مبارك آل عاتي يكشف لـ"الفجر" أسرار زيارة أردوغان لواشنطن
قال مبارك آل عاتي المستشار الإعلامي والباحث السياسي السعودي، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الولايات المتحدة الأمريكية جاءت في توقيت استثنائي تمر به علاقات البلدين ويمر بها الرئيسين نفسيهما.
وأضاف "آل عاتي" في تصريحات خاصة لـ"الفجر"، أن أردوغان ذهب لواشنطن وهو يواصل خططه التوسعية في سوريا في عملية لقيت رفضًا وإدانة عربية ودولية، كما أن بلاده تمر بواحدة من أسوأ أزماتها الاقتصادية مع استمرار إخفاقات الرئيس التركي في سياساته الداخلية والخارجية الذي جعلته في حالة مواجهة مع المجتمع الدولي كما أنه يواصل حالة من الركض المستمر الفاشل في الوقت الذي تشهد فيه دول الإقليم حالة من الاستقرار والنهوض والنماء وباتت أنقرة متيقنة من أن الرياح تتحرك ضد مصالحها، وأن عمليتها في سوريا فشلت في تحقق أهدافها.
وأوضح الباحث السياسي السعودي، أن ترامب من جهته استقبل أردوغان وهو يواجه أزمة داخلية عاصفة تتمثل في سعي بعض النواب لإسقاطه من منصبه والتي حاول تجاهلها واعتبارها قضية عابرة ووصفها بالمداعبة وحاول أن يعزل لقاءاته مع الوفد التركي بعيدًا عن جهود النواب في محاكمته وإسقاطه.
وشدد على أن النتائج التي قد يكون أردوغان قد حصل عليها من الزيارة لا تتجاوز أنها تظهره وكأنه يتمتع بدعم واشنطن وتضفي عليه جزء من الأهمية الكاذبة، كما أن الزيارة بدت وكأنها تشجعه على مواصلة حملته العسكرية ضد الأكراد وتظهر واشنطن في صورة عدم المكترث لإنتهاكاته لحقوق الإنسان في سوريا.
وتابع: "ملف قيام أنقرة شراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 يبدو أنه على مستوى الخلاف دون أي تحلحل".
وأكد "آل عاتي"، أن واشنطن لا تريد خسارة تركيا لصالح روسيا وإيران لكنها أيضًا لا تريد أن تجعل انقرة مميزة بتفضيل معين أو متقدمة على الحلفاء القدماء في المنطقة بل يتضح أن واشنطن تنظر باستراتجية جديدة في الشرق الأوسط تقوم على شقين أولها اعتبار من يدعم سياساتها في المنطقة وينفذها شريك استراتيجي في معالجة قضايا المنطقة، الشق الثاني العودة لتقوية حلفائها في المنطقة وتوسيع نفوذهم لخدمة الأهداف المشتركة مع استمرار سيطرتها على بعض توجهات دول المنطقة.
وأشار إلى أن علاقات واشنطن وأنقرة خاضعة لعوامل متضاربة أهمها تناقض الجهد الثنائي في الحرب على داعش، تناقض منهجيتهما في تتبع الارهاب حتى أن الجيش الامريكي اضطر لإقلاع مروحياته من العراق لتتبع أبوبكر البغدادي رغم قرب الواقعة من الحدود التركية مما يعني فقد الثقة في الجانب التركي، أيضًا واشنطن تعتقد بل تجزم أن أردوغان الانتهازي يريد الاستقواء بالزيارة ليتمدد في المنطقة ويمثل بديل لدول أخرى وهو الأمر الذي ستضطر واشنطن لإرسال مبعوثيها لحلفائها في المنطقة لتطمينهم ولشرح حقيقة المحادثات.