الرئيس اللبناني: الأيام المقبلة ستشهد تطورات إيجابية
اعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، أن الأيام المقبلة ستجلب "تطورات إيجابية"، حسبما أفادت وكالة "رويترز" نقلا عن تلفزيون "المنار" اللبناني اليوم الثلاثاء.
وتشهد لبنان حالة من الجمود السياسي منذ استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري في 29 أكتوبر، وتحتاج البلاد إلى تشكيل حكومة جديدة لسن إصلاحات عاجلة.
وفي وقت سابق من اليوم، القي المتظاهرين الحجارة على الجنود الذين فتحوا طريقًا سريعًا جنوب بيروت، مما أسفر عن إصابة عدة جنود.
وقال الجيش في بيان، اليوم الثلاثاء، إن أحد المحتجين في بلدة الناعمة أطلق الرصاص من مسدس في الليلة السابقة، وان ذلك اجبر القوات علي اطلاق النار في الهواء لتفريق المحتجين.
عبر لبنان، نظم المتظاهرون مظاهرات منذ 17 أكتوبر، مطالبين بوضع حد للفساد على نطاق واسع وسوء الإدارة من قبل الطبقة السياسية التي حكمت البلاد لمدة ثلاثة عقود.
لجأ المتظاهرون إلى إغلاق الطرق والتكتيكات الأخرى للضغط على السياسيين؛ للاستجابة لمطالبهم بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري قبل أكثر من شهر، التي كانت استجابة لمطلب رئيسي للمتظاهرين.
وفي وقت سابق، أوضح الصليب الأحمر اللبناني، أنه اصيب عشرات الأشخاص في مواجهات ليلية بين مؤيدي ومعارضي رئيس البلاد، واندلعت المعارك وإلقاء الحجارة في مدينة شمالية وبلدة جبلية.
ظلت الاحتجاجات الضخمة، التي يشهدها لبنان على المستوى الوطني ضد النخبة الحاكمة في البلاد سلمية إلى حد كبير منذ أن بدأت الشهر الماضي، ولكن تزداد التوترات مع استمرار الجمود السياسي لتشكيل حكومة جديدة.
تحولت الاحتجاجات السلمية إلى أعمال عنف في الأيام الأخيرة، وذلك بشكل خاص بعد أن هاجم أنصار الجماعتين الشيعيتين الرئيسيتين المتظاهرين في بيروت مساء الأحد، ولم يعقد الرئيس ميشال عون بعد مشاورات مع الكتل البرلمانية حول اختيار رئيس وزراء جديد.
في ليلة الثلاثاء، اشتبك أنصار عون ومعارضوه في مدينة طرابلس وفي مدينة بكفيا الجبلية، مما أدى إلى إصابة 34 شخصًا.
تأججت الاحتجاجات بسبب الفساد في أوساط السياسيين الطائفيين، الذين حكموا لبنان لعقود من الزمن، ويلقى باللوم عليهم في قيادة البلاد إلى أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية، التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وقام المتظاهرون اللبنانيون بإغلاق الطرق السريعة الرئيسية بإطارات محترقة وحواجز على الطرقات، قائلين إنهم سيبقون في الشوارع بعد مقابلة تلفزيونية حثهم فيها الرئيس على العودة إلى ديارهم.
أغلقت المدارس والجامعات الأربعاء، وما زالت البنوك مغلقة - وهو انعكاس للأزمة السياسية والمالية المتفاقمة التي تواجهها البلاد الصغيرة.
قُتل رجل على يد جندي لبناني خلال مظاهرات ليلة الثلاثاء، في أول وفاة من نوعها منذ بدء المظاهرات التي اجتاحت البلاد في 17 أكتوبر.
خرج المتظاهرون إلى الشوارع بعد أن قال الرئيس ميشال عون في مقابلة تلفزيونية، إنه قد يكون هناك مزيد من التأخير قبل تشكيل حكومة جديدة، كما دعا المحتجين إلى العودة إلى ديارهم، محذرًا من وقوع كارثة إذا استمرت الاحتجاجات الجماهيرية في شل البلاد.
ودعا مسؤول كبير بالامم المتحدة فى لبنان جان كوبيس، الثلاثاء إلى تشكيل عاجل لحكومة جديدة مكونة من أشخاص معروفين بكفاءتهم، والذي سيجعل البلاد فى وضع افضل للمطالبة بالدعم الدولى، وفقا لما نقلته وكالة رويترز.
وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان في بيان، عقب اجتماعه بالرئيس ميشال عون: "الوضع المالي والاقتصادي حرج، ولا يمكن للحكومة والسلطات الأخرى الانتظار لفترة أطول للبدء في معالجته".
وحث كوبيس، السلطات على إعطاء الأولوية للحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي، بما في ذلك التدابير الرامية إلى إعطاء الناس الثقة وحماية مدخراتهم.
وكان قد احتشد المحتجون اللبنانيون خارج مؤسسات الدولة والوزارات؛ لمواصلة الضغط على المسؤولين لتشكيل حكومة جديدة للتعامل مع الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وتجمع عشرات الأشخاص يوم الأربعاء، خارج وزارات العدل والتعليم والوزارات الأخرى بالإضافة إلى شركة الكهرباء التي تديرها الدولة وإدارة الضرائب.