القوات الروسية والتركية تتبادل القصف في شمال سوريا
قصفت القوات الروسية في القاعدة العسكرية بمدينة "عين عيسى" في محافظة الرقة السورية، مساء اليوم الخميس، القوات التركية والفصائل الموالية لها، وردت القوات التركية بقصف مماثل.
هذا وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، على إطلاق القاعدة الروسية نحو 5 قذائف على مواقع الفصائل الموالية لتركيا، فيما أطلقت القوات التركية حوالي 5 قذائف سقطت في محيط القاعدة الروسية.
وعلم المرصد السوري، أن اجتماعاً بين القوات الروسية وقوات سوريا الديمقراطية جرى في وقت سابق من صباح اليوم، وأكدت القوات الروسية على أنه في حال عدم تراجع القوات التركية والفصائل الموالية وانسحابها إلى الخلف، فإنها ستقوم بقصف تلك القوات.
وتشارك روسيا في ترتيبات أمنية في شمال سوريا يجري خلالها تأمين منطقة عازلة بين القوات التركية والفصائل الموالية لها من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية، وعمودها الفقري هي وحدات الحماية الكردية، من جهة أخرى.
ونفذت أنقرة هجوماً ضد الفصائل الكردية في شمال سوريا، وانسحبت تحت ضغوط، وتدخلت واشنطن وموسكو لبدء تنفيذ المنطقة العازلة بعمق 30 كيلومتراً بالشمال السوري في محاولة للحد من مخاوف تركيا من تواجد الفصائل الكردية على حدودها.
الهجوم التركي على سوريا
هذا وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد أطلق في يوم 9 أكتوبر الماضي، عملية عسكرية تحت أسم "نبع السلام" شمال شرقي سوريا "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين"، في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي دعمتها الولايات المتحدة في إطار حملة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى)، وتأمين عودة اللاجئين السوريين، الذين تستضيفهم تركيا إلى بلادهم.
وبعد فترة زمنية ن العملية العسكرية على تركيا، توصلت الولايات المتحدة الأمريكية، الخميس الموافق 17 أكتوبر، لاتفاق مع تركيا على وقف عملية "نبع السلام"، مقابل انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية خلال 120 ساعة إلى خارج حدود المنطقة الآمنة.
وأوضحت واشنطن، على لسان نائب الرئيس مايك بنس، أن الاتفاق يعني انسحاب القوات الكردية من المنطقة الآمنة التي يبلغ عمقها 32 كيلومترا على طول الحدود التركية السورية، وأكد على أن واشنطن ستسهل هذه العملية، وأن القوات الأمريكية لن تعود إلى هذه المنطقة.
وبعد انتهاء المهلة التي اتفقا عليها تركيا وأمريكا، حول انسحاب القوات الكردية في 120 ساعة، ولم تخرج القوات الكردية، توصلت أنقرة وموسكو في 22 أكتوبر، إلى اتفاق نص على أن تسهل موسكو "سحب" عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، وأسلحتهم من منطقة تمتد حتى عمق 30 كيلومترا من الحدود مع تركيا.