انتهت بطرد المحررة.. مغامرة لـ"الفجر" لكشف مافيا معاهد تعليم السحر

إعلان عبر موقع التواصل الاجتماعي لأحد مراكز العلاج بالأعشاب في مصر، يحمل اسم أحد شيوخ السلفية يدعي حصوله علي الدكتوراه في الجن والشياطين، واتجه الشيوخ لاجتذاب المرضى بحجة حصوله على شهادة دكتوراه أكاديمية في الجن والسحر من معاهد معتمدة علي يد كبار العلماء.

دكتور (م.ع) حاصل علي شهادتي الماجستير والدكتوراة في الشياطين وتلبيس إبليس، أسس (م.ع) مركز للعلاج بالأعشاب من جميع أنواع الإدمان (علاج البانجو - الحشيش - الأفيون - حبوب العظم «الترامادول ومشتقاته») وجميع أنواع الكحوليات وجميع أنواع البودرة "هيروين أو كوكايين أو الكيمياء أو البيسه القاتله"، بالإضافة إلي علاج السحر بأنواعه: "علاج المس، علاج العين والحسد" وجميع الأمراض المستعصية والمزمنة.

في البداية، حاولت "الفجر" التواصل مع المركز، وكانت جميع الأرقام مغلقة أو غير موجودة بالخدمة، ثم تواصلنا مع مساعد الشيخ ( م.ف) هو المدير المسئول عن المركز، والذي تواصل معنا هاتفيًا، ورفض إخبارنا بأي تفاصيل عن المركز أو عنوانه ونصحنا بالالتزام بالصلاة وقراءة القرآن، ونصحنا بالاتصال به مرة أخرى للحصول على معلومات عن الرقية الشرعية والآيات التي تحمي من الجن والشياطين.

بمساعدة أحد مجموعات (علاج السحر والرقية الشرعية) عبر الفيسبوك، حصلنا علي عنوان مركز الدكتور (م.ع)، ونجحت " الفجر" في الوصول إلي عنوان المركز بمدنية طنطا في ميدان بالقرب من محطة القطار بالمدنية، في أحد شوارع المدنية، يقع مركز أعشاب ( م.ع)، هو عبارة عن مكتب في دور واحد مكون من صالة استقبال صغيرة، ومكتب خاص للشيخ ويجاور المركز مقهي.

عقب ذلك سألنا عامل المقهي عن المركز قال "بيعالجوا بالأعشاب وبيعالجوا السحر، بقالهم حوالي 9 سنين فاتحين هنا، المكان بيفتح بعد الضهر، ابن شيخ بيجي يفتح المكان ويشتغل زي سكرتير، والناس بتيجي بمواعيد، في ناس بتجي من برة مصر أحيانا، في شيخ (م.ف) ده مدير المركز، الشيخ معه شهادات كتير".

علي مدار ساعة كاملة، انتظرنا مجئ ابن الشيخ، قد بدأ المركز ساعات العمل بعد صلاة الظهر، قد قابلنا ابن الشيخ هو شاب في نهاية العقد الثاني، ويرتدي ملابس عادية (قميص وبنطلون جينز) لا يرتدي جلباب أو أي ملابس سلفية، قد أخبرنا أنه حاصل علي ليسانس عقيدة وأصول الدين من جامعة الأزهر، وأنه يملك بعض المعرفة في هذا المجال.

 

بعد قرابة ثلث ساعة، أتى الشيخ (م. ع) هو الشيخ في العقد السادس، متوسط الجسد ويملك لحية بها شعر أبيض ويرتدي نظارة سميكة"، وجلسنا معه لقرابة الساعة، وإدعت "المحررة" تأخر زواجها بسبب عمل سحري من جارتها، يمنع عنها الزواج بالإضافة إلي بعض الكوابيس المزعجة، وأنها أتت للشيخ للحصول علي جلسة أو شراء دواء.

