشأن العديد من القضايا وأبرزها التقارب مع روسيا والمناخ والنفقات الدفاعية، مشيرة إلى أن تلك الصراعات قد تهدد وحدة ومستقبل الحلف، ومن المحتمل أن تتسبب بإنهياره.
تحديات تواجه الناتو
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون في واشنطن، أدموند غريب، إن حلف الأطلسي بات يشهد توترات عديدة مؤخرا، بقوله إنه فقد هويته وهو يبحث عن دور وبات يواجه تحديات جيوسياسية وجيواستراتيجية وتغيرات كبيرة وخاصة مع صعود الصين وعودة روسيا لدورها على الساحة الدولية، بالإضافة إلى الخلافات الشديدة بين أعضاء الحلف وهو ما شهدناه في الخلافات التي تمت بين ألمانيا وفرنسا مع أمريكا بشأن السيل الشمالي الذي ينقل الغاز الروسي لألمانيا وأوروبا عبر بحر البلطيق، وكذلك حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن ضعف الاتحاد وضرورة عدم الاعتماد على أمريكا في حمايتها وبناء قوة أوروبية قادرة على الدفاع عن مصالح أوروبا وأمنها.
الولايات المتحدة وحلف الأطلسي
على اتجاه آخر تسعى الولايات المتحدة، وفقا لأدموند إلى الحفاظ على الحلف وضمان بقائه ومواصلة زعامته، فتحاول إعطائه دور خارج الإطار التقليدي والجغرافي، يتمثل في التمدد لمناطق أخرى بشرق أوروبا وضم جمهوريات كانت تابعة للاتحاد السوفيتي في وقت سابق، وحدث ذلك في 2008، حين حاول الناتو والولايات المتحدة ضم جورجيا وأوكرانيا، وهذا أقلق روسيا بعد أن رأت أن تلك التحركات هدفها محاصرتها وتهديد أمنها.
تحالفات جديدة خارج الناتو.
وأوضح غريب أن قوى يمينة شعبوية ظهرت مؤخرا في أوروبا، ترى أنه يجب وضع مصلحة بلادها فوق الحلف، وظهر ذلك جليا بعد شراء تركيا صورايخ روسية، وهو ما اعتبرته أمريكا ودول الناتو تناقض مع مبادئ الحلف، وكذلك الخلافات حول الدول التركي في سوريا وتلميح أنقرة بإطلاق المهاجرين غير الشرعيين علي أوروبا، بالإضافة إلى تزايد الصراعات الدائرة في البحر المتوسط بشأن التنقيب على الغاز، على خلفية الاتفاق الذي أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع رئيس حكومة الوفاق "الإخوان" فايز السراج، وكذلك تهديد ترامب بإطلاق أعضاء تنظيم "داعش" المعتقلين بأمريكا على حدود الدول الأوروبية.
وأشار إلى أنه رغم تزايد التناقضات والصراعات داخل الحلف إلا أنه من المبكر الحدبث حول تفككه، بسبب وجودمصالح مشتركة لأعضائه، رغم أن المباديء الأساسية التي أنشئ من أجلها لم تعد موجود وهي الإبقاء على أوروبا ضعيفة وإبعاد الاتحاد السوفيتي عنها، وأكد أدموند أن الفترة المقبلة ستشهد تحالفات جديدة وخاصة على الساحة الأوروبية.