قطع أثرية تثبت.. لعبة صلح وشخليلة الأطفال عمرها آلاف السنين
قالت راندا فايق أمين بالمتحف القبطي، إن الألعاب الشعبية التي نعرفها اليوم تعود جذورها لآلاف السنين في الحضارة المصرية، جاء ذلك على هامش المعرض المقام بالمتحف اليوم الأربعاء بعنوان "حكاية لعبة مصرية" والذي افتتح بحضور مديرة المتحف وأطفال المدارس بمناسبة يوم الطفل العالمي.
وأشارت إلى أن المتحف القبطي يضم عدد ن القطع الأثرية التي تحكي عن مجموعة من الألعاب تمثل فارس يمتطي حصان وشكل أدمي وحصان منفرد، وقطعة نسيج قباطي عليه رسمة تمثل ثلاثة أشخاص يلعبون صلح"لعبة إخفاء الوجه"، نسيج عليه منظر لطفلين يلعبان بالألات الموسيقية، ألة صغيرة خشب تتكون من جزئين، ،ثلاث لعب خشب تمثل طائرين علي عجلات وفيل، لعب أطفال من الخشب والعظم تمثل ألات موسيقية"شخليلة".
وقالت إن لعبة صلح من التراث الشعبي المصري، ولا يزال أطفال مصر يمارسونها إلى الأن، والمتحف به قطعة من نسيج القباطي وعليها رسم يوضح المرحلة الثانية من لعبة صلح، وفي المرحلة الأولي يقف اللاعب وظهره للأخرين ويتلقي ضربة من أحدهم، وفي المرحلة الثانية يحاول الضارب أن يبدو طبيعيًا بريئًا وفي المرحلة الثالثة يحاول اللاعب أن يخمن من الضارب ،فإذا نجح يأخذ الأخير مكانه لتلقي الضربات.
والمتحف القبطي يقع في مصر القديمة داخل حدود حصن بابلون والذي توجد بقاياه خلف مبنى المتحف؛ وقد بدأ تشييده أيام الفرس ولكن حدثت عليه العديد من الإضافات في عهد الإمبراطوريين الرومانيين أغسطس وتراجان ثم أضاف إليه من جاء بعدهم من أباطرة الرومان، ولعب العالم الفرنسي (ماسبيرو) دورًا هامة في نشأة المتحف إذ عمل على جمع أعمال الفن القبطي وتخصيص قاعة لها في المتحف المصري، بعد ذلك طالب مرقس سميكة باشا عام 1893م بأن تضم مجموعة الآثار القبطية إلى اهتمامات لجنة حفظ الآثار والفنون، وقد جاهد هذا الرجل طويلًا حتى تمكن من إقامة المبنى الحالي للمتحف الذي افتتح عام 1910 وعين هو أول مدير له. أما أول دليل للمتحف فتم نشره عام 1930.
ويعد هذا المتحف أكبر متحف في العالم الآثار مصر من المرحلة القبطية وهو يضم الأقسام الآتية، وهي قسم الأحجار والرسوم الجصية، وقسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات، وقسم الأقمشة والمنسوجات، وقسم العاج والأيقونات، وقسم الأخشاب، وقسم المعادن، وقسم الفخار والزجاج. يبلغ عدد المقتنيات بالمتحف القبطي حوالي 16000 مقتنى وقد رتبت مقتنيات المتحف تبعا لنوعياتها إلى اثني عشر قسما، عرضت عرضا علميا روعي فيه الترتيب الزمني قدر الإمكان ونذكر من أهم مقتينات المتحف، شاهد قبر من الحجر الجيري يظهر التداخل بين علامتي الصليب والعنخ نهاية القرن 4 م، قطعة نسيج عليها بعض الرموز المسيحية القرن 6م، نقش علي مشط من العاج يظهر بعض معجزات السيد المسيح القرن 7م، تاج عمود من الحجر الجيري مزين بشكل عناقيد العنب القرن 7م، مسرجة من البرونز لها مقبض علي شكل الهلال والصليب القرن 13م، ويضم الجناح القديم للمتحف مجموعة من قطع الاثاث الخشبية والأبواب المطعمة.
ويضم الباب المصنوع من خشب الجميز الخاص بحامل أيقونات كنيسة القديسة بربارة، والألواح يمكن تمييزها حيث قاموا بتركيبها في العصر الفاطمي أثناء القرن الحادي عشر والثاني عشر، والمجموعة تستقر في الجناح الجديد الذي يظهر مختلف الأنواع والطرز والموضوعات، مثل التصميمات الهندسية، لفائف نبات الاكانتس وأوراق العنب، وافريزات مزدانة بأرانب، طواويس، طيور، والانشطة الريفية، مرورا بالتراث الهيللينستى والقبطي حتى الصيغ الفنية الإسلامية في مصر. ويضم المتحف القبطي مخطوطات للكتاب المقدس تعود لآلاف السنين وهو عبارة عن تحفة معمارية.