"شك في سلوكها فقطعها بالسيف".. حكاية قتل "أم البنات" بـ40 طعنة بالهرم
"فقدت الأمان.. وحنان الأم والأب".. مشهد لا يمحى من الذاكرة، كانت "إرادة" سيدة تلاثينية العمر، اسم على مسمى في إرادتها للتحمل والشقاء لتربية أبنائها، انتقلت السيدة من محافظتها قنا إلى القاهرة لتتزوج من ابن عمها "كمال" عاشت معه وتحملت مسؤولية الحياة بأعبائها الكبيرة وأنجبت 6 أطفال، تزوجت نجلتها الكبيرة التي تبلغ من العمر 16 عامًا، وبدأت تغرق هي وأطفالها الخمسة لوحدها في الحياة بدون تحمل الزوج أي مسؤلية في الحياة.
بنت حلال وكانت عاوزه تعيش
انتقلت محررتا "الفجر" إلى شارع محمد عوض في الهرم بالجيزة، الذي شهد أبشع جريمة قتل، الأب والزوج الذي انعدمت بقلبه الرحمة ليضع في ذاكرة أبنائه ذلك المشهد الأليم، ليقتل والدتهم أمام أعينهم بواسطة "السيف".
تجلس جارة "إرادة"، سيدة ترتدي ملابس سوداء وملامح الحزن على وجهها لتبدأ الحديث قائلة لـ"الفجر": بنت حلال وعاوزة تعيش، محترمة وفي حالها، في البداية جاءت "إرادة" والشهيرة باسم "غادة" هي وزوجها وأبنائها الـ6 لتقطن في شارعنا، ومن وقت حضورها وهي في حالها واحتضنتها واعتبرتها ابنتي.
لتضيف: "كان جوزها كمال دايمًا مش متحمل معها أي مسؤلية هي الست والراجل في البيت، ويعمل عامل في محل فراخ وبجانب عمله كان لديه ورث في بلدهم أخذ نصيبه وأشترى "توك توك" ليعمل عليه وكان نجلهم "محمود" البالغ من العمر 15 عامًا ترك الدراسة ليعمل على التوك توك مع والده".
"المخدرات ضيعته"، لتكمل السيدة حديثها: "كان بيصرف كل الفلوس على المخدرات كان بيشرب كل أنواع المخدرات وفي الفترة الأخيرة بدأ يشرب مخدر الأستروكس"، متابعة: "صرف كل الفلوس اللي معاه، وقام ببيع التوك توك الخاص بيهم، حتى بدأت "إرادة" وأطفالها في العوز للنقود وزوجها لا يتحمل أي مسؤلية".
كل فلوسه للمخدرات
"دايما بيضربها"، لتتابع السيدة والدموع تنهمر من أعينها على فقدها لطيبة وأخلاق هذه السيدة، قائلة: "مكنش ليها الموتة الوحشة دي، كانت بتربي عيالها بالعافية، وكل ما تقول لجوزها هات فلوس عشان أجيب أكل للعيال، ميكنش معاه وكل اللي معاه مخدرات في جيبه".
"كانت بتيجي تاخد علبة جبنه شكك علشان ولادها".. بالدموع والصوت الشاحب تستكمل السيدة كواليس عاشتها "إرادة" قبل قتلها قائلة: كانت بتيجي تاخد مني مستلزمات الأكل بالشكك وتسد وقت ميجيلها فلوس، لأن زوجها مبيصرفش عليهم مع ظروفها الصعبة وتحملت إهانة زوجها وضربها لها على طول، كانت بتقبض معاش خاص بمعاونة الأسر الفقير، والمقدر بـ500 جنيه، قائلة: "كانت بتحاول تقضي الشهر بيهم، وأبنائها مكنوش بيشتكوا لأنها مربياهم كويس، وفي يوم قالتلي أكلتهم شوربة بـ"ماجي" وقطعتلهم عيش لأن معهاش أي فلوس" .
"مساعدهاش في جهاز بنتها".. أكملت السيدة حديثها لـ"الفجر": حاولت "إرادة" تغطية تكاليف زواج ابنتها بمساعدة إحدى الجمعيات الشريعة بمسجد قريب منها، وكانت بتستلف مني أوقات كثيرة مبلغ مالي وكانت بتسدد كل شهر تحاول تدبره سواء من والدتها والتي ترسل لها بعض المعونات أو من المعاش".
"ملحقتش تتهنى بشغلها الجديد".. وأكدت أنها بجانب المعاش بدأت تبحث عن عمل لتسدد احتياجات ابنائها التي تتحمل مسؤليتهم لوحدها، وبالفعل كانت قبل الواقعة بأيام جاءت إلى واخبرتني أنها ستستلم عملها في إحدى المدارس "فراشة"، وستتقاضى 1000 جنيه وكانت تستعد كثيرا لهذا العمل وتحكي إلى عن خططها التي ستقوم بها بهذا المبلغ.
