مبنى "كسوة الكعبة" يتحول لمقلب قمامة ووكر للمشردين (صور وفيديو)
تعد مراسم خروج كسوة الكعبة من مصر إلى الأراضي الحجازية، أحد أكثر المشاهد عراقة في تاريخ الحضارة المصرية، حيث كانت تخرج في موكب مهيب اعتنى به المصريون أشد العناية، وقامت "الفجر" بزيارة داخل المبنى الذي كان مخصصًا لانطلاق موكب كسوة الكعبة كلعام عبر ما يعرف بـ"المحمل المصري" في مشهد مهيب، وفخم يليق بهذا التقليد العظيم، وعرف المبنى باسم "كشك الخديوي"، أو "كشك المحمل"، أو "مصطبة المحمل" وقد بناه الخديوي إسماعيل عام 1864، ولكن المبنى حتى الآن غير مسجلًا كأثر.
وتجولت كاميرا بوابة الفجر الإلكترونية داخل "كشك الخديوي"، وهو مبنى مكون من طابقين، أرضي ودور أول، له مدخل يطل على الشارع العمومي المؤدي لميدان القلعة، ولم نجد أحد في حراسة المكان، حيث دخلنا بمنتهى السهولة، والمبنى به آثار حريق، ويمتلئ بالقمامة، ويبدو أن أهالي المنطقة يستخدمونه "مكب للنفايات"، بالإضافة لتحطم نوافذه وتساقط الكثير من نقوشه وزخارفه، وهو ملاصق لسور قلعة الناصر صلاح الدين الأيوبي، وعلى طول امتداد الشارع المؤدي لميدانها، حيث أن السائر وإلى يمينه مبنى "كشك المحم"ل سيصل لميدان القلعة، ويجد إلى يساره جامع السلطان حسن.
بالبحث، وجدنا أن المبنى أنشأه الخديو إسماعيل لانطلاق موكب إرسال الكسوة الشريفة، حيث كانت الكسوة المشرفة تصنع وتجهز في دار صنعتها بواسطة الصناع المصريين المهرة المدربين على فنون التطريز، والموجودة حتى الآن في شارع الخرنفش، وهو أحد الشوارع المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي، ثم كانت تنقل إلى كشك الخديوي، حيث تأتي الوفود الزائرة لحضور الاحتفال وكانت تلك الوفود تقيم في الغرف الملحقة بالمبنى، بينما تغادر الكسوة المبنى والقاهرة متجهة إلي مكة المكرمة، وكان الموكب يطوف بالقاهرة عدة أيام ومن خلفه الجند حيث يحتفل أهلها بهذه المناسبة السنوية، والكسوة كانت توضع في صناديق محمولة على الجمال مقدمة كهدية من مصر للأراضي الحجازية.
واستمرت مصر تتبع هذا التقليد حتى عام 1962، ثم توقفت عنه، وبعد توقف خروج المحمل اتخذ الاتحاد الاشتراكي من المبنى أحد مقاره، وبعد ذلك اتخذه الحزب الوطني كأحد مكاتبه، وفي أحداث 2011 تعرض المبنى لحريق أتى على كل شئ فيه وسقطت أجزاء من سقفه ثم سرقت نوافذه بالكامل.