استجابة للفجر.. نقل تركيبة حاكم جرجا للصيانة
كشف قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، الأسباب وراء سقوط تركيبة عثمان بك السناري، والتي انتهت إليها هيئة المعاينة الهندسية حيث قال في بيان له، إنه نتيجة للارتفاع المفاجئ لمنسوب المياه الجوفية بمنطقة الإمام الشافعى فى الآونة الأخيرة، والذى صاحبه تغيرات شديدة في التربة مما تسبب في حدوث هبوط مفاجئ لجزء من حوش عثمان بك أبو سيف السناري نتيجة لضعف حوائط التربة، مما تسبب فى خلل إنشائى للمدفن نشأ عنه سقوط التركيبة الرخامية إلى داخل المدفن لثقل وزنها.
وفى صباح يوم الجمعة الماضية انتقل فريق من مفتشي ومسئول منطقة آثار الإمام الشافعي، ومجموعة من السادة أخصائين وفنيين الترميم الدقيق، وبعض العاملين، يرافقهم المهندس محمود يوسف مهندس بقطاع المشروعات، وقاموا بإخلاء التركيبة الرخامية، وشاهدا قبر عثمان بك أبو سيف والأمير سليمان أغا، والذي لم يلحق به أي أذى، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة فى وجود مندوب شرطة السياحة والآثار لنقل التركيبة الرخامية لمعمل الترميم لصيانتها وحفظها إلى أن تنتهى أعمال التدعيم الإنشائي للتربة.
وكانت الفجر، قد فجرت قضية انهيار أثر في قرافة الإمام الشافعي يوم الجمعة الماضية، حيث كشف أبوالعلا خليل الباحث والمؤرخ المتخصص في الأثار الإسلامية والقبطية، عن انهيار أثر يرجع للعصر العثماني وهو تربة عثمان بك أبو سيف حاكم جرجا، والمسجلة ضمن عداد الآثار الإسلامية -حسب قوله-، وقال خليل، لبوابة الفجر، إن قبر عثمان بك أبو سيف حاكم جرجا بشارع عين الحياة بقرافة الإمام الشافعي، وتعلوه تركيبة رخامية والمؤرخة بعام 1166هـ - 1752م، أي أن عمرها ما يقرب من 300 عام، والتركيبة مسجلة كآثر تحت رقم 390، قد سقطت ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالأرض، والتي تسببت في تهاوي التربة وصارت رديمًا بعدما كانت قبرًا وآثرًا، وشاهد القبر مكتوب عليه يحمل طرازًا كتابيًا نصه "هذا قبر المتوفى إلى رحمة الله تعالى أمير اللوا عثمان بك أبو سيف حاكم جرجا سابقًا توفي خامس شهر شوال سنة 1166 وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين".
وعن عثمان بك أبو سيف صاحب هذه التربة قال عنه خليل إن الرحالة الألمانى كارستن نيبور الذى زار مصر عام 1174هـ - 1761م كتب في كتابه "رحلة إلى مصر" أن عثمان بك تركي المولد من القسطنطينىية، وأبو سيف كنيته إشارة لبراعته باستخدام السيف، وكان من مماليك إبراهيم كتخدا القازدغلي الذي انتهت إليه رئاسة مصر، وعمل عثمان فى خدمة الكتخدا الذي رقاه ثم رفعه أخيرًا إلى رتبة بك فى مصر.
وعاش عثمان بك صاحب هذه التربة فترة فتن واضطرابات وقتل واغتيالات كان هو ذاته أحد أطرافها والمحرضين عليها، ويذكر الجبرتى في كتابه "عجائب الآثار فى التراجم والأخبار": كان عثمان بك أبي سيف من جملة القاتلين لجماعة من كبار الأمراء عام 1160هـ - 1747م من بينهم علي بك الدمياطي -صاحب السبيل بسكة النبوية بدرب سعادة- وخليل بك قطامش أمير الحج، وكان ذلك بتدبير من الوالي العثمانى محمد باشا راغب، واتفقوا على قتلهم بديوان قايتباي بالقلعة عند حضورهم لمقابلة الوالي بمقره الرسمى".
وكشف أبو العلا خليل، أن عثمان بك أبو سيف ظل يترقى وينعم برضى الوالي وسلطانه باسطنبول، حتى أنعم عليه بحكم ولاية جرجا ليصير الشخص الثاني في الأهمية والقوة والنفوذ والثراء بعد والى مصر، فجرجا كانت ولاية ذات المركز والثقل لأهميتها الاقتصادية، فقد كانت مركز التموين الأول للبلاد وبخاصة القمح، ومنذ ذلك الوقت وارتبط اسم عثمان بك أبو سيف بجرجا حتى صار يعرف بعثمان بك أبو سيف الجرجاوي وبجرجا بك.