تركيا وإيران وإسرائيل.. ثلاثي الشر في العراق وكلمة السر في قتل مئات المتظاهرين
غموض في العراق، بعد مقتل مئات المتظاهرين المطالبين بإسقاط النظام، واستخدام أسلحة قاتلة ضدهم تبلغ قوتها عشرات أضعاف القنابل المسيلة للدموع، التي تستخدم لتفريق المتظاهرين، وذلك بالتزامن مع تأكيد الحكومة العراقية بأنها لا تسعى لاستخدام العنف ضدهم، وأن هناك طرف ثالث يسعى لإثارة القلق من أجل تحقيق مكاسب خاصة به.
وأفادت المنظمة الدولية في تقريرها السبت، أن قوات الأمن العراقية استخدمت قنابل مسيلة للدموع "اخترقت جماجم" المتظاهرين، مشيرة إلى أن هذه القنابل المصنوعة ببلغاريا وصربيا، يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تستخدم بالعادة والتي تزن ما بين 25 و50 جرام، وأوضحت أن تلك القنابل "نوع غير مسبوق" من الأسلحة وتهدف إلى قتل وليس إلى تفريق المتظاهرين.
وزير الدفاع العراقي، نجاح الشمري، سارع إلى نفي الأمر، وبين أن السلاح الذي استعمل في قتل المتظاهرين، لم تستخدمه الشرطة العراقية وأكد أن الحكومة لم تستورد مثل تلك الأسلحة والقنابل، وأن طرفا ثالثا هو الذي يستخدمها ضد قوات الأمن والمتظاهرين معا، وأضاف أنه بعد فحص العينات المستخرجة من أجساد المصابين ورؤوس الضحايا الذين سقطوا نتيجة إصابتهم بالرأس، تبين أن هذه الاسلحة لم تدخل العراق عن طريق الحكومة، مؤكدا أن الدولة العراقية لا تعلم شيئا عنها.
الصحف الأجنبية سلطت الضوء على الأمر، وبينت أن هناك عدة دول تسعى للاستفادة من إثارة التوترات في العراق، ومنها إيران وإسرائيل وتركيا، موضحين أن إثارة التوترات في العراق ستصب بمصالح كبرى في صالح، وهو ما أكده عدد من الخبراء الذين تواصلت معهم الفجر بشأن القضية.
إيران
وكالة "بلومبرح" الأمريكية بينت أن إيران تعتبر أكثر الدول المستفادة مما يحدث في العراق، حتى يمكنها استخدام العراق لتنفيذ ضربات ضد دول الخليج وإسرائيل، وذكرت أن المليشيات التابعة لنظام الملالي في الغالب هي التي تستخدم تلك الاسلحة من أجل زيادة التوترات في إيران، قائلة إن "إيران هي كلمة السر فيما يحدث في العراق"، وحول ذلك أكد مدحت حماد وهو متخصص في الشئون الإيرانية، أن إيران هي المتهم الأول بشأن إثارة التوترات بالعراق حتى تتاح لها الفرصة في تنفيذ ضرباتها ضد دول الخليج عبر الأراضي العراقية دون رقيب، ويزداد فرصة تدخلها في الشئون العراقية في وقت تسعى فيه أمريكا لتقليص دورها في المنطقة.
إسرائيل
إسرائيل تهدف من وراء زعزعة الاستقرار في العراق، إثبات أن لإيران دور كبير في الأمر، وبين معهد "جلوبال ريسيرش" الأمريكي أن إسرائيل قد كون وراء ما يحدث في العراق من أجل اثارة التوترات بين السنة والشيعة في العراق، وهو ما أكده محمد البحيري، وهو متخصص في الشأن الإسرائيلي، للفجر، بقوله إن إسرائيل تريد العراق ساحة حرب وليس إيران"، من أجل تنفيذ أغراضها، موضحا ان الأمر يتم بمساعدة أمريكا، وإشار إلى أن توتر المنطقة يساعد إسرائيل على فرض نفوذها بالمنطقة والتدخل في شئون غيرها من الدول.
تركيا
أما تركيا فأعربت من البداية عن دعمها للمظاهرات في إيران، وقال السفير التركي لدى بغداد، فاتح يلدز، إن الشعب العراقي نزل إلى الشوارع "بإرادته الذاتية إلى حد كبير حسب ما يبدو"، و"دون توجيه من أحد، وكشف قناة الحرة الامريكية نقلا عن مصدرين رفيعين في الحكومة العراقية أن الحكومة التركية أرسلت طائرتين محملتين بمواد لمكافحة الشغب "هدية لوزارة الداخلية العراقية"، وشملت المواد ملابس عسكرية ضد الشغب وغاز مسيل للدموع وعصي المكافحة.
وقال المحلل السياسي التركي المعارض، جودت كامل إن المخابرات التركية لها عناصرها التي تعمل لحسابها في العديد من دول المنطقة وتسعى لإثارة التوترات والفتنة خاصة في البلاد، التي تعدد فيها الأقليات، حتى تمكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان من التدخل في شئونها والسيطرة على مجريات الأمور بها. وأضاف أنه يحاول استغلال ضعف الأقليات في العراق و اختلاف المذاهب والأديان، والتوترات الحاصلة بها، موضحا أنه ليس من المستبعد ان يكون لتركيا يد في إمداد المليشيات التابعة لها ولايران بالسلاح لإخماد أصوات المعارضين، وإثارة التوترات في العراق. ونبه أن المحلل التركى، أن "أردوغان" يريد أن يسيطر على مراكز القوة في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه نجح بالفعل في استغلال قطر بعد مقاطعة مصر والسعودية والإمارات والبحرين لها.