أهدتها بريطانيا للملك "فؤاد" وحملها "فاروق".. حكاية وأسرار "عصا المارشالية"
كشف مدير فرع جمعية التراث والفنون التقليدية بالإسكندرية الدكتور إسلام عاصم الغطاء عن أسرار وحكاية "عصا المارشالية" أحد أهم الكنوز الملكية التي ظهرت في عهد الملك فؤاد، يليه نجله الملك فاروق، حتى ظهور شبيهتها في أيدي الرئيس محمد انور السادات، والتي تُعرض في متاحف المجوهرات، عابدين، والسادات كأحد أهم الكنوز الملكية.
تلك العصا لا يوجد لها مصادر توضح حكايتها وأسباب تواجدها منذ عهد الملك فؤاد، خاصة أنه يتم عرضها داخل المتاحف الثلاثة، كما أنها قد أهديت للملك فاروق سنة 1948 في مناسبة عسكرية، وذلك وفق ما وثقه موقع ذاكرة مصر المعاصرة عبر فيديو، يحكي عن تلك المناسبة، وقد حاول "عاصم" كباحث في العصر الحديث، كشف الغطاء عن سر تلك العصا.
الأصل
الدكتور إسلام عاصم قال إن أصل كلمة مارشالية هي كلمة إلمانية تعني خادم الحصان أو الرعاة، وقد دخلت تلك الكلمة إلى العسكرية الفرنسية، وفي حرب عام ١٨١٣ مع إنجلترا، إنتقلت عصا المارشالية إلى الجيش الإنجليزي، وأشار إلى أنه ما تطور الأحداث أصبحت كلمة"مارشالية" تعني المرشال في الجيوش الأوربية أي سير العسكرية التي هي برتبة المشير في الجيش المصري.
وأوضح أن العصا لها مدلول معنوي بالقوة أو الرعاية في مصر، والتي بدأت منذ العصر الفرعوني والأنبياء، حتى أن العمداء في صعيد مصر دائما ما يحملون عصا، وأن العصا المارشالية التي ظهرت في أيدي الملك فاروق، والرئيس الراحل أنور السادات أصبح لها مدلول سياسي في تلك الفكرة.
البداية
العصا المعروضة في متحف قصر عابدين، تم إهدائها من الجانب البريطاني إلى الملك فؤاد عقب تتويجه ملكا في عام ١٩٢٣، على الرغم أنه لم يظهر في أي صورة بها، وهو يحمل عصا المارشالية، وذلك لرفض الملك فؤاد أرتداء أي ملابس عسكرية، خاصة أن الملك كان يشير إلى أنه قام بالاستقلال من الانجلترا، وبالتالي لن يقوم بحمل عصا تم إهدائها من الجانب البريطاني.
وكما يتحدث "عاصم" أن حالة العصا داخل متحف عابدين ليست بجيدة، وأن قطع القماش الملفوف حولها تعرضت للتآكل، ربما لوضعها لسنوات في الخزائن وعدم حملها.
أما عصا الملك فاروق تم وضعها في متحف المجوهرات بالإسكندرية، وهي عصا تحمل التأثير الفرعوني، وقد تم إهدائها إلى الملك فاروق في عام ١٩٣٧، احتفالا بتوليه عرش مصر منفردا عقب حل مجلس الوزراء الوصية عليه، لبلوغه السن ١٨ سنة.
وقد ظهرت العصا المارشالية لأول مرة في أيدي الملك فاروق عند استقبال الملك عبد العزيز آل سعود بمناسبة زيارته لمصر في عام ١٩٤٧، والذي أرتدى الملك فاروق الزي العسكري عند استقباله للملك السعودي.
فاروق والعصا
لتلك العصا واقعة خاصة في عهد الملك فاروق، حيث قام الجيش البريطاني بإهدائه له، وإعطائه لقلب شرفي هو مارشال في الجيش البريطاني، وذلك إرضاءًا له عقب محاصرته في الواقعة الشهيرة في عام ١٩٤٢.
الدكتور إسلام عاصم كما يوضح أن تلك العصا تعني سياسيًا في ذلك التوقيت، هو ولاء الجيش للقيادة الحاكمة، خاصة أن المناسبة العسكرية التي أهديت للملك فاروق تلك العصا، قد كان يشاهد عروض عسكرية، وقام بزيارة مواقع عسكرية، وهي تعني ولاء الجيش له، وهي رسالة طمأنة في الداخل والخارج.
السادات
وتأتي ثالث عصا التي كان يحملها دائما الرئيس الراحل أنور محمد أنور السادات، والتي أثارت تسؤال عن سبب حمل الرئيس تلك العصا التي يعود شبها إلى العصر الملكي، وقد وجد أن تلك العصا هي مصرية الصنع وبها رموز مصرية، وقد كتب عليها"إهداء من القوات المسلحة إلى الرئيس السادات في ٥ يونيو ١٩٧٧"، وقد قالت جيهان السادات أنها عصا قيادة عقب حرب ٦ أكتوبر، وهي تم إهدائها كنوع من التقدير واستكمال باق الزي الرسمي إلى الرئيس السادات.
أوضح "عاصم" أنه لا يمكن القول أن العصا التي حملها الرئيس أنور السادات هي مارشالية، إنما هي عصا عسكرية، وهي عصا كانت تكمل صورته وقدرته وولاء الجيش له، منوهًا إلى أن لكل عصا قصة مختلفة، وأن الرئيس السادات قد حملها في أيديه في جميع الاحتفالات والمناسبات العسكرية، عدا يوم حادث الاغتيال.
جاء ذلك خلال ندوة "عصا المارشالية من الملكية إلى الجمهورية" في مكتبة الإسكندرية اليوم الثلاثاء أحد الفاعليات على هامش أسبوع التراث السكندري في نسخته العاشرة الذي ينظمه مركز الدراسات السكندرية بعنوان "أخر أخبار الإسكندرية".