برلمانيون يفتحون النار على المحافظين بسبب أعمدة الإنارة
برلمانيون عن تحذيرات المحافظين للمواطنين بعدم الاقتراب من أعمدة الإنارة أثناء سقوط الأمطار: "فلس وتقصير"
ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية، تحذيرات في عدد من محافظات الجمهورية ومازالت مستمرة، من قبل دواوين المحافظات للمواطنين، بعدم الاقتراب من أعمدة الإنارة المنتشرة في الشوارع والميادين، أثناء فترات سقوط الأمطار، خوفًا من حدوث صعق كهربائي نتيجة وجود اسلاك عارية بتلك الأعمدة.
ضحايا الأسلاك الكهربائية سابقا
ففي أكتوبر الماضي، عندما تعرضت مصر لطقس سيء، سقط العديد من الضحايا خلال سقوط الأمطار بعدة أسباب مختلفة، ولكن المشاهد الأبرز كانت بحصد التيارات الكهربائية الخارجة من أسلاك أعمدة الإنارة لعدد من الأشخاص بينهم أطفال، ومنهم " مروة الصادق عبدالمجيد"، طالبة بالصف الخامس الإبتدائي بمدرسة "الشهداء" في العاشر من رمضان، و"سيد فتحي"، عامل مقيم بكوتسيكا بالقاهرة، ومحمد.ا" 3 سنوات، مقيم بقرية سملا بمركز قطور محافظة الغربية، و"أحمد رضا على السيد إمبابي"، 12 سنة، طالب بالصف الأول الإعدادي، مقيم كفر الكردي محافظة الدقهلية، و"منى على محمد"، 40 سنة، ربة منزل، مقيمة السنبلاوين محافظة الدقهلية، و"محمود شاهين"، 25 سنة، مقيم قرية "دماص" بمحافظة الدقهلية.
ووجه اللواء محمود شعراوي الأسبوع الماضي، وزير التنمية المحلية، الأسبوع الماضي، المحافظين بإصدار بيانات تحذيرية للمواطنين في المحافظات وتوعيتهم عبر وسائل الإعلام المختلفة بعدم الاقتراب من أعمدة الإنارة المنتشرة في الشوارع والميادين، في إطار خطة الاستعداد لمجابهة أخطار الأمطار، وتشكيل لجان للمرور على أعمدة الكهرباء على مستوى المحافظات وفحصها والتأكد من سلامتها وموافاة الوزارة بتقرير أسبوعي عما تم تنفيذه لعدم تكرار تلك الحوادث.
وبإرسال كتاب دوري للمحافظات من وزارة التنمية المحلية، بدأ المحافظين في إصدار البيانات التحذيرية للمواطنين، عبر وسائل الإعلام، الأمر الذي استنكره عدد من أعضاء مجلس النواب، معبرين عن ذلك بأنه بيان يحمل المواطن المسئولية الشخصية وهروبًا من المسئولية العامة لوزارة التنمية.
برلماني: تحذيرات المواطنين من عدم مساس أعمدة الكهرباء "فلس"
واعتبر النائب السيد حجازي، عضو لجنة الكهرباء والطاقة بمجلس النواب، في تصريح خاص لـ"الفجر"، أن مثل هذه التحذيرات تعد "فلسًا"، مشيرًا إلى أنه لا يعقل تحميل وزارة التنمية المحلية المواطن مسئولية أخطائها بعدم المراجعة المستمرة لأعمدة الإنارة وعدم صيانتها، مؤكدًا أن الإنارة العامة خاصة بالمحليات، وليست وزارة الكهرباء.
وأضاف، أنه من الأولى بدلًا من التحذير، القيام بكامل واجباتهم تجاه المواطن، لافتًا أن هناك الكثيرون لا يستمعون إلى التحذيرات سواءً بإهمالها أو عدم وصول الرسالة إليهم.
عضو بلجنة الكهرباء: بيان المحليات "مخزي"
و وصف النائب محمد رشوان، عضو لجنة الكهرباء والطاقة أيضًا بمجلس النواب، أن هذا البيانات "مخزي"، لافتًا إلى أنه يعد تقصيرًا من وزارة التنمية المحلية في أداء العمل على أكمل وجه، وأن التحذير من عدم الوقوف أمام الأعمدة، كتحذير الطفل من عدم اللعب بعلبة الكبريت خوفًا من تحرقه بدلًا من إخفائها منه.
وطالب "رشوان"، بضرورة النزول لأرض الواقع من قبل الإدارات المحلية، بالتنسيق مع وزارة الكهرباء، لحل هذه الأزمة فعليًا وبشكل سريع، بدلًا من نشر التحذيرات التي تحل أزمة في الحقيقة.
وأكد النائب عبد الرازق زنط، عضو لجنة التضامن بالمجلس، أن هذا التحذير يحمل المواطن المسئولية الشخصية، وهروب الإدارات المحلية من المسئولية التضامنية، متسائلًا أين ضمانات الإدارات المحلية من سلامة أعمدة الإنارة في الشوارع والميادين؟
وأضاف: "لا ألوم وزير التنمية على هذا التحذير، الذي يعد تأمينًا على حياة المواطن، ولكن قبل الأمان أين الضمانات في سلامة أعمدة الإنارة، مشيرًا إلى أن الأمطار لا تأتي سوى مرة أو اثنين في السنة، وبعد حدوث الكارثة نحذر المواطنين خوفًا على سلامتهم، مشيرًا إلى أن الإدارات المحلية لا ترى عملها طوال العام ويجب أن يتحملوا المسئولية كاملة بعيدًا عن تحميلها للمواطن بالتحذير.