افتتاح الدورة العادية الـ34 للجنة الخبراء الأفريقية لحقوق الطفل ورفاهيته (صور)
أكدت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، على أن الدولة المصرية تضع قضية حماية حقوق ورفاهية الطفل على صدر أولوياتها، وأن المجلس القومي للطفولة والأمومة يسعى بصفته الجهة العليا المسؤولة عن الطفولة فى مصر إلى تعزيز إنفاذ حقوق الطفل من خلال صياغة الاستراتيجيات وخطط العمل وكذلك أوراق السياسات التي ترشد صانعي القرار وتمكنهم من اتخاذ قرارات مبنية على الأدلة مشيرة إلى أنه تم خلال العام الماضي إطلاق عدة أوراق سياسات خاصة بزواج الأطفال وختان الإناث وتمكين الفتيات من خلال مرصد حقوق الطفل، فضلا عن إطلاق المبادرة الوطنية لتمكين الفتيات " دوُي" بالتعاون مع كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية وشركاء التنمية، قائلة "يسعدني أن تصب جميعها فى أحد أولويات أجندة 2063 وهو القضاء على العنف والتمييز ضد المرأة والفتاة، وتجدر الإشارة إلى أن إعلان القاهرة الصادر في يونيو 2019 والذي خلص عن المؤتمر الأفريقي رفيع المستوى للقضاء على زواج الأطفال وختان الإناث يعد من الخطوات المحورية التعاون بين جمهورية مصر العربية والاتحاد الأفريقي.
جاء ذلك خلال كلمتها التي ألقتها اليوم، ببداية الدورة العادية الرابعة والثلاثون للجنة الخبراء الأفريقية لحقوق الطفل ورفاهيته (ACERWC) المنعقدة بجمهورية مصر العربية في الفترة من 25 نوفمبر - 5 ديسمبر 2019، والتي نظمتها وزارة الخارجية بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة والاتحاد الأفريقي ويونيسف وشركاء التنمية.
وتنبثق لجنة الخبراء الأفريقية لحقوق الطفل ورفاهيته من المواد من 32 إلى 46 من الميثاق الأفريقي لحقوق الطفل ورفاهيته، الذي اعتمده رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية في 11 يوليو 1990 ودخل حيز التنفيذ في 29 نوفمبر 1999. لجنة الخبراء الأفريقية لحقوق الطفل ورفاهه تتألف من 11 عضو خبير وتتمثل المهام الرئيسية للجنة في تعزيز وحماية الحقوق المنصوص عليها في الميثاق المذكور ومراقبة تنفيذ وضمان حماية الحقوق المنصوص عليها في الميثاق.
وخلال الجلسة الافتتاحية أعربت الدكتورة عزة العشماوي، عن سعادتها باستضافة مصر اليوم اجتماعات الدورة 34 للجنة الأفريقية لخبراء حقوق ورفاهية الطفل بعد مرور ما يقرب من 12 عاما من عقدها بالقاهرة فى عام 2007، وعن قيام المجلس القومى للطفولة والأمومة تحت رعاية وزارة الخارجية بتنظيم هذه الدورة بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي وشركاء التنمية، كما أعربت عن بالغ فخرها بعضويتها هذه اللجنة الهامة للمرة الثانية على التوالي وذلك منذ عام 2013.
