"ازرع حب تحصد حب".. حكاية فريق الأبطال الذي يخدمّ أطفال السرطان والمسنين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قبل سنوات قليلة، تصاعدت أحلام شاب مصري بسيط "عبد الرحمن محمد"، في تاسيس فريق متطوعين في الخير لتنظيم زيارات ميدانية وحفلات خيرية لإدخال الفرحة على قلوب مرضى السرطان والأيتام والمسنين للمساهمة في تحسين حالتهم النفسية بالتالي تحقيق استجابة أفضل للعلاج.




لم يكن عبد الرحمن وحده الذي يتملكه حلم إسعاد المرضي وزيارة الأيتام، حيث وجد رغبة مماثلة في مجموعة من أصدقائه، فالتقوا عند نقطة واحدة وأمل مشترك، وهو رسم الابتسامة علي وجوه الأطفال والمسنين، فشرع "عبد الرحمن" في تنفيذ فكرته في تأسيس فريق خيري وزيارة المستشفيات، وأسبوعيا، يقوم الفريق بنشاط مختلف بزيارة مستشفى أو دعم مريض أو زيارة مسن "، وتحدث عبد الرحمن محمد مؤسس "فريق الأبطال"، وهو شاب في نهاية العقد الثاني لـ"الفجر"، أنه قرر قبل عام تقريبا تأسيس هذا الفريق "لست طبيبا ولا أعمل في جمعية خيرية، أنا خريج تجارة حلوان وبشتغل في شركة أثاث لكني بحب الخير".




"ازرع حب تحصد حب" قبل عام تقريبًا، بدأت قصة عبد الرحمن محمد مؤسس "فريق الأبطال" لدعم مرضى السرطان مع يوسف أحد أطفال مرضى السرطان، اعتاد عبد الرحمن علي تنظيم زيارات ميدانية منفردا لأطفال مستشفي 57357 " كنت متعود أزور مستشفيات، وتحديدًا مستشفي سرطان الأطفال 57، وكنت بخصص يوم لهم، اطبطب عليهم وألعب معهم".




كانت قصة يوسف هي الدافع الحقيقي لعبد الرحمن في تكوين فريق خيري يزور مستشفيات السرطان، ويقدم الدعم للمسنين "قصتي في انشاء فريق الأبطال، بدأت لما اتعرفت علي" الطفل يوسف" في مستشفي 57، كان عنده سرطان رئة، نجح فعلًا يتغلب عليه، وكان بيجي كل أسبوع من السويس للقاهرة علشان جلسات كيمياوي"، وكانت لحظة حاسمة خلقت الدافع الحقيقي لتكوين الفريق "يوسف كان طفل مفعم بالحيوية رغم تاثير المرض علي صحته، ظل كباقي الأطفال يحلم بالملاهي والأراجوز والألعاب، لكن مكنش قادر يروح للملاهي أو يتحرك كتير عشان ظروفه".




لثوانٍ معدودة، توقف عبد الرحمن عن الحديث، ليسترجع اللحظات الماضية كأنها بالأمس "تأثرت كثيرًا بوفاة يوسف، فقد عاد إليه المرض مرة أخرى، ونجح المرض في التغلب علي عزيمته وقوته بالنهاية"، ويولد الأمل أحيانًا من رحم ألم "كانت حالتي النفسية سيئة بعد رحيل يوسف، وكنت متعلق به، ثم استجمعت قوتي وقررت انشاء فريق الأبطال هو فريق التطوعي، لرسم البسمة على وجوه الأطفال:الأيتام، ذوي الاحتياجات الخاصة، محاربي السرطان، الاقزام، وجميع فئات المجتمع".


كانت قصة رحيل الطفل يوسف فرصة لزرع الأمل في قلوب الأطفال "ننظم حفلات خيرية لأطفال لرسم البسمة والفرحة لكل من يحتاجها، وبنعمل رحلات وزيارات ومبادرات للأطفال الايتام والمسنين، وزيارات لمستشفى 57357 ومعهد الأورام ومستشفى أبو الريش"، ولا يتوقف نشاط فريق الأبطال علي المرضى والأيتام فقط "بنعمل كورسات تنمية بشرية وندوت تثقيفية، مبادرة تعليم يتيم، وخروجات لزيارة معالم مصر الداخلية، ومساعدات للعرائس والمحتاجين".




رحلة فريق الأبطال ممتدة "أسست الفريق من سنة تقريبًا، عندي رؤية: الرقي الاجتماعي و النفسى والمادى لمجتمع متطور، ورسالتي: نسعى للحماية من الانحراف وانشاء جيل منتج وفعال في خدمة المجتمع وتنميته، شعاري:عمل الخير طريقك للجنة، كن للخير داعيآ، دورنا: هو مساعدة الأطفال، ورسم البسمة على وجوهم"، رحلة فريق الأبطال مستمرة بدأت قبل عام بعدد متطوعين محدود" نواجه بعض الصعوبات في استخراج التصاريح لزيارة المستشفيات، ويشترك في حفلات متطوعين لتنظيم ورش الحكي والتلوين وشوش الأطفال أو مصورين أو فنانين لتقديم عروض وفقرات فنية ومسرحية، نتواصل عن طريق الواتس آب والفيسبوك".




قبل ساعات قليلة من إعداد حفلة خاصة لأطفال السرطان، استيقظ عبد الرحمن، بعد تأكد من حضور المتطوعين والمهرج، وإعداد الزينة والحلويات والعصائر والألعاب والألوان، الحصول علي التصاريح اللازمة من المستشفى حيث يستعد الفريق منذ عدة أيام لتنظيم حفلة خيرية في مستشفى هرمل بالمنيل لإسعاد أطفال السرطان، ونجح عبد الرحمن في الحصول علي تصريح من إدارة المستشفى.



أسبوعيًا، ينظم الفريق زيارة لأحد المستشفيات، " مؤخرا نظمنا زيارة لمستشفي أبوالريش لأطفال، كما نظمنا حفلة في قسم الأورام بمعهد ناصر، وقد شارك في الحفل متطوعين بورشة الحكي وأراجوز ومصورين ورسامين لرسم علي وجوه الأطفال، حضرت معانا الفنانة ماريتا عماد نجمة ""the voice kides، كما نظم  الفريق زيارة خاصة لأحد أطفال السرطان في منزله لإدخال السرور علي قلبه بمشاركة متطوعين، وأطلقنا مبادرة "قص وفرحهم"لجمع الشعر لصالح مرضى السرطان، يأمل عبد الرحمن بأن يتحول النشاط إلي فكرة عامة يشارك فيها الآلاف من المتطوعين "نفسى النشاط يكبر، والفكرة تنتشر في كل مصر".