خبراء فلسطينيون يكشفون حقيقة بحث تهدئة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل

التهدئة الطويلة لها بوادر أكد عليها عدد من المحللين والكتاب الفلسطينين الذين تواصلت معهم صحيفة "الفجر"، موضحين أن هناك شواهد تدل على رغبة حماس في التهدئة وأسباب تدفعها لذلك، منبهين إلى عدة أمور على الحركة الفلسطينية الانتباه لها أولا.

تهدئة غير شرعية
أوضح الكاتب الفلسطيني تيسير الخطيب، أن ما نشرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، يتزامن مع أخبار كثيرة تتحدث عن وجود اتصالات بين حركة حماس وسلطة الاحتلال من أجل عقد هدوء بترتيبات معينة، مبيناً أن ترتيبات تلك الاتصالات أو بنودها غير معروفة.

وأكد الكاتب الفلسطيني على أنه لا يجوز لحماس كسلطة أمر واقع في القطاع انتهت مدة تفويضها، من خلال الانتخابات السابقة أن تعقد أية اتفاقيات بعيدا عن الإجماع الوطني الفلسطيني، موضحا أن حماس لا تملك الأهلية لذلك وإن أرادت فلابد أن تعتمد تلك الاتفاقيات على "الشرعية القانونية" بعودتها للسلطة الفلسطينة، التي هي جزءا منها أو "الشرعية الثورية"، بمعني أن تاخذ بالاعتبار أراء التنظيمات الفلسطينية بقطاع غزة، مشيراً إلى أنها الوعي السياسي والوطني عند حماس لا يتناسب مع طبية التحديات لأن هدفها هو تثبيت سلطتها على القطاع بأي ثمن.

شواهد الرغبة في التهدئة
ذكر أستاذ العلاقات الدولية والسياسي الفلسطيني أسامة شعث، أن هناك شواهد عديدة تدلل على رغبة حماس باستمرار التهدئة وإثبات سيطرتها على غزة، ومنها عدم مشاركة عناصرها في الرد على القصف الدامي في الجولة الاخيرة للاحتلال، وكذلك إصرارها على إخماد مسيرات العودة الأسبوعية فضلا عن موافقتها على إنشاء مستشفى أمريكي على حدود غزة، وإقامة ميناء دولي قبالة سواحل ميناء القطاع، وسبق كل ذلك تعديل حماس لبنود ميثاقها وموافقتها على إقامة دولة في حدود عام ١٩٦٧، أضافة إلى الإعلان عن رغبتها بفتح قنوات اتصال مع الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن كل ذلك يعد إشارة من حماس لإدارة واشنطن بقبولها اَي ترتيبات مستقبلية على حساب القضية الفلسطينية.

أسباب تدفع حماس للتهدئة
قال الإعلامي الفلسطيني طارق الفرا، إن حماس تسعى لانقاذ وضعها بقطاع غزة والبحث عن أي مخرج ليكون هناك أي شكل للتهدئة عبر وسيط او طرف ثالث، موضحا أن لديها عدة أوراق تلعب بها بعد أن كشفت عن وجود جنود إسرائيليين مختطفين لدىيها، بالإضافة إلى إمتلاكها معلومات استخباراتية حول القوات الإسرائيلية، التي حاولت اختراق قطاع غزة، وبين أن هناك بودار واضحة على وجود تهدئة طويلة المدى ومنها الاجتماعات التي تتم بين حماس وأطراف الوساطة، وعدم تدخل حماس أو كتائب عز الدين القسام في التصعيد الأخير.

وأفاد الإعلامي الفلسطيني، بأن ذلك يتزامن مع تلويح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإجراء انتخابات مبكرة وحماس ترغب بالاكتساح او الحصول على نسبة حسم بها تجعلها مصدر قوة بالقطاع مرة أخرى.

تحذير
وذكر شعث أن كل التفاهمات غير المعلنة بين حماس والاحتلال، والتي تتولى بعض الأطراف الوساطة فيها وتمويلها، قد تكون تنفيذا هادئا لصفقة القرن ما يشكل خطرا على مستقبل القضية الفلسطينية على كافة النواحي والأصعدة

الأهم من التهدئة
وأوضح الخطيب، أن الأهم من التهدئة مع إسرائيل هو المصالحة وخلق إجماع فلسطيني حول مجمل القضايا، التي تريد أن تتحرك حماس من خلالها وبالأخص قضية التهدئة لأنها من المفترض تتم بين أطراف متساوية في القوة القانونية، وأضاف على حديثه شعث بقوله: إن "الأجدر بحماس أن تشترط تمويل مستشفيات غزة وتطويرها من الداخل، بدل من إقامة مستشفى على الحدود الفاصلة بين الاحتلال والقطاع".