"بالألوان الطبيعية".. مهندس زراعي يدمج فن الديكور باستخدام النباتات

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"الضوضاء والزحام والتلوث" مجموعة من المشاكل البيئية التي يواجهها سكان المدن الكبيرة في مصر، وبخاصة في القاهرة والإسكندرية كمدن مليونية، حيث تعاني القاهرة من التكدس السكاني والضوضاء وعوادم السيارات وغياب اللون الأخضر من الشوارع والمنازل، هو ما كان حافز للمهندس الزراعي علاء علي لاستخدام النباتات الطبيعية في ديكور المنازل لمواجهة التلوث بالجمال.

وروى المهندس علاء علي لـ"الفجر"، أسرار فكرته في استخدام النباتات في الديكور "الفكرة جاتلي بسبب انتشار الزحمة في كل مكان خلال الفترة الأخيرة، و الشوارع أصبحت كلها ضوضاء وملوثات وعوادم سيارات، أصبحت كل الكافيهات مليانة أدخنة و دوشة"، لم يعد هناك مكان نتنفس فيه أو مكان نرتاح به بعد ضغط اليوم الطويل، وكان لازم نجد حل للمشكلة .

بدأت قصة المهندس الزراعي "علاء علي"، عقب التحاقه بكلية الزراعة جامعة الاسكندرية، وكان "علي" يحلم بالالتحاق بكلية الفنون الجميلة، لكن ضاع الحلم بسبب مكتب التنسيق والمجموع "رغبت في الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، ودخلت اختبار القدرات، ونجحت فيه، لكن مجبتش المجموع ودخلت زراعة، وفضلت متمسك بحلمي، واتدربت في شركة ديكور، وأخذت كورس تشطبيات معمارية، وحاليا أدرس دراسة مكثفة في كلية الفنون الجميلة عن الديكور الداخلي".

خلال فترة دراسته بكلية الزراعة، نجح "علي" في الحصول علي دعم أستاذه الدكتور طارق القيعي الاستاذ بقسم الزهور كلية الزراعة جامعة الاسكندرية " أستاذي الدكتور طارق القيعي وصلني بأكبر مشاتل في الشرق الأوسط متخصصة في نباتات الزينة اتدربت فيها، وأخذت خبرة كبيرة"، بعد انتهاء فترة الدراسة، سعى علي، للحصول علي خبرة في مجال الزراعة والحدائق " اشتغلت بعد التخرج، أدربت قبل ما أتخرج، وكنت مدير مشروع مزرعة نباتات زينة، ومهندس لاند سكيب خارجي لقرية سياحية في الساحل الشمالي" .

يبقي الحلم دافع المرء لاستكمال طريقه، "كان حلمي الديكور، وكانت كلية زراعة أفضل اختيار، وتخصصت في نباتات زينة، ونجحت في توظيفها في مجال الديكور"، وقد نجح "علي" في الدمج بين حبه للديكور والتصميم و معرفته العلمية بمجال النباتات وطرق تربيتها "حبيت أدمج الديكور مع النباتات، واستخدمتهم لعمل مكان داخل البيت يكون هو المتنفس الوحيد للانسان يقدر يرتاح فيه نفسيا و أعصابه تهدأ".

 وخطى "علي" أولى خطوات مشروعه منذ عامين تقريبا بعد الاستقالة من العمل في لاند سكيب بالساحل الشمالي"بقالي أكتر من سنتين بعمل تجارب على طرق جديدة للديكور بالنباتات"، ولقد اعتمد على استخدام النباتات الداخلية والأخشاب الطبيعية والعصافير و أسماك الزينة، وتقوم فكرة الديكور المميز على تحقيق الإحساس بالراحة والهدوء، كما يعتمد تنسيق الديكور على ضبط الألوان" الاصيص نختار لونه أو ديكوره حسب ألوان المكان والرجوع لدائرة الالوان واختيار الالوان المكملة أو درجات اللون ومجموعة اللونية" .

ووضع "علي" لأول مرة في مصر، تصميم جديد باستخدام النباتات في داخل الفيلا "عملت شغل كثير في حدائق الڤيلات الخارجية، ولكن أول مرة أعمل ديكور طبيعي في داخل الڤيلا "، ويعتمد الديكور الطبيعي علي إعطاء الزائر احساس بالراحة، " التصميم من وحي خيالي، مجرد تخيل أني عايش في مكان الزرع نازل فيه من فوق، ولما حكيت رؤيتي لصاحب الفيلا اتحمس جدا وأتشجع أنها تتنفذ عنده" .

ساعد "علي" في تصميم الديكور الطبيعي فريق صغير مكون من ثلاث أشخاص: (نورهان - الاء - محمد)، وقرر "علي" الاستعانة بفريق أكبر وزيادة عدد الفريق، ويستغرق مشروع الديكور في الفيلا الواحدة مدة قصيرة في حدود يومين أو ثلاث أيام، "كنت لوحدي في تنفيذ الفيلا، ولكن ساعدني فريقي صغير في تصنيع المكرميات و تصنيع الشوالي اللي زرعت فيها" .

يتميز التصميم الطبيعي بانخفاض أسعار النباتات الطبيعية مقارنة بالنباتات الصناعية، وتعتبر أسعار النباتات الطبيعية أقل من الصناعية، "يعني لو الشجرة الصناعية تكلفتها 400 جنيه، تبقي الشجرة الطبيعية أقل من 100 جنيه، والنباتات المعلقة تكلفتها 50 جنية"، وتختلف الأسعار حسب الأنواع، والمكرميات لها سعر، لقد ساهم توافر النباتات الطبيعية داخل المشاتل الكبيرة في تقليل أسعارها "بدأنا نربيها في مصر، وقد أصبحت متوفرة في بعض المشاتل الكبيرة اللي بتعامل معاها، كما أنني أملك مشتل خاص".