روائع معرض "خديوي القناة".. عملات وأقداح خلدت تاريخ افتتاح قناة السويس
افتتح الدكتور ولاء بدوي مدير عام قصر المنيل أمس، معرضًا مؤقتًا بعنوان "خديوي القناة"، وهو يضم 20 قطعة أثرية تحكي عن مناسبة افتتاح قناة السويس قبل 150 عامًا، ويستمر عرضه حتى بداية عام 2020.
وقالت هدير عادل رئيسة المعارض المؤقتة بالمتحف، إن المعرض يضم 20 قطعة أثرية عبارة عن، مجموعة من العملات المعدنية التي تخلد ذكرى افتتاح قناة السويس وجهها يحمل كلمة "تذكار افتتاح قناة السويس" والوجه الآخر ملكة جالسة ممسكه بيدها اليمنى شعلة نار واليسرى غصن نبات أمامها تقف إحدى الوصيفات.
اثنين من أقداح القهوة مصنوعين من البورسلين أحدهما عليهما صورة الخديو إسماعيل والتاج الملكي ولكل منها طبق بنفس لون الفنجان، فنجان وظرف من البورسلين يحلي كلاهما اسم "إسماعيل" داخل كلمه تتوسط كل منهما.
مجموعة من الحافظات العاجية تحليها فصوص صغيرة من الذهب والحليات والقفل من الذهب الخالص ويزينها التاج الملكي والحرف الأول إسماعيل
عملتان تذكاريتان تخلدان تأميم شركة قناة السويس، وميدالية تذكارية على أحد وجهيها صورة الإمبراطور نابليون الثالث والوجه الآخر تمثل ربط القناة للبحرين من خلال سيداتان تسمك كل منهما يد الأخرى ومن خلفهما يظهر أبو الهول والهرم ونخلة.
وقصر الأمير محمد علي توفيق في المنيل أو متحف قصر المنيل، هو أحد قصور العهد الملكي في مصر ذات الطابع المعماري الخاص، وبدأ بناء القصر عام 1903، ويقع بجزيرة منيل الروضة بالقاهرة على مساحة 61 ألف متر مربع منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، وهو تحفة معمارية فريدة كونه يضم طرز فنون إسلامية متنوعة ما بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي.
مكونات قصر المنيل
ويشتمل القصر على ثلاث سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات، ويستخدم القصر حاليًا كمتحف.
وكان القصر ملكًا للأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق، وشقيق الخديوي عباس حلمي الثاني والذي شغل منصب ولي العهد ثلاث مرات، كما كان أحد الأوصياء الثلاثة على العرش في الفترة ما بين وفاة الملك فؤاد الأول وتولي ابن عمه الملك فاروق سلطاته الدستورية عند إكماله السن القانونية.
أرض القصر الأصلية
واختار أرض القصر الأمير محمد علي بنفسه، وأنشأ في البداية سراي الإقامة ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، والإشراف على البناء، فيما قام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف، وقام الأمير بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف على كل خطوات التنفيذ، واستدل على ذلك من العبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: "قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياء للفنون الإسلامية وإجلالًا لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي وتم ذلك عام 1348 من الهجرة".
مولد الأمير وتعليمه
وولد الأمير محمد علي في 9 نوفمبر 1875م، في القاهرة ونشأ محبًا للعلوم فدخل المدرسة العلية بعابدين ليحصد العلوم الابتدائية، وفي سنة 1884 توجه إلى أوروبا لتلقي العلوم العالية فدخل مدرسة هكسوس العالية بسويسرا ثم دخل مدرسة ترزيانوم بالنمسا بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية، وعاد إلى مصر عقب وفاة والده سنة 1892م ومنذ كان شابًا شُهد له بالحكمة ورجاحة العقل وظهر عليه ميله إلى العلم وحب الآداب والفنون خاصة الإسلامية.
وفاة الأمير
وانتقل الأمير محمد علي إلى جوار ربه في 17 مارس 1955 في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عامًا، وكان من وصيته أن يدفن في مصر، فدفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة "قبة أفندينا".