على الفور، أخبرها الشيخ (م.ع)، بأنها لا تعاني من أمراض أو السحر "أنتي معندكيش حاجة، كله نصيب وصلي، أنا بقالي 46 سنة بعالج الجن والأرواح، أنا موضوع رسالتي في الماجستير (في إزالة التلبيس بين الجن والشيطان)، وألفت عشرات الكتب في علاج الجن والشياطين منها سلسلة نحو رؤية صحيحة لعالم الجن، أنا شيخ بحارب السحرة والدجالين وطلبت بإعدام السحرة لانهم كفارة وبيستعينوا بالشياطين".

وأضاف الشيخ "أنا عالم وأخدت براءات اختراع من أكاديمية البحث العلمي في علاج أمراض فيروس سي، والانهيار العصبي والعقم عند الرجال وضعف الانتصاب وقرحة المعدة وقرحة الاثني عشر وعسر الهضم وصدفية الأظافر وعين سمكة والواسواس القهري وجميع الأمراض النفسية، أنا عالم في علوم الدين والدنيا، ربنا وهب لي علوم كتير، واخترعت الأدوية بمساعدة الطب النبوي والأعشاب لاني كلية خريج أصول الدين مش دكتور، مراتي الأولى كانت صيدلانية وكانت بتساعدني والزوجة الثانية كانت دكتورة نساء، وأصحابي الصيادلة كانوا بساعدوني في التركيبات الكيميائية".

وإطلعت "محررة الفجر" على ثلاث شهادات براءة اختراع للشيخ من أكاديمية البحث العلمي، لم يتسنى لنا التاكد من صحتها، هو دفع المحررة للسؤال عن كيفية إجراء الشيخ للتجارب العلمية علي الحيوانات، والتجارب الإكلينيكية على البشر وخاصة أن الشيخ يؤكد أنه لم يدرس في كلية الصيدلة أو الطب ولا يملك المعامل العلمية اللازمة لإجراء التجارب "( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ)،  أنا عالم ربنا أنعم عليي بعلوم كتير، أنتي مالك مش من حقك تناقشني، أنتي جاهلة وأنا عالم، سيدنا يوسف (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ )، من حقي أشهد لنفسي بالعلم وخصوصا لو كانت صفة فيا".

وأكد الشيخ: "أنا عالم في علوم علاج السحر واتحديت ديفيد كوبر فيلد اللي كان عايز يخفي الهرم يحاورني ونشوف مين يغلب، ودرست علم النفس ومحدش يقدر يمسك عليا غلطة، أنتب عاصية راجعي أمورك مع الله، وانتهت المقابلة برفض "محررة الفجر" محاسبة الشيخ لها أو التشكيك في تدينها لأن الدين لله والحساب لله "اتفضلي اطلعي بره، مع ألف سلامة، أنتي عاصية ولا تحترمي الأكبر منك في السن والعلم".

عبر شبكة الإنترنت، تواصلنا مع معهد مجهول (معهد الحكمة الروحاني) يمنح شهادات دكتوراه ودبلومات في العلوم الروحانية والسحر، ونشر المركز عبر صفحته الإعلان الآتي: "تعلن إدارة (معهد الحكمة الروحاني) عن دورة مُبسطة بعنوان (كيف تصبح روحانياً خلال شهر)، للمزيد من التفاصيل حول الدورة يمكنكم مراسلتنا على الإيميل، يتم قبول من تنطبق عليه الشروط الروحية فقط".

تشمل دورات المركز: دورة عاملة في الإعداد والتمهيد، ودورة مبادئ و أساسيات علم المواقيت والفلك والتنجيم، ومبادئ اساسيات قراءة الكف والرمل والفنجان وورق التاروت، دورة أساسيات علم السيمياء"، وحاولنا التواصل مع إدارة المعهد لالتحاق بهذه الدورات عبر الإيميل، لم نتلقى منهم رد على البريد الإلكتروني حتى كتابة هذه السطور.

