سفير روسي يرجح استئناف تركيا لعملية "نبع السلام" في شمال سوريا
صرح السفير أندريه باكلانوف، مساعد نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي، نائب رئيس مجلس رابطة الدبلوماسيين الروس، مساء اليوم الإثنين، بأنه من الممكن استئناف تركيا العملية العسكرية شمالي سوريا، لأنها لا تعتبر أن أهدافها قد تحققت.
وقال مساعد نائب رئيس مجلس الفيدرالية الروسي، خلال طاولة مستديرة في مبنى المجموعة الإعلامية الدولية روسيا سيغودنيا: "يمكنهم استئناف العملية على الرغم من غضب الرأي العام"، مشيراً إلى أنه يوجد لتركيا هدفان رئيسيان في شمال سوريا لم يتحققا بعد.
وتابع باكلانوف، قائلاً: إن "الهدف الأول هو عدم السماح بأي شكل من الأشكال وأي صيغة لإنشاء دولة ذاتية الحكم أو حتى عناصر استقلال لدولة كردية في سوريا"؛ والهدف الثاني لتركيا، وفقا لباكلانوف، هو خفض "عدد الأكراد السوريين، الذي لديهم أسلحة إلى الحد الأدنى".
ويقدر الخبير الروسي بأن لدى الأكراد السوريين الآن قوه من 63 ألف مقاتل، مضيفاً بأن "هذا مقلق جدا لتركيا، وسيفعلون كل شيء لحل هذه المسألة، كما يرون".
هذا وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، قد صرح في وقت سابق، بأن أنقرة يمكن أن تستأنف العملية العسكرية في سوريا؛ حيث إن روسيا والولايات المتحدة لم تفيا بوعودهما.
ويذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطلق، يوم 9 أكتوبر الماضي، عملية عسكرية تحت مسمى "نبع السلام" شمال شرقي سوريا "لتطهير هذه الأراضي من الإرهابيين"، في إشارة منه إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تعتبرها أنقرة ذراعا لـ "حزب العمال الكردستاني" وتنشط ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، التي دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية في إطار حملة محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول)، وتأمين عودة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا إلى بلادهم.
وتوقفت عملية "نبع السلام" التركية العسكرية شمال شرقي سوريا، عقب لقاء مطول جمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بمنتجع سوتشي الروسي، في 22 أكتوبر 2019؛ حيث اتفق الجانبان على عدة نقاط بشأن سوريا، أبرزها انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية إلى عمق 30 كيلومترا من الحدود التركية باتجاه سوريا، ومغادرة بلدتي تل رفعت ومنبج، بالإضافة إلى قيام القوات الروسية التركية بتسيير دوريات مشتركة شمالي سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود، ونشر حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية على الحدود مع تركيا، بالإضافة إلى العمل من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين المتواجدين في تركيا.