"الزواج العرفي" سلاح فتاة المرج في مواجهة أهلها.. وشيخ الأزهر: باطل (القصة الكاملة)
أثار اختفاء الطالبة بسنت ممدوح، والتي اشتهرت إعلاميًا باسم "فتاة المرج" موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نشرت أسرتها صورتها مع مناشدة لمن يتعرف عليها كونها خرجت متوجهة إلى جامعة حلوان حيث تدرس.
مكالمة واختفاء غامض
كانت بسنت تستقل مترو الأنفاق من جامعتها بحلوان، وحينما وصلت إلى محطة عزبة النخل أجرت اتصالًا هاتفيًا بوالدتها أخبرتها خلاله بأن تجهز طعام الغداء؛ لأنها تشعر بالجوع، وبعد هذا الاتصال أغلق هاتف بسنت تمامًا، وأخذت أسرتها تبحث عنها دون جدوى، حتى لجأت الأسرة لمواقع التواصل الاجتماعي في محاولة يائسة للعثور على بسنت.
كاميرات المراقبة تكشف المستور
بعدما يأست أسرة بسنت من عودتها تقدم والدها ببلاغ لقسم الشرطة التابع له حول اختفاء نجلته، وبتتبع خط سير الفتاة، وآخر المكالمات الهاتفية التي أجرتها، وفحص كاميرات المراقبة في محيط محطة مترو عزبة النخل، كشفت الأجهزة الأمنية مفاجأة من العيار الثقيل، حيث وثقت كاميرات المراقبة استقلال الفتاة المبلغ باختفائها سيارة بدون لوحات معدنية من أمام محطة مترو عزبة النخل، في نفس التوقيت الذي أغلق فيه هاتفها.
الأمن يحدد مكان بسنت
وتتبعت قوات الأمن هاتف بسنت المبلغ باختفائها، وتمكنت من تحديد مكانها بإحدى شُقق محافظة القاهرة؛ لتفجر المفاجآة الثانية مع مداهمة قوات الأمن للشقة، اكتشفت أن بسنت ممدوح المبلغ باختفائها تقيم في هذه الشقة برفقة زوجها (العرفي) يعمل سائق ويدعى "علاء"، والذي تزوجته دون علم أهلها بعد ارتباطها به عاطفيًا لسنوات، وتقدمه لخطبتها ورفض أسرتها له، فقررت أن تضع الأسرة أمام الأمر الواقع وتزوجت به، وانتقلت للإقامة معه في شقة استأجرها الزوج.
وأخلى الأمن سبيل الزوج، بعدما تأكد من صحة عقد الزواج العرفي، وأخذ تعهدًا على الأهل بعدم التعرض لبسنت وزوجها، وخيرت بسنت بين العودة لمنزل زوجها أو منزل والدها.
ومن المقرر أن يعاد عقد قران بسنت على زوجها مجددًا على يد مأذون في حال اتفق الطرفان أسرة بسنت وزوجها وليد على ذلك.
الزواج بدون ولي باطل
ويقول الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر إن زواج الفتاة دون ولي ودون علم أسرتها باطل شرعًا، حتى وإن توفر الشهود مستشهدًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه
"أيما امرأةٍ نُكحتْ بغيرِ إذنِ وليِّها، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ، فنكاحُها باطلٌ".
متى يكون الزواج العرفي حلالًا؟
وأوضح الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الزواج العرفي يكون حلالًا في حالة حضور الولي والشهود والإيجاب والقبول، وحضور الولي وإشهار الزواج من أهم شروط صحة العقد.
للمشكلة أبعاد اجتماعية لم يعالجها القانون
وقال عصام الدين أبو العلا، المحامي بالنقض، إن ما اقترفته فتاة المرج للأسف فعل لم يجعل القانون له عقابًا، لذلك كان قرار النيابة العامة بإخلاء سبيلها وإخلاء سبيل من تزوجته رغمًا وغصبًا عن أهلها، ومن ثم فإن أبعاد تلك المشكلة هي أبعاد اجتماعية لم يعالجها القانون، فهروب البنت من منزل أبيها وما تسببه له من طعنه في كرامته وكبريائه أمرًا لا يمكن للقانون أن يعالجه.
وأضاف المستشار القانوني، أنه يجب تجريم الزواج العرفي بكافة أشكاله وأنواعه؛ لما يسببه من مشكلات اجتماعيه قد تتجاوز حدود طرفي العلاقة، وتمتد إلى المجتمع بأسره، وما يسببه هذا النوع من العلاقات من مشكلات أخرى تتعلق بالمستقبل من حيث إنجاب الأطفال ومشكلات النسب وعدم رضاء المجتمع عن مثل هؤلاء الأطفال، ونعتهن بأوصاف شديدة القسوة، وتحويلهم إلى مجرمين، ولا يجب إغفال دوافع الانتقام لدى عائلة الفتاة، وعلى المشرع أن يتدخل سريعًا لتجريم هذا الزواج، ووضع التشريعات العقابية الشديدة التي تتناسب مع الآثار الكارثية لمثل هذه العلاقات.