العناني: متحف التحرير من أقدم متاحف العالم وأندرها كنوزًا
وصف الدكتور خالد العناني وزير الآثار، المتحف المصري بالتحرير بأنه من أعرق متاحف العالم وأولها، وهو المتحف القادر دائمًا على إبهار العالم كله بكنوزه وتاريخه.
جاء ذلك في الاحتفالية المقامة حالياً في المتحف، بمناسبة مرور 117 عاما علي افتتاح المتحف، حيث قال وزير الآثار إن المتحف افتتح للمرة الأولى في 15 نوفمبر 19 02.
وتابع: سعيد لأني للعام الخامس احتفل بذكري انشاء المتحف، وهذا الحدث في قلب ميدان التحرير رسالة مهمة للعالم بأن مصر آمنة، خاصة أن أغلب سفراء العالم في مصر يحضرون الاحتفالية.
وأضاف: لا قلق علي متحف التحرير ولن يموت بإنشاء المتحف المصري الكبير ومتحف الحضارة، حيث أننا نعمل حالياً بمنحة 3 مليون يورو منحة من الاتحاد الأوروبي لتطوير المتحف واعادة رونقه له،ويتضمن ذلك إعادة إحياء نافورة الحديقة، وعمل زجاج مناسب لقيمة وتاريخ القطع الأثرية.
وشهد الحفل وزير الأثار الدكتور خالد العناني، وسفير جورجيا، وسفير المجر، وأحمد زكي بدر وزير التعليم الأسبق، والفنانة منال سلامة وزوجها عادل أديب المخرج، والدكتور جلال السعيد. محافظ القاهرة الأسبق، والدكتور جمعة عبد المقصود عميد كلية أثار القاهرة، والدكتورة علا العجيزي عميد كلية أثار القاهرة الأسبق، السفير بدر عبد العاطي، السفير السعودي، اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة.
ويعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، ويضم المتحف أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.
بدأت قصة المتحف عندما أبدى القناصل الأجانب المعتمدون في مصر إعجابهم بالفن المصري القديم، وعملوا على جمع الآثار المصرية، وإرسالها إلى المدن الأوروبية الرئيسية، وبذلك بدأت تزدهر تجارة الآثار المصرية التي أصبحت بعد ذلك موضة أوروبية.
وكانت الهدايا من تلك القطع النادرة خلال القرن التاسع عشر منتشرة بين الطبقة الأرستقراطية، وكانت التوابيت من بين أهم القطع الأكثر طلبًا.
لم يفهم المصريون في بداية الأمر الدوافع التي جعلت الأوروبيين يهتمون بالأحجار الموجودة في أراضيهم، فيما كان الدافع الأهم وراء تنقيب المصريين عن الآثار في المعابد والمقابر هي الشائعات التي كانت تروج إلى أن ببعض هذه المناطق كنوزًا خفية.
وضع تصميم المتحف المعماري الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897 ليقام بالمنقطة الشمالية لميدان التحرير «الإسماعيلية سابقًا» على امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل، واحتفل بوضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897 في حضور الخديوي عباس حلمي الثاني ورئيس مجلس النظار «الوزراء» وكل أعضاء وزارته، وتم الانتهاء من المشروع علي يد الألماني هرمان جرابو.
في نوفمبر 1903 عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتي الذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 ونقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية، أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سيرًا ذهابًا وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل.
وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتًا حجريًا، تزن ما يزيد على ألف طن إجمالًا، إلا أن عملية النقل قد شابتها الفوضى بعض الوقت. وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902، كما تم نقل ضريح مارييت إلى حديقة المتحف، تلبيةً لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يستقر جثمانه بحديقة المتحف مع الآثار التي قضى وقتا طويلًا في تجميعها خلال حياته.