بعد حادث حرق المصحف بالنرويج.. رجال دين: المتطرفون يسيئون لشعوب العالم

أخبار مصر

حرق المصحف بالنرويج
حرق المصحف بالنرويج

يومًا تلو الآخر نتابع أنباءً حول قيام أحد المتطرفين بحرق نسخ أو نسخة من القرآن الكريم، موجهًا رسالة كراهية لأكثر من مليار نسمة من المسلمين حول العالم.

وتعددت حوادث حرق المصحف، والرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعض الرموز الإسلامية كاللحية والحجاب وغيرهما.

ولعل آخر واقعة لحرق المصحف هي تلك التي وقعت في النرويج على يد متطرف تصدى له مهاجر مسلم من سوريا في بسالة وشجاعة، معترضًا على إهانة القرآن الكريم، وحرقه من قبل متطرف، رُغم محاولة الشرطة القبض عليه، إلا أنه تمكن من ركل المتطرف؛ احتجاجًا على سلوكه المشين.

وأدان عدد من رجال الدين الإسلامي، وعلماء الأزهر الشريف هذا التصرف العنصري، مؤكدين أن هذا المتطرف لا يمثل سوى نفسه، وأن تصرفه يعد تصرفًا فرديًا، ولايمثل شعبه أو دولته، بل يمثل نفسه فقط.

ويقول ناصر البحيري، إمام وخطيب، إن قيام متطرف بحرق نسخة من المصحف يُعد عملًا إجراميًّا، ولو وقع في دولة عربية لدفع مرتكبه ثمن فعلته غاليًا، مؤكدًا على أن الدول الأوروبية تسهم بإهانة المقدسات الإسلامية بدعوى حقوق الإنسان، متسائلًا هل تتضمن حقوق الإنسان إهانة الرموز الدينية الإسلامية؟.

وفي هذا الشأن قال عبدالسميع محمد أمين، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن الكافرين والمعاندين لحجج الله الظاهرة في الأرض دأبوا أن يمسوا المقدسات والنصوص الإلهية بشيء من الحرق أو التكذيب أو الاستهزاء مع أنهم في الوقت ذاته ينادون بالحريات، وأنهم من أهلها لكن الحقيقة تخالف كلامهم وأفعالهم، شاهدة على الازدواجية في التفكير.

وعبر "الراوي" عن استيائه مما حدث بالنرويج، واصفًا إياه بأنه فعل شنيع، لا يقره شرع ولا دين ولا دستور ولا إنسانية، كما أنه يُعتبر تعديًا على حقوق المسلمين واستفزازًا لمشاعرهم، واستهتارًا بمقدساتهم.

وأضاف "الراوي" أن حرق المصحف الشريف لهو منافٍ تمامًا لكل القيم والحقوق بل والقوانين والأعراف، وتأباه كل فطرة سليمة أنه مقدس عند غيري فلا أضايقه بالاستهزاء أو الحرق وما شابه ذلك، وإن رأيت أنه خطأ فواجبي النصح بالحسنى،ووردت بعض آيات القرآن الكريم في هذا الأمر حيث قال ربنا "قُلْ أَبِاللهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ..."، وهذا الفعل الشنيع له جذور قوية من عصر الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- وإلى يومنا هذا يتجدد مع البعض؛ أملًا منهم في هدم هذا الدين، لكن الحقيقة أن الإسلام دين كلما حاربوه اشتد، وصدق الله إذ يقول "يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ".