البابا فرنسيس: اليهود هم أخوتنا.. ولا يجب اضطهادهم
قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، إن بولس الرسول يخبرنا في كتاب أعمال الرسل في الفصل الثاني عشر، بأن بولس قد أقام لدى زوجين أَقيلا وامرَأَتُه بِرِسقِلَّة اللذان انتقلا من روما إلى قورنتس بعد أن كان الإمبراطور قُلودِيوسَ قد أَمَرَ جَميعَ اليَهودِ بِالجَلاءِ عن رومة ( أعمال ١٨، ٢).
ولفت بابا الفاتيكان، في كلمته خلال لقائه، اليوم الأربعاء، مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان، إلى أن الشعب اليهودي قد تألّم كثيرًا عبر التاريخ، بعد طُردهم من أراضيهم واضطُهادهم.
وأضاف بابا الفاتيكان: إننا قد شهدنا خلال القرن الماضي على العديد من الوحشية التي تعرّض لها الشعب اليهودي وكنا قد اقتنعنا أن الأمر انتهى، ولكن نجد أن عادة اضطهاد اليهود قد بدأت تعود.
وأشار الي أن هذا الأمر ليس إنسانيًّا ولا مسيحيًّا، لافتا الي أن اليهود هم إخوتنا ولا يجب اضطهادهم.
وتابع بابا الفاتيكان قائلًا: لقد أظهر هذان الزوجان أنهما يملكان قلبًا مفعمًا بالإيمان بالله وسخيًّا تجاه الآخرين، قادرًا على أن يفسح المجال لمن يختبر على مثالهما حالة الغريب، مشيرًا الي أن هذا الحس المرهف قد حملهما على الخروج من ذاتيهما ليعيشا فن الضيافة المسيحية ويفتحا أبواب بيتهما لاستقبال بولس الرسول، مؤكدًا أن الطريقة لم يستقبلا المبشّر وحسب وإنما أيضًا الإعلان الذي يحمله معه: إنجيل المسيح الذي هو "قُدرَةُ اللهِ لِخَلاصِ كُلِّ مُؤمِن" (روما ١، ١٦)، مؤكداُ بأن منذ تلك اللحظة طُبع بيتهما بعبير الكلمة "الحيّ" (عبرانيين ٤، ١٢) الذي يحيي القلوب.
وإستطرد قائلًا: لقد تقاسم أَقيلا وبِرِسقِلَّة مع بولس أيضًا نشاطهما المهني، أي صناعة الخيم.
ولفت بابا الفاتيكان الي أن بولس الرسول كان في الواقع يقيّم العمل اليدوي جدًّا ويعتبره فسحة مميّزة للشهادة المسيحية (١ كورنتس ٤، ١٢)، بالإضافة إلى كونه الأسلوب الصحيح لكي يعيل المرء نفسه بدون أن يثقّل على الآخرين ( ١ تسالونيقي ٢، ۹؛ ٢ تسالونيقي ٣، ٨).
وأشار إلى أن بيت أَقيلا وبِرِسقِلَّة في قورنتس لم يفتح أبوابه لبولس الرسول وحسب وإنما للإخوة والأخوات في المسيح أيضًا، وفي الواقع يمكن لبولس أن يتحدّث عن "الكَنيسةُ الَّتي تَجتَمِعُ في بَيتِهما" (١ كورنتس ١٦، ١۹)، الذي أصبح "بيتًا- كنيسة" مكانًا للإصغاء لكلمة الله والاحتفال بالإفخارستيا.
ولفت بابا الفاتيكان إلى أن هناك بلدان لا يوجد فيها حرية دينية ولا يتمتع فيها المسيحيون بالحرية، مؤكداُ بأن المسيحيون يجتمعون في أحد البيوت في الخفاء للصلاة والاحتفال بالافخارستيا، كما نجد ايضًا أن هذه البيوت وهذه العائلات التي تصبح هياكل للإفخارستيا.