متخصص في الشأن الإيراني يكشف علاقة تظاهرات "العراق ولبنان" بالداخل الإيراني
قال أحمد العناني، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية والمتخصص في الشأن الإيراني، أنّ هذه المظاهرات لا تأتي لأول مرة وإنما هي استمرار لجملة مظاهرات سبقتها قبل ذلك، خلال الأعوام الماضية.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنّ أسباب المظاهرات متعددة، وفوق ارتفاع أسعار النفط، يرتكب النظام الإيراني العديد من الجرائم المختلفة، منها ممارسة القمع، وتهميش للأقليات في الداخل، وغيرها من الانتهاكات الكثيرة، التي جعلت الشعب ينفجر في وجوههم.
ولفت "العناني" إلى أن السياسة الإيرانية التي تنتهجها على المستوى الإقليمي والدولي، أدت إلى تراجع الدور الإيراني، فتأثر الداخل كثيرا، وهو ما تسبب أيضا في تردي الأوضاع الاقتصادية، نتيجة العقوبات الأمريكية، والتصدي بكل قوة أمام نظام طهران.
وأكد "العناني" أن سياسات النظام الإيراني فيما يخص رفع الدعم، لن تجدي على الإطلاق، وستؤدي إلى مزيد من الانهيارات وتأليب الشعب وانتفاضة عارمة في وجه النظام.
وبيّن أن المظاهرات في العراق ولبنان، جاء تأثيرها على غير ما توقع نظام طهران، مؤكداً أن هناك ارتباط وثيق بين الاحتجاجات، خاصة أن الفصيل الشيعي هو من أخذ زمام المبادرة هذه المرة، وضرب الملالي ليس فحسب في إيران، وإنما في المنطقة كافة.
وتتواصل المظاهرات لليوم الرابع على التوالي، فيما أشارت المقاومة الإيرانية، أن مظاهرات اليوم، عمت العاصمة طهران و”كرج“ و”شيراز” و”أصفهان“ والعديد من من المدن الإيرانية، حيث طالت أكثر من 100 مدينة.
ووصل عدد قتلى التظاهرات على يد قوات الأمن إلى 158 متظاهرا على الأقل، بحسب وسائل إعلام إيرانية، فيما أشارت أيضا إلى مئات المصابين وآلاف المعتقلين.
كما شهدت عدة مدن إيرانية اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين الذين يعمدون إلى حرق المصارف والمتاجر ومحطات البنزين الحكومية.
وتصدى الملالي بإطلاق مروحيات تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين الغاضبين ضد الفساد وغلاء الأسعار في إيران، بحسب فيديوهات انتشرت بصورة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأدى التعامل بوحشية إلى وقوع عدد من القتلى والإصابات في صفوف المتظاهرين، لكنهم لم يأبهوا ولا يزالون يشعلون المدن الإيرانية باحتجاجاتهم، الذي يرتعد بسببها النظام الإيراني، فيما يحاول بكل قوة التصدي لها وتشويهها.