عودة مئات اللاجئين السوريين في لبنان إلى ديارهم

عربي ودولي

لاجئين سوريين
لاجئين سوريين



عاد المئات من اللاجئين السوريين إلى بلادهم في أول دفعة تغادر لبنان، منذ اندلاع الاحتجاجات في الدولة العربية الصغيرة منذ أكثر من شهر، وفقا لشبكة "ايه بي سي نيوز".

ومنذ الساعات الأولى من يوم الثلاثاء، استقل العشرات من السوريين الحافلات في عدة مواقع في لبنان قبل العودة إلى مسقط رأسهم في سوريا، التي مزقتها الحرب.

قالت فانيسا مويا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنه من المقرر أن يعود حوالي 225 لاجئ سوري إلى بلادهم، مما يرفع العدد إلى حوالي 27،000 لاجئ عادوا إلى سوريا خلال العامين الماضيين.

وعاد آلاف السوريين إلى بلادهم من لبنان منذ يونيو 2018، مع عودة الهدوء إلى أجزاء من سوريا، ويستضيف لبنان حوالي مليون لاجئ سوري فروا من بلادهم، بعد اندلاع الحرب قبل ثماني سنوات.

وفي وقت سابق من اليوم، قال الجيش اللبناني: إن "المتظاهرين ألقوا الحجارة على الجنود، الذين فتحوا طريقًا سريعًا جنوب بيروت، مما أسفر عن إصابة عدة جنود".

وأوضح الجيش، في بيان أصدر اليوم، أن أحد المحتجين في بلدة الناعمة أطلق الرصاص من مسدس في الليلة السابقة، وإن ذلك أجبر القوات علي اطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين.

عبر لبنان، نظم المتظاهرون مظاهرات منذ 17 أكتوبر، مطالبين بوضع حد للفساد على نطاق واسع وسوء الإدارة من قبل الطبقة السياسية التي حكمت البلاد لمدة ثلاثة عقود.

لجأ المتظاهرون إلى إغلاق الطرق والتكتيكات الأخرى للضغط على السياسيين للاستجابة، لمطالبهم بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري قبل أكثر من شهر، التي كانت استجابة لمطلب رئيسي للمتظاهرين.

وفي وقت سابق، أوضح الصليب الأحمر اللبناني، أنه اصيب عشرات الأشخاص في مواجهات ليلية بين مؤيدي ومعارضي رئيس البلاد، واندلعت المعارك وإلقاء الحجارة في مدينة شمالية وبلدة جبلية.

ظلت الاحتجاجات الضخمة، التي يشهدها لبنان على المستوى الوطني ضد النخبة الحاكمة في البلاد سلمية إلى حد كبير منذ أن بدأت الشهر الماضي، ولكن تزداد التوترات مع استمرار الجمود السياسي لتشكيل حكومة جديدة.

تحولت الاحتجاجات السلمية إلى أعمال عنف في الأيام الأخيرة، وذلك بشكل خاص بعد أن هاجم أنصار الجماعتين الشيعيتين الرئيسيتين المتظاهرين في بيروت مساء الأحد، ولم يعقد الرئيس ميشال عون بعد مشاورات مع الكتل البرلمانية حول اختيار رئيس وزراء جديد.

في ليلة الثلاثاء، اشتبك أنصار عون ومعارضوه في مدينة طرابلس وفي مدينة بكفيا الجبلية مما أدى إلى إصابة 34 شخصًا.

تأججت الاحتجاجات بسبب الفساد في أوساط السياسيين الطائفيين، الذين حكموا لبنان لعقود من الزمن، ويلقى باللوم عليهم في قيادة البلاد إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية، التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.

وقام المتظاهرون اللبنانيون بإغلاق الطرق السريعة الرئيسية بإطارات محترقة وحواجز على الطرقات، قائلين إنهم سيبقون في الشوارع بعد مقابلة تلفزيونية حثهم فيها الرئيس على العودة إلى ديارهم.

أغلقت المدارس والجامعات الأربعاء، وما زالت البنوك مغلقة، وهو انعكاس للأزمة السياسية والمالية المتفاقمة التي تواجهها البلاد الصغيرة.

قُتل رجل على يد جندي لبناني خلال مظاهرات ليلة الثلاثاء، في أول وفاة من نوعها منذ بدء المظاهرات التي اجتاحت البلاد في 17 أكتوبر.

خرج المتظاهرون إلى الشوارع، بعد أن قال الرئيس ميشال عون في مقابلة تلفزيونية أنه قد يكون هناك مزيد من التأخير قبل تشكيل حكومة جديدة، كما دعا المحتجين إلى العودة إلى ديارهم، محذرًا من وقوع كارثة إذا استمرت الاحتجاجات الجماهيرية في شل البلاد.