استشاري نفسي عن ضرب بائع الأذكار: التنمر على الضحية يفتح أمامه باب الانتحار
ضرب، نزع ملابس، اعتداء لفظي، تعدي، انتهاك خصوصية، ذل، كسرة الأنف، عجز، جميعها مشاعر تضاربت داخل صدر "سلعوة" بائع الأذكار وآيات القرآن الكريم في الإسماعيلية بعدما هجم عليه أربع من الشباب، والتفوا حوله كمربع الموت، فأسقطوه أرضًا كمجموعة من الكلاب البرية الضالة التي تحيط بفريستها، وأخذوا يستبيحون جسده، ويخلعون عنه ملابسه.
كان هذا المشهد الذي رجفت له قلوب عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، تويتر، إذ شن عدد من المواطنين هجومًا كبيرًا على مرتكبي جريمة المرتكبة في حق "سلعوة"، فيما قامت النيابة الإسماعيلية، صباح اليوم، باستدعاء الضحية، لسماع أقواله؛ بهدف فتح تحقيقًا قانونيًا في الواقعة.
الأمر الذي دفع مديرية أمن الإسماعيلية، إلى تشكيل فرق بحث لسرعة القبض على الأربع شباب، الذين ظهروا في الفيديو وهم يتنمرون على "سلعوة"، خلال يبيع آيات قرآنية وأذكار للمواطنين بشوارع المحافظة، وبعد تمكنها من إلقاء القبض على المتهمين أوضحوا أن هذا الفيديو يعود لثلاث سنوات؛ وأنه لم يصور بهدف تنمر، إنما جاء للمزاح مع "سلعوة".
من جانبه قال عمرو حسين، استشاري طب نفسي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، إن تعرض أي مواطن عادي للاعتداء بهذا الشكل الصارخ الذي يصل لنزع الملابس في قارعة الطريق، يعاني من مشاكل نفسية عديدة، من أهمها الاكتئاب الشديد، كراهية المجتمع، فقدان الثقة في النفس، معلقًا "بيخلي المريض عنده تذبذب بشكل كبير بيخليه مش عايز يتعامل مع حد، علشان كده لازم القانون يحمي الناس كلها من المتنمرين"
أوضح، استشاري الطب النفسي لـ "الفجر" أن الأمر يكون أكبر عندما يكون الضحية من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه دائمًا ما يشعر بالنقص والعجز؛ بسبب إصابته؛ مما يجعله عرضة للانتحار، ارتكاب جرائم القتل، وغيرها من الجرائم التي قد تلحق الأذي به وبالمجتمع.
فيما قال محمد أشرف، طبيب نفسي، لـ "الفجر" أنه لابد من أن يخضع ضحايا التنمر إلى العلاج النفسي بعد تعرضهم للتنمر؛ بهدف مساعدتهم على الخروج من عنق زجاجة الاكتئاب الذي يتمكن منهم خاصًة وإن كانوا من بين ذوي الاحتياجات الخاصة، معلقًا: "علاجهم أفضل وحماية ليهم من أنفسهم" متابعًا أن المهم تدارك الأزمة وتعليم الضحية طريقة التعامل مع المتنمرين.