تحول حفل الزفاف إلى سرادق عزاء.. شاب يتوفى ليله "فرحه" في المنيا
24 ساعة كانت كفيلة بأن تحول العرس إلى ميتم، فقد جسد العريس إسحاق إبراهيم لحظات من الفرح والزغاريد والطبول، وأخرى من الصراخ والعويل، وعندما تتجول بين متصفحك الجول لتقراء تلك القصة المأساوية، تتخيل انك تقرا جزء من روايات إحسان عبد القدوس أو طه حسين، ولكن تلك القصة لم تكن من روايتهم، بل كانت حقيقة الشاب الذى اشتهر بين الناس بأخلاقه وحب الجميع له أنه العريس إسحاق إبراهيم ابن مركز ملوى بمحافظة المنيا الذي تحول فرحة إلى سرادق عزاء.
24 ساعة من الفرح والرعب عاشتها أسرتها
عاد إسحاق إبراهيم الشاب الثلاثينى من السفر من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد رحلة معاناة طويلة من أجل توفير حياة كريم من أجل أن يتزوج لتعد له الأسرة العروس، وبدأ الشاب بدعوة أصدقائه والأقارب من أجل حضور الفرح الذى كان مقرر له الخميس الماضي.
قلوب تنبض
عند غروب شمس يوم الأربعاء الماضي، بدأت ليلة الحنة التي تسبق يوم الفرح واصطف الأهل والأصدقاء والجيران، من أجل الاحتفال بـ"ليلة الحنة"، تحت شعار فرحة إسحاق وأميرة الزوجة المستقبلية، وبينما الجميع يلهو من الفرحة، والزغاريد تعم المكان وسط تقديم المعازيم التهنئة، كان قلب الأم ينبض ما بين الفرحة بزواج ابنها والخوف من الكارثة المنتظرة.
صراخ وعويل
انصرف الجميع بعد ساعات طويلة من الاحتفال، من أجل الاستعداد للغد يوم العرس الذى انتظروا من أن أجل أن يشاركوا إسحاق فيه، ولكن لم يعلم هؤلاء بأنهم في الغد سوف يشاركونه في عزاءها على قبره، وبعد ساعات من تركه، وبينما يستعدون من أجل النوم إذا بصراخ وعويل يملأ المكان لم يتخيل هؤلاء بأنه إسحاق قد توفى فقد ظنوا للوهلة الأولى، أن أحد ما يشاهد التلفاز، ولكنهم تلقى النبأ من أسرته التى ضجت صراخها أوجه المكان بأنه إسحاق قد توفى دخل منزله صباح ليلة فرحه، وهرع به أصدقاؤه إلى مستشفى ملوي العام، على أمل أنه على قيد الحياة إلا أنه قد وافته المنية.
وكان اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطارا من العقيد جمال الدغيدي، رئيس مباحث المديرية، بورود بلاغ من الدكتور إسحاق إبراهيم فارس، مدير مستشفى ملوي العام، بوصول شاب ثلاثيني يدعى إسحاق إبراهيم، لقي مصرعه إثر تعرضه لإسفكسيا الاختناق أدت إلى هبوط حاد في الدورة الدموية أثناء استحمامه داخل حمام منزله. وفي تمام الساعة الثانية ظهرا، شيعت أهالي مدينة ملوي، مسلميها وأقباطها، جثمان إسحاق من داخل مطرانية ملوي، تلك المطرانية التي كانت سوف تزفة على عروسته أميرة في ذات الليلة في السادسة مساء.