كوريا الشمالية تجري تدريبات بالمدفعية بأمر من كيم
أجرت القوات الكورية الشمالية تدريبات بالمدفعية بالقرب من الحدود البحرية المتنازع عليها مع كوريا الجنوبية بأمر من الزعيم كيم جونغ أون، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الحكومية اليوم الاثنين، مما أدى إلى توبيخ فوري من الجنوب وسط المحادثات النووية المتوقفة.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، إن إطلاق النار وقع اثناء تفقد كيم وحدة عسكرية في جزيرة تشانرين قبالة الساحل الغربي.
كانت هذه أول رحلة يقوم بها كيم إلى وحدة عسكرية في الخطوط الأمامية منذ أن دخل في محادثات نووية مع الولايات المتحدة العام الماضي. تتوقف المفاوضات النووية إلى حد كبير الآن مع تصعيد كوريا الشمالية للضغط على واشنطن لرفع العقوبات الدولية والتخلي عن السياسات العدائية تجاه كوريا الشمالية.
وقالت الوكالة إن كيم أمر فرقة المدفعية الساحلية بإطلاق النار قبل الإشارة إلى الهدف وأن القوات "أظهرت مهاراتها في إطلاق النار بالكامل" و"أسعدوا "القائد الأعلى".
تقع الجزيرة إلى الشمال مباشرة من الحدود البحرية بين الكوريتين، وهي مسرح لعدة مناوشات بحرية دموية بين الخصمين في السنوات الماضية. في عام 2010، شنت كوريا الشمالية غارة مدفعية على جزيرة كورية جنوبية جنوب الحدود مباشرة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. في وقت سابق من ذلك العام، اتهمت كوريا الشمالية أيضا بنسف سفينة حربية كورية جنوبية تعمل بالقرب من الحدود، مما أسفر عن مقتل 46 بحارا.
أعربت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية عن أسفها إزاء التدريبات الأخيرة، قائلة إنها انتهكت الاتفاقات بين الكوريتين العام الماضي والتي تهدف إلى تقليل العداوات العسكرية في المناطق الحدودية.
وقالت المتحدثة تشوي هيون سو للصحفيين، إن كوريا الشمالية يجب أن توقف أي أعمال يمكن أن تزيد التوترات العسكرية في مناطق الخطوط الأمامية وأن تلتزم باتفاقيات خفض التوتر لعام 2018.
شهدت العلاقات بين الكوريتين تحسنا كبيرا العام الماضي حيث شارك كيم في محادثات مع الولايات المتحدة حول مصير ترسانته النووية المتقدمة. التقى كيم بالرئيس دونالد ترامب في سنغافورة في يونيو من العام الماضي فيما كانت أول محادثات قمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة منذ نهاية الحرب الكورية 1950-53. كما التقى كيم بالرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ثلاث مرات العام الماضي.
لكن انهارت المحادثات النووية في فبراير، عندما رفض ترامب دعوات كيم لتخفيف العقوبات على نطاق واسع مقابل تفكيك مجمعه النووي الرئيسي، وهي خطوة جزئية لنزع السلاح النووي. عانت العلاقات بين الكوريتين فيما بعد من انتكاسات، حيث انتقدت كوريا الشمالية كوريا الجنوبية لفشلها في الانفصال عن الولايات المتحدة واستعادة المشروعات الاقتصادية المشتركة التي علقتها عقوبات الأمم المتحدة.
في الأشهر الأخيرة، أجرت كوريا الشمالية تجارب على عدد كبير من الصواريخ قصيرة المدى وغيرها من الأسلحة، والتي يقول الخبراء إنها تستهدف كوريا الجنوبية بشكل أساسي. كما هددت كوريا الشمالية بتفكيك المباني التي شيدتها كوريا الجنوبية في مشروع سياحي مشترك مغلق الآن في الشمال.
لم ترفع كوريا الشمالية الوقف الاختياري الذي فرضته بنفسها على التجارب الصاروخية والنووية بعيدة المدى، والتي تباهى ترامب بإنجازه الكبير في سياسته تجاه كوريا الشمالية. وقد طلب كيم من ترامب الخروج بمقترحات جديدة ومقبولة لإنقاذ المفاوضات النووية بحلول نهاية العام.