رغم مرور 13 عامًا على وقوعها .."مذبحة شمس الدين" تتصدر قائمه أبشع حادث في المنيا.. والجاني لا يزال مجهولًا!
- العثور على 10 جثث مذبوحة..اختفاء الاعضاء التناسلية للرجال وتشويهها عند نساء
- الجثث بها جرح قطعي يبدأ من الرقبة طولي لـ الجهاز التناسلي
- أبو بكر فقد والدته وشقيقة.. "محمود توفى عقب مشاهدته لوالدية وأشقاءه مذبحين"
- مدير الإدارة الصحية: استئصال الأعضاء التناسلية بحرفية عالية
- " علامات وضعت خصيصًا للتمويه".. والمحكمة تبرأ المشتبه به
"حقًا كانت جريمة بشعة لم تشهدها محافظة المنيا منذ فترة طويلة ".. فإذا استرجعت ذاكرتك إلى 13 عامًا الى الوراء وتحديدًا في عام 2005، وتتذكر ماذا حديث داخل أروقة وأزقة عزبة كان تعداد قاطنيها في ذلك الوقت لا يتعدى الـ3000 نسمة وهى "عزبة شمس الدين" التابعة لقرية صفط أبو جرج الكائنة بمركز بنى مزار، الواقع شمالي محافظة المنيا بالتأكيد سينتابك خوفًا شديدا.
جثث متناثرة.. دماء تلطخ جدران منازل عده.. اختفاء الاعضاء التناسلية من الجثث الذكور.. تشوية الاعضاء التناسلية من جثث السيدات.. حمام ذًبح بطريقة واحدة.. القتل تم آن واحد.. الضحية لم تخرج أي أصوات وقت ذبحها، حقًا وليس تهويلًا "كانت فاجعة، والاغرب من ذلك الفاعل حتى الان مجهولًا.
ففي صباح يوم الخميس الموافق التاسع والعشرون من شهر ديسمبر لعام 2005 انتفضت أهالي بني مزار بالمنيا لأبشع جريمة حدثت في ثلاثة منازل مختلفين ولكنهم متشابهين في طريقة القتل.
أبو بكر فقد والدته وشقيقة
"أبو بكر عبد المجيد"، خبازًا طبيعة عملة تجبره الاستيقاظ مبكرًا "فجرًا "، كانت حياته روتينية يخرج فجرًا من منزلة متجهًا الى المسجد المجاور له وعقب الانتهاء من صلاه الفجر، يتجه الى والدته ليوقظهم وبالطبع كان يستيقظ شقيقة "طه" المقيم مع والدته، وبامتلاك "أبو بكر" مفتاح شقه والدته، قام بفتح الباب وبغير العادة تفاجئ أبو بكر، بأن نور الشقة منطفئ على غير العادة وبخطوات مرتجفة وصل الى غرفة نوم والدته وفور أن أشغل نور الغرفة تفاجئ بأنها مذبوحة، خرج مهرولًا متجهًا الى غرفة نوم شقيقة ليجده هو الاخر مذبوح فسقط مغشي علية.
"محمود توفى عقب مشاهدته لوالدية وأشقاءه مذبحين"
من منزل أبو بكر، الى منزل آخر تعالت فيه الصراخ والعويل من وهله الموقف، "محمود يحي ابو بكر"، هو طالب في المرحلة الاعدادية، أعتاد الاستيقاظ مبكرًا وأن يتوجه الى المدرسة فور استيقاظه مباشرًا، وبعادته أستيقظ من نومة وقام بتغيير ملابسة بشكل طبيعي وبدأ يسلك طريق المدرسة وأثناء الطريق تذكر بأنه قد تناسي بعض الكتب في المنزل، عاد مرة الاخر الى المنزل، ليفاجئ بوالده ووالدته وأشقائه " محمد وأسماء"، جميعهم مذبوحين بنفس الطريقة، وكما يقول المثل الشعبي الشهير "وما ذاد الطينة بلا"، هو وفاه الطفل نتيجة تعرضه لـ سكتة قلبية.
"الشقيتان تفاجئوا بذبح 4 من أسرتهم"
والمدهش في الامر،والتي مازالت حلقة مفقودة حتى الان بأن جميع الوقائع تتم بشكل غريب "عدم خروج صوت من أي ضحية أثناء القتل"، تأتى تلك الواقعة لتأكد ذلك " زينب وأم هاشم" هما شقيقتان اعتادوا السهر في كل لية في الدور الثاني العلوى وفى تلك الليلة وقرابة بذوخ فجر يوم الخميس وعقب الانتهاء من مشاهدة التلفاز، قرروا الخلود الى النوم في الدور السلفي، وفور تواجدهم وسط أروقة الدور السفلى إذ يفاجئوا والدهم ووالدتهم وأشقائهم أحمد وفاطمة مذبوحين بنفس الطريقة البشعة.