كما أكدت على أهمية الالتزام بأجندة 2063 والتى تمثل إطار عمل استراتيجي للقارة الأفريقية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لدول القارة، مشيرة إلى أن الاستراتيجية القومية للطفولة والأمومة 2018 – 2030 قد استمدت العديد من أهدافها وأولوياتها من هذه الأجندة وخطتها العشرية، والتى تتوافق مع أهداف التنمية المستدامة أيضا، فقد ارتكزت أهداف الاستراتيجية على، تحسـين الوضـع الصحـي والتغـذوي للأطفـال دون تمييـز بنـاء عـلى النـوع، خاصـة الأطفـال المهمشين، فضلا عن تمكين كافة الأطفال من الحصول على تعليم جيد النوعية يمكنهم من المشاركة فى جهود التنمية بصورة أفضل وإحداث حراك اجتماعى، وحماية الطفل من كافة أشكال العنف البدنى والنفسي، وضمان حقوقه الأساسية فى المسكن والرعاية والقضاء على عمالة الأطفال والاتجار به وحماية الأطفال فى النزاعات المسلحة وحماية الفتيات الأطفال من الممارسات الضارة كختان الإناث وزواج الأطفال، بالإضافة إلى تخفيف حدة تأثير الفقر على الأطفال الفقراء وإحداث حراك اجتماعى يمكنهم من الخروج من دائرة الفقر، بالإضافة إلى تقديم الحماية الكافية للأمهات وزيادة نفاذهن للخدمات لتحسين جودة حياتهن مما يؤثر بالايجاب على جودة حياة الأطفال.
وأضافت العشماوي أن المجلس يسعى إلى تعزيز منظومة حماية الطفل من خلال تفعيل آليات الإبلاغ المتمثلة فى خط نجدة الطفل 16000، ولجان حماية الطفولة على المستوى اللامركزى، لافتة إلى انتهاء المجلس بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية من إعداد الدليل الإجرائي لحماية ومساعدة الأطفال ملتمسي اللجوء واللاجئين وضحايا جريمتى تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر، وهو ما يتوافق ايضا مع أحد أولويات دورتنا الحالية.
ومن جانبه رحب السفير أحمد إيهاب جمال الدين، مساعد وزير الخارجية لحقوق الإنسان والمسائل الاجتماعية والإنسانية الدولية، فى بداية كلمته بالحضور كما أعرب عن سعادته البالغة باستضافة مصر لهذه الدورة، كما أشار إلى أن ميثاق منظمة الوحدة الافريقية يؤكد على الاهمية القصوى لحقوق الإنسان، ويؤكد الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب على أن لكل شخص الحق في التمتع بجميع الحقوق والحريات المعترف بها دون تمييز من أي نوع، مشيرا إلى أنه تم إقرار اعلان حقوق ورفاهية الطفل الافريقي الذي اعتمدته قمة رؤساء دول دول وحكومات منظمة الوحدة الأفريقية في دورتها العادية السادسة عشرة وكان اعتماد الميثاق الافريقي لحقوق ورفاهية الطفل من قبل القمة الافريقية في عام 1990 تتويجًا لكل تلك الجهود الافريقية، وأضاف أن اعتماد هذا الميثاق يعد علامة فارقة حيث ينظر له باعتباره المعاهدة الافريقية الرئيسية والوحيدة للتعامل بشكل متكامل مع الأطفال في افريقيا والاطار القاري الفعال لتعزيز حقوق الطفل، لافتا إلى أنه يعد من أكثر الوثائق الافريقية التي أقبلت الدول على الانضمام إليها والتصديق عليها.
كما أشار إلي أنه على الجانب الآخر وبعد 25 عام من اعتماد الميثاق الافريقي لحقوق ورفاهية الطفل تم اعتماد الأجندة الافريقية للطفل 2040 "دعم أفريقيا ملائمة للأطفال" والتي بنيت على أساس أجندة افريقيا 2063 وتحديدا في فقرتها ال 53 والتي تنص على أنه يجب تمكين الطفل الافريقي من خلال التنفيذ الكامل للميثاق الافريقي لحقوق ورفاهية الطفل.
وأضاف أنه في ضوء الاهمية الكبيرة التي توليها مصر لحقوق الطفل وللدور الرائد الذي تضطلع به اللجنة الافريقية للخبراء المعنية بحقوق ورفاهية الطفل والتي تعد المدافع الأول في قارتنا عن حقوق الطفل كجهاز قاري أساسي من أجل الدفع بتلك الحقوق إلى الأمام حرصت مصر خلال رئاستها للاتحاد الافريقي على طلب استضافة اجتماعات الدورة ال 34 لهذه اللجنة.
