سياسية واقتصادية.. مكاسب مصر من زيارة السيسي إلى ألمانيا
مكاسب عديدة حصلت عليها مصر من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا، خاصة وأنها المرة الرابعة التي تتم فيها الزيارة، وهو ما يؤكد على أهمية مصر لدى دول الاتحاد الأوروبي باعتبارها ذات ريادة أفريقية وسوق جذب جديدة للعديد من الاستثمارات الأجنبية.
الزيارة لها العديد من المكاسب منها الاقتصادية والسياسية والأفريقية والعسكرية أيضا، فهي تعزز مكانة مصر لدى العالم عامة وأفريقيا خاصة، كما أنها تفتح مجالا للاستثمارات الجديدة في مصر والتي تعتبر وسيلة أساسية من أجل التنمية.
وأوضح عدد من الخبراء لجريدة الفجر أهمية تلك الزيارةـ مبينين أن الرئيس حاول التركيز على الجانب الاستثماري من أجل النهوض بمصر وأفريقيا اقتصاديا.
سياسيا
على المستوى السياسي أوضح الدكتور عصام عبد الصمد، رئيس المصريين في أوروبا، للفجر، أن الزيارة ساعدت في تفنيد الشائعات التي تحاول جماعة الإخوان وأعداء مصر نشرها عنها بالخارج، وتحسن صورة البلد، خاصة بعد القلق الذي أعرب عنه الاتحاد الأوروبي بخصوص انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان.
كما أكدت على استقرار الأوضاع بمصر وعودة الأمان بها، وبحث السيسي خلال الزيارة أزمة الهجرة غير الشرعية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأكد على ضرورة حلها، خاصة وأن أوروبا باتت تعتبر قضية الهجرة من أكبر أزماتها وتسعى لحلها بكل الطرق، كما أن مصر والدول الأفريقية من أكبر المصدرين للمهاجرين غير الشرعيين لذا وجب مناقشتها من أجل إيجاد حل لها.
الجانب الاقتصادي
وأوضح الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، في تصريح خاص للفجر أن زيارة الرئيس تلك المرة لها أهمية خاصة لأنها مرتبطة بمصر وأفريقيا، فالسيسي زار برلين بصفته رئيسا لمصر ورئيسا للاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن توطيد العلاقات مع ألمانيا التي تعتبر أكبر اقتصاد بأوروبا ورابع أكبر دولة اقتصادية بالعالم كله، ذات أهمية كبيرة لأنه سيفتح مجال كبير للاستثمارات الألمانية في مصر خاصة في مجال الطاقة والزراعة والنقل.
كما أنه يعزز السوق المصرية بصفتها سوق رئيسية للمنتجات الألمانية، وأوضح أن علاقة القاهرة الجيدة مع ألمانيا، ساعدت في خفض تكلفة بعض المشروعات التي تنفذها شركات ألمانية في مصر.
وكشف عبد الصمد عن كواليس زيارة الرئيس لألمانيا، فذكر أن السيسي يحاول إقامة علاقات مع دول مجموعة السبع، وجذب استثمارات لأفريقيا وخاصة بمصر، لتحسين اقتصادها والتغلب على الصعوبات التي تواجهها.
وأشار إلى أن الرئيس قابل رجال أعمال ومسئولين خلال الزيارة للاتفاق على إنشاء مشروعات جديدة بمصر، وزيادة حجم التبادل التجاري بين الدولتين والحصول على منح لصالح المشروعات التنموية بالقاهرة، ونقل التكنولوجيا الألمانية لمصر عن طريق استثمارات بضخ أموال لشركات أوروبية متخصصة في مجالات الطاقة والصناعات الثقيلة والبنية التحتية.
وأوضح أن السيسي شدد على ضرورة نقل الخبرات الألمانية لمصر وتدريب العمالة المصرية لتصبح منتجة، لذا اتفق على استيراد خبراء فنيين لتعليم المصريين سبل استخدام التكنولوجيا الجديدة، وهو ما يسمى بالتعليم الفني التطبيقي، من أجل رفع كفائه مصر في السوق العالمية، وناقش مع المسئولين بألمانيا، إنشاء جامعة ألمانية بالعاصمة الإدارية الجديدة لتعليم التنمية البشرية والتكنولوجيا التطبيقية.
كما عقد لقاءات مع شركات ضخمة ببرلين منها مرسيدس وسيمينز، موضحا أنه اتفق مع المسئولين بسيمنز على نقل برمجيات صناعتها لمصر، كما بحث سبل زيادة عدد السياح الألمان بمصر، لتنشيط سوق السياحة، وناقش طرق تطوير المتحف الآتوني بالتعاون مع خبراء ألمان من اجل تطويرها والحصول على منحة بقيمة 12 مليون يورو جديد من أجل ترميمها لتكون وسيلة لجذب المزيد من السياح.
أفريقيا
وبين عبده أن السيسي كرئيس للاتحاد الإفريقي، يسعى للحصول على المزيد من المنح التنموية التي تساعد القارة على التخلص من مشاكلها وحل الأزمات الموجودة بها والتي يتركز أغلبها في البطالة والفقر، وتوجيه الاستثمارات الدولية لها، خاصة وأن أفريقيا سوق واعدة وجاذبة للاستثمارات الموجودة بالخارج كما أنها مورد جيد للمعادن، وباتت تسعى كبار الدول لإنشاء استثمارات بها مثل الصين وروسيا والهند ولذلك تسعى ألمانيا أيضا لتكون ضمن كبار المستثمرين بها.
في حين ذكر عبد الصمد أن رئاسة السيسي للاتحاد الافريقي وتصدره لحل أزمات أفريقيا وسعيه لجلب استثمارات للقارة السمراء ومنح مناسبة لها، سيؤدي لتغيير الصورة السيئة لمصر لدى الدول الأفريقية، والمتعلقة بتجاهلها بسبب تعامل الرؤساء السابقين بتعالي مع الحكومات الأفريقية.