بعد تلويح نتنياهو بضم غور الأردن.. خبراء فلسطينيون وأردنيون يكشفون آثار القرار وسبل مواجهتة

عربي ودولي

نتنياهو
نتنياهو



في تصريح استفزازي، أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، يوم أمس الإثنين، عن نية حكومته فرض السيادة الإسرائيلية على وادي غور الأردني خلال نصف عام، وذلك بعد شهور من تصريح ألمح فيه للأمر، وأعلنت وقتها الأردن أن الأمر استفزازي ومخالف للقانون الدولي، ليؤكد الخبراء والمحللين السياسيين أن هذا كله ما هو إلا جزء من صفقة القرن، التي بدأت تتضح ملامحها شيئا فشيئا.

وقال نتنياهو في سلسلة من التغريدات، عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "تحدثت أمس مع الرئيس ترامب فكانت هذه مكالمة هامة جدًا لأمن إسرائيل، وتحدثنا عن إيران ولكن تحدثنا أيضا بشكل موسع عن الفرص التاريخية، التي ستأتينا خلال الأشهر المقبلة، بما فيها غور الأردن بصفته الحدود الشرقية المعترف بها لدولة إسرائيل وحلف الدفاع مع الولايات المتحدة".

تزامنت التغريدات الاستفزازية مع تسريبات كشفت عنها صحيفة "يسرائيل هايوم" الإسرائيلية المقربة من نتنياهو، بقوله: إن طاقم مفاوضات حزب (الليكود) المكلف بالتفاوض مع حزب (أزرق أبيض) اقترح خلال جلسة عقدت بين الجانبين بمكتب رئيس الكنيست، يولي أدلشتاين، أن يشغل نتنياهو، منصب رئيس الحكومة لمدة 6 أشهر فقط، من أجل ضم غور الأردن في الضفة الغربية إلى إسرائيل.

محاولات لكسب الأصوات
ذكر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسي الفلسطيني الدكتور أسامه شعث، في تصريح لـ"الفجر"، أن تصريحات نتنياهو بشان نيته ضم الأغوار في الأشهر الستة القادمة، هي استمرار للإبتزاز التنافسي والانتخابي بين نتنياهو وجانيتس.

وأوضح الدكتور شعث، أن أن نتنياهو المتهم بقضايا فساد واحتيال في سباق مع الزمن من أجل اغراء اليمين المتطرف والمستوطنين بالمزيد من الضم للأرض الفلسطينية المحتلة والإسراع بعمليات الاستيطان في القدس، مشيراً إلى أن هناك أنباء بشأن الإعلان عن بناء وحدات استيطانية على سفوح جبل المكبر في القدس المحتلة والشروع بالسيطرة على سوق البلدة القديمة بالخليل وما يصاحبه من إعدامات ميدانية بحق الاطفال والمدنيين والأسرى المرضى وكبار إلسن من الاسرى المعتقلين والعديد من الإجراءات العنصرية في الأراض المحتلة.

وحذر شعث بأن تلك الجرائم لن تجلب للاحتلال الأمن والاستقرار والسلام، وبين أن الشعب الفلسطيني لن يلتزم الصمت ازاء هذه الممارسات، ودعا شعث المجتمع الدولي لفرض الارادة والقانون الدوليين لاجبار الاحتلال على الرحيل وتفعيل المقاطعة الدولية والشعبية الشاملة على الاحتلال تجاريا واقتصاديا واعلاميا وسياسيا وصولا لعزل الاحتلال كليا.

نتائج ضم غور الأردن
قال الكاتب والمحلل السياسي الأردني منصور المعلا، في تصريح خاص لـ"الفجر"، إن ضم الأغوار يعني عمليا تحكم اسرائيل بملف الحدود؛ حيث أن الدولة الفلسطينية الموعودة لن تمتلك شريط حدودي مع الأردن، وهذا له آثار كبرى اولا على ملف اللاجئين وفرص عودتهم، حيث ستكون اسرائيل هي المتحكمة بالعبور تجاه الضفة الغربية، وكذلك ملف الأمن حيث سيكون بين الأردن والدولة الفلسطينية طرف ثالث يشرف على أمن الحدود وهو ما يمكن اسرائيل من التحكم بمستقبل الضفة الغربية، وذكر أن الأردن تخشي الأمر، كونه يساعد إسرائيل على تنفيذ ترانسفير ناعم باتجاه الاردن.

صفقة القرن
أفاد الكاتب والباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور صالح النعامي، بأن الضفة الغربية وضمها على رأس أولويات الصهاينة وقرار ترامب تشريع المستوطنات دعم لذلك، مشيراً إلى أن الضفة هي مجال صفقة القرن وليس غزة، وذكر أن هدف نتنياهو هو فرض السيادة على غور الأردن وشمال البحر الميت خلال نصف عام.

وأوضح الدكتور صالح النعامي لـ"الفجر"، أن رفض بريطانيا استقبال نتنياهو لانشغالها وعدم القدرة على توفير الحماية الأمنية اللازمة له، ورفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الالتقاء به يعد أول موقف أوروبي حازم ضد نتانياهو، وأول رسالة مباشرة بعدم رغبة الأوروبيين في عودته رئيسًا للوزراء، لذلك يسعى رئيس الوزراء المتهم بالفساد الخروج من ذلك المأزق بأي طريقة.

تحرك القيادة الفلسطينية
وأكد شعث، على أن القيادة الفلسطينية تواصل تحركاتها الدولية على كافة الأصعدة بدءًا بوجود وزير الخارجية الفلسطيني في لاهاي؛ لمتابعة الشكوى القديمة بشأن قرار ترامب نقل سفارته إلى القدس، وتقديم شكوى جديدة ضد إدارة ترامب بشأن تصريحات بومبيو لشرعنة الاستيطان.

خطوات مقبلة للأردن
وأكد المعلا، على أن الأردن يمتلك أوراق مهمة لمواجهة الأمر، وأهما التلويح بتجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل أو الغاءها، مبيناً أن تلك الخطوة قد تكون لها أهمية كبرى تجاه ما تقوم به إسرائيل من اغتصاب للأراضي، وذكر أن الجيش الأردني سيمنع ما سينتج عن القرار منترحيل 100 الف فلسطيني للضفة الشرقية، موضحاً أن لديه الخطة والاستعدادت اللازمة للدفاع عن أرضه.