يقدم معهد الحكمة الروحانى، خدمة (مستشار روحى وفلكى شخصى) لأى شخص يرغب فى هذه الخدمة من خلال أعضاءه ومُرشديه الروحانيين، وتكون مهمة المستشار الروحى هى وضع الخطوط العريضة لملامح مستقبل الشخص فى كل مناحى حياته مع وضع الحلول لجميع مشاكله، وأيضاً يكون له جرساً للإنذار لحمايته ضد أى مخاطر قد يتعرض لها هو أو أحد أفراد أسرته.

أعلنت إدارة (معهد الحكمة الروحانى) مادة (1): بناءاً إلى اللائحة الأكاديمية للمعهد وموافقة لجنة الحكماء العليا، ومادة (2): تم تعديل اللائحة الأكاديمية للمعهد وتقرر منح شهادة بدرجة الدكتوراه الأكاديمية فى علوم السحر لمن إجتاز الدراسة فى المعهد لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى منحه العضوية الشرفية مجاناً فى سبع جمعيات ومنظمات روحية وروحانية حول العالم .

مادة (3): على طلاب المعهد والذين إجتازوا الدراسة الأكاديمية الكاملة فى المعهد لمدة ثلاث سنوات مُراسلة الإدارة على الإيميل الشخصى بطلب للحصول على الشهادة الورقية المُعتمدة ، بالإضافة إلى وثائق إثبات العضوية الفخرية.

تنقسم الدراسة فى المعهد إلى 36 مستوى، وينتهى الطالب (المريد) من كل مستوى فى حوالى شهر علي حسب مجهوده، وتستغرق فترة الدراسة حوالى ثلاث سنوات، ويحصل بعدها الدارس على شهادة معتمدة من المعهد، وعلى مرتبة حكيم وعضو فى المعهد، ويستلم الدارس كل أسبوع مجموعة من الدروس عبر الانترنت والاسكايب

تضم السنة الأولى 12 مستوى، يدرس الطالب فيها كل العلوم الفلكية والروحانية بصفة عامة كفترة تأسيس، وخلال السنة الثانية يدرس الطالب في مجال علمى واحد، ولكن بتخصص، وخلال السنة الثالثة يدرس الطالب فرعاً واحداً من التصنيف الذى درسه فى السنة الثانية ليصبح خبيراً ومتخصصاً فيه .

يدرس الطالب مجموعة من العلوم فى السنة الأول علم الحروف والأعداد، علم الأوفاق، والفلك الروحانى، والتنجيم، والمندل والكشف، وقراءة الطالع والكف، والسيمياء، والدعوات والعزائم، واستخدام الروحانيات وإستحضارها، والطب الروحانى، والأحجار الكريمة وخصائصها، والطلاسم والأقلام الروحانية. ويمكن للطالب بعد دراسته للمستوى الأول أن يكتفى بهذا القدر لأنه بعد أن يجتازه سيصبح ملماً نوعاً ما بغالبية أسرار هذه العلوم السحرية، ولكن يفضل أن يدرس أيضاً المستوى الثانى والثالث حتى يكون متمكناً أكثر من علوم السحر .

من جانبه، نفي الدكتور أحمد زارع المتحدث الإعلامي باسم جامعة الأزهر، وجود أي شهادات علمية في الماجستير او الدكتوراه تمنحها جامعة الأزهر في الجن أو الشياطين أو السحر، متابعًا: "منهجنا وسطي واضح، وبرامج واضحة ولا ندرس الدجل أو الشعوذة".

وأضاف زارع في تصريحات لـ"الفجر"، أن من يدعي ويزعم حصوله علي الدكتوراه في الجن والشياطين من جامعة الأزهر فليأتي ببرهانه ودليله لأن الأزهر يحارب الشعوذة ويدرس صحيح الدين، ولا يوجد هذا البرنامج في مرحلة الدراسات العليا، كما لا يوجد هذا البرنامج ضمن مقررات الدراسة الجامعية.