صوت صراخ
وفي المقابل تقابلنا مع الحاج "جمال"، صاحب العقار الذي تعيش به "إرادة" و "كمال"، قائلاً: "جاءوا يعيشوا في منزلي منذ سنوات كثيرة، ولكن كانوا يقطنوا في مكان آخر وكانت الجيران في المنطقة أيضًا يسمعوا صوت ضربها، كنا في الأول مش مصدقين، ولكن مع مرور الوقت بدأت المشاكل وعكف زوجها على ضربها، كنا على طول بنسمع صوت صراخها ولكن لا نستطيع أن نتدخل، لأنه كان راجل صعب وشديد".
"بدعوات يترحم بها على إرادة".. أكمل صاحب العقار حديثه: قبل يوم الواقعة بعدة أيام "جاء شقيق القاتل وشقيق الزوجة، ليفصلوا عنهم في الخلاف القائم بينهم حول من منهم سيترك الشقة، وذلك عقب إقرار الزوج بطلاقه لزوجته 3 مرات، واتفقت جميع الأطراف على مغادرة الزوج للشقة وأنها هي من ستتولى مسؤلية رعاية الأطفال وخدمتهم ومن الصعب أن تتشرد بهم في الشارع بلا مأوى".
"كانت عملتله محضر".. وتابع صاحب العقار قائلاً: "اتفاجئنا بعد ما تم الاتفاق بترك السيدة في حالها لتربية الأبناء، جاء وقام بضربها والتعدي عليها، وفي هذه اللحظة ذهبت الزوجة لعمل محضر له بعدم التعرض، واختفى الزوج لمدة أكثر من 5 أيام، وظهر في يوم الواقعة".
بابا قتل ماما
"كان بيعمل إشارات غريبة"، وأكمل صاحب العقار كلامة: "في يوم الواقعة يوم السبت في حوالي الساعة الـ1 ظهرًا، كنت في محلي تحت العقار، ولقيت "كمال" نازل من البيت بيخبط على يديه الاثنتين ويعمل إشارات غريبة، ساعتها مفهمتش بس لقينا هدومه غرقانة دم، في ذلك الوقت بدأت نجلتهم "هدير" البالغة من العمر 14 عامًا، في الصراخ وعلى لسانها "بابا قتل ماما" ونزلت بسرعة تستغيث بالجيران عشان يطلبوا لمامتها الإسعاف".
"ماتت على السلم".. وتابع صاحب العقار: "طلعنا على طول لشقتهم ولقينا القتيلة على السلم، وهرب القتيل من "المنور"، فحاولت الزوجة الاستغاثة بالجيران وأسرعت بالخروج من الغرفة والاتجاة ناحية السلم، ولكنها لقت مصرعها على درجات السلم قبل وصول الجيران إليها.
"وبدأ الجيران بتهدئة البنت الصغيرة، حتى نفهم ما حدث، قالت بابا جالنا يخبط علينا الباب بس ماما كانت خايفة منه ومفتحتش الباب عشان هيضربها، فرحنا لقيناه نط من شباك المنور ودخل علينا معاه "سيف"، وأغلق الباب علينا أنا وأخواتي الصغيرين وأخويا في الشغل، وحبس ماما في أوضه النوم وبصيت عليهم من خرم الباب لقيته بيذبحها، وهرب على طول من شباك المنور، ليقع السيف منه لتعثر عليه الأجهزة الأمنية بعد ذلك.
40 طعنة
وأمرت النيابة العامة، بجنوب الجيزة، بحبس زوج ويعمل "فرارجي" في عقده الرابع، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد ذبحه لزوجته وتقطيع جسدها بآلة حادة "سيف"، وطعنها حوالي 40 طعنة متفرقة بجسدها.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها النيابة، أن الشاهد الوحيد نجلتهم" طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا، وكان والدهم ترك المنزل لعدة أيام، وفي يوم الواقعة جاء للمنزل ودخل على أسرته بآلة حادة "سيف"، وبدأت نجلتهم تستغيث بالجيران لإنقاذ والدتها، ما دعا الجيران لكسر باب غرفة النوم التي وقعت بها الجريمة، ليجدوا السيدة لفظت أنفاسها الأخيرة نتيجة للطعنات التي سددها لها، وبجانبها أداة الجريمة "السيف".
وكشف مصدر بالنيابة، في وقت سابق، في واقعة قتل سيدة "ربة منزل" في عقدها الثالث من العمر على يد زوجها ويعمل "فرارجي"، أن هناك خلافات زوجية بينهما، أدت لترك المنزل لعدة أيام، بالإضافة إلى أنه في الفترة الأخيرة كان يشك في سلوكها.
بداية الواقعة
وتعود بداية الواقعة عندما تلقي المقدم محمد الصغير رئيس مباحث قسم شرطة الهرم إشارة من غرفة عمليات النجدة تفيد بالعثور على جثة ربة منزل داخل منزلها بدائرة القسم.
وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم وتبين العثور على جثة ربة منزل في العقد الرابع من عمرها وبها عدة طعنات نافذة بأنحاء جسدها.
وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة زوج المجني عليها، وكشفت التحريات الأولية أن المتهم ارتكب الجريمة لشكه في سلوك زوجته، حيث إنه تزوج من المجنى عليها منذ 15 عاما ونشبت بينهما خلافات في الآونة الأخيرة جعلته يترك المنزل منذ 5 أيام وحينما عاد قام بارتكاب الجريمة.
وتحرر المحضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات وأخطر اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.