كما أكد على أن مصر كانت من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل كما سعت مصر منذ انضمامها لكل من الاتفاقية الدولية والميثاق الافريقي إلى مواءمة قوانينها الوطنية لتتناسب مع تلك الوثائق الدولية والاقليمية.
و أشار برونو مايس خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية أن يونيسف تسعى جاهدة في إطار مشاركتها مع الاتحاد الأفريقي إلى تطوير نهج مبتكرة لمواجهة تحديات العصر الرقمي اليوم وتوسيع نطاق العمل بهذه النهج، مؤكدا على أن يونيسف تعمل في خدمة الأطفال ف يجميع انحاء العالم، واضاف إننا نعمل هنا في مصر من أجل الدعوة إلى حقوق كل طفل والدفاع ايضا عن تلك الحقوق، كما أكد على أن الشباب هم جوهر التنمية في أفريقيا ولذلك نسعى إلى أن تكون النتائج الانمائية التي تخص الأطفال والشباب تأثير كبير ودائم على مسار القارة.
وخلال كلمتها، توجهت السيدة أميرة الفضيل – مفوضة الاتحاد الافريقي للمسائل الاجتماعية بالشكر لمصر حكومةً وشعبا وذلك في كلمتها التي ألقتها نيابة عن رئيس المفوضية موسى فكي، كما هنئت الحضور بمناسبة مرور ثلاثة عقود على اقرار اتفاقية حقوق الطفل، وأكدت أنه طوال الأعوام الماضية تم اتخاذ عدة تدابير ايجابية على مستوى السياسات والتشريعات كما أشادت بكافة الجهود الايجابية التي تم اتخاذها من أجل اعلاء حقوق الطفل في القارة الافريقية حيث تم العمل بجدية على إزالة كافة العواقب والمعوقات، كما أكدت على السعي الدائم نحو تطبيق تلك التشريعات بالاشتراك مع المجتمع المدني من أجل انفاذ حقوق الطفل والمواثيق ذات الصلة، لافتة إلى أنه يتم التركيز على انهاء زواج الأطفال وختان الإناث في القارة الافريقية واتخاذ كافة الاجراءات التي من شأنها أن تدعم ذلك، مشيرة ألى انه تم اطلاق حملة لمناهضة تلك القضايا التي تؤثر سلبا على الفتيات كما أكدت على أهمية هذا المؤتمر الذي من خلاله يتم التأكيد على دعم كافة قضايا حقوق الطفل.
وأشارت جويتسون نيكي نكوي، رئيسة اللجنة الافريقية للخبراء لحقوق ورفاهية الطفل، إلى اهمية تعزيز الهياكل المعنية بحقوق الطفل والتي على رأسها المجتمع المدني والذي يلعب دور رئيسي في دعم قضايا حقوق الطفل كما أننا من خلال هذه اللجنة والاجتماعات الدورية نعمل على ضمان تنفيذ هذه المواثيق والقوانين في كل الدول الافريقية، وذلك من خلال المناقشات المتعمقة حول حماية حقوق الأطفال في الدول الأعضاء.
وأعرب سولومون ايلي ديرسو – رئيس اللجنة الافريقية لحقوق الإنسان والشعوب عن بالغ سعادته بتواجده في مصر وللاستقبال الكريم، كما أكد على التعاون الوثيق بين لجنة الخبراء الافريقية لحقوق الطفل ورفاهيته ومفوضية الاتحاد الافريقي وان هذا التعاون يظهر تضافر الجهود من أجل اعلاء قيم حقوق الطفل حيث تم اطلاق عدة مبادرات خاصة بقضايا حقوق الطفل كمناهضة زواج الأطفال والعمل على حد اقصاء بعض الفتيات الأطفال من التعليم ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي يضر الفتيات الأطفال كما أكد على ضرورة العمل من اجل انفاذ الميثاق الميثاق الافريقي لحقوق الطفل ورفاهيته.