"عبدالله".. بطل يحول فقدان البصر إلى أعظم اللوحات الفنية
الحياة تبدو قاسية، تأخذ ولا تمنح، تقودنا إلى السعادة ثم تفلتها من بين أيدينا فجأة، هكذا كان حال عبدالله ووالدته، الطفل الذي أصيب بالمرض اللعين في سن مبكر، فتصاريف القدر ومجريات الأمور لم تكن متوقعة.
في التاسعة من عمره، كان يشعر الطفل عبدالله بصداع مستمر لا يتوقف، أدى الى دخوله في متاهات الأطباء، الى أن اكتشف حالته شقيقة والدته التي تعمل كممرضة بإحدى المستشفيات، وفسرته بأنه المرض الذي لا يلبث دخوله بجسم الإنسان، إلا ويفتك به، ولا يجعل مصابه يشعر بأنه إنسان طبيعي.
"ورم سرطاني في المخ" .. صدمة تنتهي بفقدان البصر
فقد عبدالله بصره نتيجة عملية بالخطأ أدت الى قطع عصب الوعي لديه فتحولت حياته الى ظلام نتيجة هذا الخطأ، شعر عبدالله حينها بالعجز بعد أن كان يمرح ويلهو مع أصدقائه، ويلعب الكرة الطائرة، ويرسم، ولكن القدر له مجريات أخرى فإذا به صامد وثابت ليطمئن أبويه وأخوته بأنه مازال قادر على إثبات ذاته.
توالت الأيام، وتدرج عبدالله في دراسته، إلى أن وصل إلى الفرقة الثالثة بكلية الشريعة والقانون جامعة طنطا، ولكن هذا لا يمنعه من السير على طريق الشفاء؛ فمازال منذ تسعة أعوام يصارع البقاء مع جرعات الدواء اللعين "الكيماوي" والمسكنات التي تفتك جسده، وعاد للرسم مرة أخرى تحت أيدى متخصصين، واشترك في المعارض والدوريات الخاصة للرسم وبيعت لوحاته في أسرع وقت.
تجربة قاسية
تقول والدته إن هذه التجربة مرت كالوقت العصيب على كل من في البيت؛ فالجميع كان في حالة لا يُرثى لها، بسبب فقده للبصر ولدخوله بعد العملية في غيبوبة متقطعه، خاصة وأنه يستحوذ على اهتمام الجميع في المنزل، فالجميع يساعدونه بصدر رحب، ولا يتوانون لحظة عن تلبية رغباته، فهو كما تقول والدته يحب الجميع وأسلوبه مرن في التعامل.
يتمنى عبدالله أن يصبح رسامًا مشهورًا، وتُباع لوحاته، ويسير على درب كبار الرسامين، وأن ينهي عامه الجامعي بتقدير مشرف.