محاولة اغتيال السلطان وقصة أشهر السفاحين.. مكتبة البلدية تعرض الأحداث الفارقة في الإسكندرية
55 قصاصة من صفحات الصحف المصرية التي يعود إصدارها إلى توقيت الحرب العالمية الأولى
نظمت مكتبة البلدية التابعة لمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية معرضًا بعنوان"الإسكندرية في صحافة البلدية: أحداث وتواريخ فارقة"، ليجسد المعرض كيفية تناول الصحف المصرية الأحداث الفارقة في محافظة الإسكندرية.
لوحات من قصاصات الصحف عرضت داخل إحدى قاعات متحف الفنون الجميلة، عرضت توثيق الصحف لعدد من الأحداث الهامة مثل حادث محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في حادث المنشية الشهير، توثيق احتفالية تنصيب تمثال سعد زغلول في ميدان محطة الرمل.
اغتيال السلطان حسين كامل
وقد جاءت أهم الأحداث التي وثقتها الصحف هو حادث محاولة اغتيال السلطان حسين كامل في شارع رأس التين، والتي وثقت جريدة"اللطائف المصورة" في عددها 19 يوليو 1915 بأنه قام الجاني بتأجير شقة في المنزل نمرة 99 في شارع رأس التين بقيمة أربعة جنيهات لمدة شهرين، وبإمضاء اسم"محمود حلمي"، وقد أدعى قدوم عائلته لتمضية الصيف.
ووثقت الجريدة أنه في ظهر 9 يوليو، بينما كان الموكب السلطاني متوجهًا إلى الجامع، لأداء فريضة الجمعة، تربص الجاني به من خلال الطابق الثاني، قام بشد فتيل القنبلة نحو الموكب، وصعد إلى السطح، ومنه إلى المنزل الآخر، تاركًا في الشرفة سيجارة مشتعلة وقنبلتين آخرين، أما القنبلة التي ألقاها لم تنفجر، وقد قامت الجريدة بتوثيق صورو النافذة التي ألقيت منها القنبلة.
سفاح كرموز
كما وثق المعرض تناول الصحف لأشهر جرائم المحافظة، بإلقاء القبض على كان ما يسمى "سفاح كرموز" الذي وفق حديث الدكتور إسلام عاصم المشرف على المعرض والباحث في تاريخ مصر الحديث، قد كان السفاح أحد تلامذة ريا وسكينة، وقد تعلم منهم كيفية دفن ضحاياه، وذلك في مخزن على طريق المحمودية.
المصايف
لم يفت من الصحف الصادرة في ذلك التوقيت عقب الحرب العالمية الأولى، الحديث عن حركة المصايف والشواطئ داخل محافظة الإسكندرية، وتناول أحداث وصول الحكم الملكي ومجلس الوزراء الذي كان ينتقل سنويًا من القاهرة إلى الإسكندرية، لكي تكون المحافظة مقرًا ثانيًا للحكم الملكي في فترة الصيف.
كما وثقت الجرائد معالم الإسكندرية وأوليائها من تصوير حدائق المنتزه، انطونيادس، والحديث عن المساجد الأثرية الشهيرة مثل أبو العباس، البوصيري، وأولياء الله الصالحين.
الأمراء
كما تضمن المعرض توثيقًا لجنازة الأمير عمر طوسون التي كانت في يناير 1944، والتي أظهرت الصحف أعماله التطوعية في الحروب، كما وثقت أيضًا جنازة الملك فيكتور إيمانويل أخر ملوك إيطاليا، والذي دفن في كنيسة سانت كاترين في المنشية، وتم نقله رفاته منذ عدة سنوات قليلة إلى إيطاليا.
مكتبة البلدية
وعلق الدكتور إسلام عاصم، أن صور الجرائد الصحفية المعروضة هي من كنوز مكتبة البلدية، والتي كانت قديمًا المكتبة الوحيدة في الإسكندرية، ولأن الإسكندرية هي مهد الصحافة في مصر، فكل الصحف اليومية بجميع أصدارتها بموجب القانون، لها نسخة تذهب إلى مكتبة البلدية، إلا أن ذلك توقف عقب إنشاء مكتبة الإسكندرية.
وأضاف أن تنظيم ذلك المعرض جاء على هامش فاعليات تنظيم المركز الفرنسي للدراسات السكندري أسبوع التراث السكندري في نسخته العاشرة بعنوان"أخر أخبار الإسكندرية"، وأنه بذلك أصبح لمكتبة البلدية دورًا هامًا في فتح أرشيف الصحف التي تحويه، متحدثًا أنه تم اقتناء الأحداث التي توثق عدد من الحوادث الفارقة في الإسكندرية بعناية شديدة، والتي جاءت منذ بداية الحرب العالمية الأولى، والعصر الملكي إلى عقب ثورة 23 يوليو وتغير نظام الحكم.
أحداث فارقة
وأشار إلى أن المعرض حرص على عرض توثيقي لأكبر محاولتين اغتيال تمت في الإسكندرية، وهي للسلطان حسين كامل، الرئيس جمال عبد الناصر، وكيف تناولت الصحف تلك الأحداث بشكل توثيقي، كما أنه تم كسر حدة الأحداث السياسية بقصص عن مصايف ومعالم المحافظة.
كما أنه تم توثيق حفل تنصيب تمثال سعد زغلول في ميدان محطة الرمل في عام 1938، توثيق تناول الصحف قصة ضريح أبو الدرداء، افتتاح مجسد رمضان شحاته، منوهًا"جميع تلك الصحف هي من كنوز مكتبة البلدية، لأن الصحف تعد أصدق وثيقة تاريخية تناولت الأحداث بالحكي والتاريخ والصور".
كنوز
وأضاف "عاصم"، أن مكتبة البلدية تحوي على أرشيف كامل من الصحف تناولت تحقيقات قضية ريا وسكينة كأشهر سفاحتين في الإسكندرية، وصور لضحاياهم ورسومات النيابة عن كيفية دفن الضحايا، وتلك الوثائق تتخطى نحو 700 صفحة، وأنهم أحد أهم كنوز مكتبة البلدية، التي ترد على أكذوبة أن ريا وسكينة كان يقتلان الجنود الإنجليز والنساء التي كانوا على علاقة بهم، وأن ذلك الوثائق سوف تعرض في معرض لاحق، سوف يتم تنظيمه.
عمل مشترك
وأشار الباحث إلى أن ذلك المعرض نتاج عمل مشترك من فريق عمل بحثي في مكتبة البلدية، ومكتبة الإسكندرية، العاملين، طلاب معهد الأرشاد السياحي، وقد استغرق خروج ذلك الأرشيف وتنقيته نحو 3 شهور، وقد اعتمد المعرض على صفحات جرائد الجمهورية، الأهرام، الأثنين، كل شئ والدنيا، اللطائف المصورة، وأن المعرض سوف يستغرق 10 أيام، ويكون مفتوحًا للجمهور.