"هبة أسعد".. قصة فتاة مُصابة بمتلازمة داون حققت حلمها بالتمثيل

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قبل عام من الآن تخرجت"هبة أسعد" من كلية الإعلام بجامعة بالجامعة العربية المفتوحة "AOU"، مثلها كأي فتاة تحلم كثيراً منذ الصغر، التمثيل يجري في عروقها كمجرى الدم، ظلت أمنيتها ترافقها منذ الصغر تكبر معها عاماً تلو الأخر.

تحرص على مشاهد الأفلام السينمائية، ثم تقف أمام مرآتها بالمنزل لتعيد تمثيل مشهد للفنانة "سعاد حسني" في فيلم صغيرة على الحب، تارة تتخيل نفسها في فستان "السندريلا"، وتارة أخرى تحلم أنها تقف أمام"رشدي أباظة" لتؤدي مشهد رومانسي، ظلت تحلُم وتحلُم حتى تمكنت من تحقيق حلمها في النهاية.





"هبة الأمل" هكذا لقبت"هبة" صاحبة الـ"22 ربيعاً رغم إني أصحاب متلازمة داون الإ إنه مكنش ليه تأثير في حلمي، بل بالعكس كان عندي إصرار من صغري، إني أحقق حلمي في التمثيل، وبجانب دراستي وأنا صغيرة والدتي شجعتني  أدرس الرسم والموسيقى والإلقاء، لحد ما اشتغلت مذيعة فى مسرح الشمس التابع لوزاره الثقافه لتقديم فقرات الحفلات، ودي كانت البداية بعدها بدأت أمثل".





"الكنز" دائما يكمن في الرحلة، وكانت رحلة "هبة" محملة بالكنوز المعنوية، فكانت لها طلة على المسرح تجلب التفاؤل والابتسامة"أول مسرحية أمثلها كانت"الكنز" على مسرح الشمس، وكنت البطلة فيها، كنت خايفة كتير ساعتها من رد فعل الناس عليها، لكن الحمد لله كانت كل الردود إيجابية وبتدعمني وتشجعني أكمل".

لم تتوقف"هبة" عند هذا الحد أيضاً، بل لجأت لكل الطرق الممكنة لإثقال مهاراتها في التمثيل" دايماً أنا حريصة على تطوير مهاراتي في التمثيل، علشان كده كنت باخد ورش تمثيل تبع وزارة الشباب والرياضة، وبحضر تصوير عروض مسرحية كتير".

استمرت عشرينية العمر في اللحاق بحملها المنشود، حتى تمكنت من الالتحاق بكلية الإعلام، كي تحسن من مهاراتها في التواصل مع الغير، ولكن كعادتها برعت في الأداء الإعلامي أيضاً" لقبت بمذيعة فرقة الشمس وقدمت فقرة ثابته بإذاعة صوت العرب وقدمت ملتقيات محلية وعالمية كان أبرزها الملتقى العربى "بكره احلى"،  وملتقى الإنسانيه التابع للأمم المتحده، وحفل مهرجان الفن الخاص "الحياه تحت الماء" فى الهناجر بالاوبرا"
الاختلاف عن الأخرين دائماً صعب، فالبعض يعتقد إن اختلافه في الشكل والملامح عن الأخرين، قد يوقف حلمه لكن "هبة" كسرت هذا التابوه، وحاولت تحفيز الأخرين على تحقيق أحلامهم مهما بدا اختلافهم على ملامحهم" دايماً إحساس إني مختلفة عن الأخرين مكنش بيفارقني، وإحساس إن الأخرين مش هيتقبلوني كان مسيطر عليا لكن لما بدأت انجح ووصلت لحلمي عرفت إن دي كلها أوهام بتقف في طريقنا علشان تعجزنا بس، ولما أدركت ده بدأت أنقل تجربتي لغيري علشان كده بحاضر للطلاب  في كلية طب القاهرة ومستشفي 57357، وبحاول أديلهم الحافز والأمل لبكره".





مسيرة "هبة" الطويلة تكللت بالعديد من التكريمات تقديراً للجهد الذي تبذله"سافرت لمكتبة الإسكندرية لحضور مؤتمر دور المرأة فى التنميه المستدامه، وشاركت بكلمة بالعربي والإنجليزي، وسافرت ملتقى البرلس الدولي للرسم ووقع على رسمها على المركب ١٨فنان من دول العالم،  واتكرمت فى سفارة بلجيكا بحضور نائب الأمم المتحده، وكذلك اتكرمت من روتارى بورسعيد، والأمم المتحدة، ووزارة الثقافهن ووزارة البيئة، ومستشفى "57357"، ومؤسسه أولادنا، وأصبحت الشرفى لمبادرة "كوكب واحد".

"الأحلام" رسالة يجب السعي خلفها لتحقيقها مهما طال العمر، و"هبة" المسرح هو رسالتها الوحيدة "أنا زي أي إنسان فيه رسالة عندي لازم أوصلها ورسالتي هي المسرح، اللي لازم أقدم وأؤدي فيه بكل إخلاص".