"استئصال الأعضاء التناسلية بحرفية"
المعاينة الأولية للجثث آنذاك كانت عبارة عن " 10 جثث لديهم جرح قطعي طولي يبدأ من الرقبة حتي الأعضاء التناسلية الذكور من اليسار والإناث من المنتصف، فالذكور منهم منزوعي الأعضاء التناسلية،بجوار كل جثة توجد حمامة مذبوحة الجثث مشقوقة وكأنها تعرضت لعمليات جراحية على يد جراح تم استئصال الأعضاء التناسلية بحرفية، والمدهش في ذلك أن وقت الوفاة متطابق بشكل يستحيل معه وجود جاني واحد وضعية الجثث هي وضعية النوم الطبيعية هذاما تحدث به الدكتور حنا فهيم" مدير الإدارة الصحية ببني مزار آنذاك.
"تقرير المعمل الجنائي"
تقرير المعمل الجنائي أكد، أنه لا يمكن تحديد بصمات معينة نظرًا لتوافد الأهالي على مسرح الجريمة وانتشار بصماتهم في كل مكان، ناهيك على عدم وجود أي أدوات للجريمة لم يعثر علي الأعضاء التناسلية المبتورة، أبواب المنازل والنوافذ كلها مغلقة من الداخل وسليمة تمامًا،العثور علي "فردة حذاء" بجوار أحد المنازل أشار أحدهم أنها ليست قديمة وبالتالي يستغرب إلقاءها في الشارع، جميع الجثث في موضع النوم باستثناء المحامي طه عبد المجيد الذي وجدت جثته علي بعد نصف متر من الكنبة التي ينام عليها، ولا توجد أية آثار تسلق أو مشي او حتى مقاومة داخل أو خارج المنازل.
"رسمت علي وجوههم صلبان"
أثبت رسميًا عدم فقدان أي أعضاء داخلية أو خارجية باستثناء أعضاء الذكور التناسلية وأصابع اليد اليسرى لأحدى الجثث صور الجثث لم توضح فقدان العيون كما أشيع وقتها 8 جثث من أصل 10 رسمت علي وجوههم صلبان باستخدام آلة جراحية ربما كانت حيلة لتوجيه الأنظار لجريمة طائفية.تم استخدام غاز مخدر وليس اسبراي وهذا يفسر وضعية الجثث.
"علامات وضعت خصيصًا للتمويه"
الحادث مخطط له بشكل محترف عالميًا وتضارب التفسيرات أحد أهداف المخطط بل وهناك علامات وضعت خصيصًا للتمويه وإثارة البلبلة، الحمام في منزل المدرس لم يكن مذبوحا بل كان مملوخ وهو لف الرأس بزاوية 360 درجة والسبب اعتقاد سائد أن الحمام يحتفظ بآخر صورة رآها وربما استدل علي الجناة.
ليلة القبض على "محمد"
وبعد مرور 6 ليلي بالكامل، أعلنت مديرية أمن المنيا القبض على الجاني.. "على محمد علي أحمد عبد اللطيف"، كان في ذلك الوقت يحمل بطاقة رقم قومي مدون بها بانة صاحب الـ27 عاما، جاء القبض علية بعدما تم استجواب 300 مواطن من أهالي القرية و3 مشتبه بهم مختلين نفسيًا، وبمرور 9 أشهر وتحديدًا في 2 - 9 - 2006 تم تقديم المتهم إلي المحاكمة بعد اعترافه بارتكاب الجريمة، فاجأت المحكمة الجميع بما فيهم طلعت السادات - رحمه الله - محامي المتهم.
"محكمة"
بالرغم من بشاعة الجريمة ألا ان أصدرت المحكمة حكمًا ببراءة المتهم لعدم وجود أدلة وتضارب التحريات وأقوال الشهود، قامت النيابة وأهالي الضحايا بالطعن علي الحكم ولكن المحكمة برأته مرة اخري في جلسة كان كبير الأطباء الشرعيين شاهد نفي فيها.. وبعد مرور 13 عاما على الواقعة يقبى السؤال.. من الجاني؟!