بعد انهيار جزء من سوره.. تعرف على تاريخ دير"أبو فانا" الآثري بالمنيا
يُعد دير القديس أفا فيني المتوحد، والمعروف بإسم دير أبوفانا، من أهم الأديرة الآثرية في شمال الصعيد، والدير له أسماء اخرى منها دير الأنبا فانيوس، ودير الصليب، وهو غير دير الصليب بنقادة، ويقع الدير في الصحراء الغربية، ويبعد 15 كم من مدينة أبو قرقاص، وهو يقع كذلك في الحاجر الغربي بقرب بلدة هور، ويبعد عنها بحوالي أربعة كيلو مترات، وتتبع هور مركز ملوى محافظة المنيا.
ويشار إلى أن الدير قد بُني بالقرب من موقع مدفن القديس"أبو فانا"، والذي عُثر على قبره خلال عمليات التنقيب التي قام بها "معهد الآثار النمساوي" في القاهرة عام 1992.
ويُقال إن كنيسة "أبو فانا" قد رممها الرشيد أبو فضل، ويشير كتاب "تاريخ بطاركة الكنيسة المصرية" إلى دير "أبو فانا" مرتين: المرة الأولى فيما يتعلق بانتخاب البطريرك "ثيؤدوسيوس الثاني"، بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (1294-1300)، والمرة الثانية فيما يتعلق بطفولة البطريرك متاؤوس الأول (1378-1408).
ويُقال أيضاُ إن الدير كان به حوالي 1000 راهب، وتقلصت الأعداد فيه تقلصًا كبيرًا في القرن السابع؛ ويشير المقريزي إلى أنه كان لا يوجد في الدير، في أيامه، سوى راهبين.
وذكر القس اليسوعي الفرنسي الأب ميشيل ماري جوليه في الفترة ما بين (1827-1911) ميلادبة، أن قس القرية المجاورة (قصر هور) قد قام بتنظيف الكنيسة من الحطام واستخدامها من أجل "القداس الإلهي".
وفي ستينيات القرن الماضي، قام العالم الألماني الدكتور "أوتو مايناردوس" بزيارة الي دير ابو فانا، وكان الدير حينها عبارة عن حطام مع بقايا تنبسط على مساحة عريضة، ولم يبق سوى الكنيسة التاريخية.
وعثر العالم الألماني على قطع من الجرانيت الرمادي، وهو ما يشير إلى أن الدير ربما يكون قد بُني على الموقع الذي كان يومًا ما يقوم عليه معبدٌ قديم، وعلى هضبة صغيرة يوجد حطام قصر، أو برج، كان لدى أديرة قديمة.
كما يوجد على بعد حوالي 80 مترًا من الدير المحطم، هناك كهف أبو فانا، وهو المكان الذي يُقال إن "أبو فانا" عاش به. والمبنى المتبقي من الدير القديم يتكون من كنيسة بازيليكا قديمة تغور بعمق في الرمال في وسط رابية شاسعة، حسبما جاء في الموسوعة القبطية، تحجب حطام الدير، وربما تكون الروابي المجاورة تحجب الصوامع أو القلالي المنفصلة. واهتمت الكنيسة القبطية الارثوذكسية في أعقاب عمليات التنقيب التي قام بها "هلموت بوشهاوزن" وفريقه من معهد الآثار النمساوي في الفترة 1987-1992.
وعقب إنتهاء عمليات التنقيب، قرر المجلس الأعلى للآثار المصرية في عام 2000 أن يحدد منطقة مساحتها 1 × 2 كم على أنها الحرم الأثري للدير؛ ويشتبه المجلس الأعلى للآثار في أن هذه الأرض ربما تحمل بقايا تاريخية مدفونة.
وبناءً علي قرار المجلس الأعلى للآثار، قامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ببناء قلالي جديدة، ومدخلًا جديدًا، وغرفة استقبال، وكاتدرائية كبيرة خارج حدود الحرم الأثري مباشرة.
وقبل عام 1999، لم يقم أي راهب إقامة دائمة في الدير؛ وجاء خمسة رهبان إلى الدير عام 1999، وفي عام 2003 رسّم البابا الراحل شنودة الثالث، عدد 12 راهبًا آخرين، ثم راهبًا آخر فيما بعد. وفي يوليو 2008، أصبح الدير به 18 راهبًا و9 طالبين رهبنة يقيمون في الدير، ويساعدهم عشرات العلمانيين.
وأحالت وزارة الآثار، اليوم الأحد، واقعة انهيار سور الكنيسة الأثرية بدير أبو فانا، والذي أسفر عن مصرع وإصابة عدد من المواطنين للنيابة العامة.
وقالت وزارة الآثار في بيان لها، إن قطاع الآثار الإسلامية والقبطية كان قد خاطب الكنيسة القبطية ومطرانية ملوي عدة مرات خلال العام الماضي بشأن الإجراءات التي يجب اتخاذها للترميم ولتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لترميم الدير، حيث أنه طبقا للمادة 30 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، يجب على وزارة الأوقاف وهيئة الأوقاف الإسلامية وهيئة الأوقاف القبطية والكنائس المصرية أن تتحمل نفقات ترميم وصيانة المباني الأثرية التابعة لهم على أن تتم أعمال الترميم تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار.