تدخين الشيشة حول المستشفيات في الأقصر خطر يهدد حياة المرضى دون رقابة (صور)
حينما طلب من العالم "أبو بكر الرازي" اختيار موقع لبناء مستشفى في العصر العباسي ببغداد، قام بالاستناد للتفكير العلمي، وأجرى تجربة قبل اخيار موقعها، بتعليق قطع من اللحم في مواقع مختلفة حول المدينة، ووقع اختياره أخيرًا على المكان الذي كان فيه اللحم أقل عفونة وتلفًا، اعتقادًا منه بأن المرضى في ذلك المكان سيكونون أقل عرضة لتلف الأنسجة.
وفي القانون رقم 154 لسنة 2007، تنص المادة 6 مكرر، على أنه يحظر التدخين نهائيا بصوره كافة في مختلف المنشآت الصحية والتعليمية والمصالح الحكومية والنوادي الرياضية والاجتماعية ومراكز الشباب والأماكن الأخرى التي يصدر بها قرار من وزير الصحة ويلتزم المدير المسؤول عن هذه الأماكن باتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع التدخين فيها ويعاقب عن إخلاله بهذا الالتزام بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عن 20 ألف جنيه كما يعاقب المدخن بغرامة لا تقل عن 50 جنيها ولا تزيد عن 100 جنيه.
ولكن رغم ذلك، إلى أن حرم المستشفيات في محافظة الأقصر يعاني من أخطار تناول الشيشة، حيث رصدت " الفجر"، تواجد باعة جائلين حول محيط مستشفى الأقصر العام، حيث يقومون بنصب "الشيش" أمام أبوابها، دون نظر المسئولين إليها لمنع التلوث الناتج منها، إضافة إلى تواجد العديد من المقاهي حول المستشفيات منها مستشفى الأقصر الدولي.
الدكتور محمد شحات بدوي، استشاري الأمراض الصدرية، أوضح أن الدخين السلبي يؤثر على الرئتين، بالإضافة إلى ظهور الربو، مشيرًا إلى أن التدخين يأتي ترتيبه الرابع من بين أسباب الوفاة بحلول عام 2020، والثالث بحلول عام 2030، ومؤكدًا أن دخان الشيشة أخطر في الضرر من دخان السجائر.
ويقول "بدوي"، في حديثه لـ"الفجر"، بخصوص انتشار المقاهي حول محيط المستشفيات في محافظة الأقصر، إنه لا توجد هناك دراسة تحدد أبعاد انتشار الدخان، ولكن إذا نظرنا بالعقل فهناك أضرارًا قد تقع على المرضى من آثار تلوث الجو بالأدخنة الصاعدة من الشيشة ومداخن المطاعم القريبة منها، سواءً في المستشفيات أو العيادات الخاصة، إضافة إلى أنه من غير المعقول مرور المريض على مكان ملوث قبل دخول المستشفى أو الخروج منها، ناهيك عن المظهر الغير حضاري الذي تخلفه هذه المقاهي أو الخيم التي يتم نصبها حول الأماكن الصحية.
وطالب الدكتور بدوي، بضرورة مكافحة هذه الظاهرة المنتشرة حول محيطات المستشفيات والعيادات الخاصة بمحافظة الأقصر، من خلال تكيف الحملات وندوات والتوعية، للحد من انتشار التلوث البيئي الناتج عن التدخين في الأماكن العامة، والحفاظ على صحة المواطنين.
وأشار خالد عبد المعز، أحد المواطنين، إلى أن هناك العديد من صور الإهمال خاصة حول محيط مستشفى الأقصر العام، أهمها انتشار نصبات الشيشة من قبل باعة جائلين، وتهيئة الأماكن خارج أسوار المستشفى للجلوس فيها، مما يجعل العديد من الزائرين للمرضى ينتظرون فيها بأطفالهم، مما يصيبهم بالأمراض الناتجة عن مكونات التبع والفحم، إضافة إلى انتشار مخلفات الحناطير التي تقف بالقرب من المستشفى وعلى بعد خطوات قليلة من متحف الأقصر، مما يجعل يضيف وجود مظهر غير حضاري بجوار المنتشر سواءً من الشيشة أو روث الخيول.
أما الدكتور أحمد حمزة نقيب الأطباء بمحافظة الأقصر، فيشير إلى أن انتشار المقاهي حول المؤسسات الطبية له أثر بليغ على المرضى بداخلها، لافتًا إلى أنه ينتج عنها أول أكسيد الكربون، كما يزيد الفحم المستخدم في تسخين التبغ من نسبة الإصابة بالسرطان، لمستويات عالية من المعادن، والمواد الكيميائية المسرطنة.
وذكر نقيب أطباء الأقصر، أنه لابد من فرض الرقابة الصارمة من قبل السلطات التنفيذية والبيئة لمنع تكرار حدوث هذه المشاهد التي تضر بصحة المواطنين.