الكلمة الكاملة لوزير الآثار في منتدى الحضارات القديمة بالصين
بدأ وزير الآثار كلمته في الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى الحضارات القديمة، والمنعقد بالعاصمة الصينية بكين وتشارك فيه تسع دول، بالترحيب بالمشاركين فيه، وتوجيه الشكر إلى دولة الصين لتنظيمها هذا المنتدى الهام الذي يعمل كساحة ثقافية عالمية، بهدف ليس فقط مواجهة التحديات التي تواجه إرثنا الإنساني، ولكن أيضًا لصياغة استراتيجية للتكيف والبحث عن آليات للتنفيذ.
وأشار إلى أن التحديات التي تواجهها الإنسانية في الوقت الحاضر أكثر من أي وقت مضى في الحفاظ على تاريخ الإرث البشري، مؤكدًا على أنه من واجبنا أن نتضافر في خضم التهديدات الهائلة التي تواجه تراثنا الحضاري حيث التزمت بلداننا ببذل جهد مشترك لمنع فقدان وتشويه الهوية والتاريخ الوطني للثقافات الإنسانية.
وأعرب وزير الأثار عن أسفه الشديد بأن مصدر التهديدات التي يتعرض لها التراث الإنساني لا يرتبط فقط بالإرهاب أو التطرف أو حتى الحروب والصراعات، ولكنه للأسف يشمل إصرار بعض الدول ودور المزادات والشركات والمتاحف على عدم التعاون في منع ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
وأضاف أنه يطمح في أن يلعب هذا البرنامج السياسي والثقافي دورًا رئيسيًا في هذا الصدد، كما أوضح أن مصر تبذل كل الجهود اللازمة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي، فإن الحفاظ على الإرث الثقافي والأثري المصري واجب وطني، وقد استطاعت وزارة الأثار بدعم من الإرادة السياسية القوية وتوفير الموارد اللازمة من الحكومة المصرية، بتحقيق العديد من الإنجازات البارزة خلال الفترة القصيرة الماضية منها العديد من المتاحف الاثريةً مثل متحف الفن الإسلامي ومتحف سوهاج ومتحف طنطا وغيرهم.
واستعرض الدكتور خالد العناني وزير الأثار، جهود مصر في محاربة الاتجار الغير مشروع في الأثار واسترداد آثارها التي سرقت وهربت بطريقة غير مشروعة قائلا إن مصر ملتزمة بالتعاون في شراكات فعالة وجادة مع أعضاء المجتمع الدولي لتحقيق تقدم شامل في هذا المجال، وأكد وزير الأثار أنه على مدار السنوات الثلاث الماضية، قامت وزارة الآثار المصرية، بالتعاون مع وزارة الخارجية، بإعادة أكثر من 1150 قطعة أثرية مصرية تم تهريبها إلى خارج البلاد بشكل غير قانوني، وعلى الجانب الآخر، صادرت السلطات المصرية بنجاح العديد من القطع الأثرية المهربة وأعادتها إلى بلدانها، بما في ذلك، أكثر من 40 قطعة أثرية إلى الصين خلال الفترة من 2017 إلى عام 2019، وأكثر من 40 قطعة نقدية إلى العراق من 2005 إلى 2019 و3 تماثل تم إعادتها إلى بيرو في عام 2013.
وفي نهاية كلمته نادى الدكتور خالد العناني وزير الأثار بعقد مؤتمرًا دوليًا لمناقشة الطرق المثلى لوقف نزيف سرقة الآثار والاتجار فيها وتهريبها بطريق غير مشروعة وتضافر الجهود واحترام المواثيق الدولية وادبيات وأخلاقيات العمل الأثري المتعارف عليها.