رئيس المجلس الاستشاري الصيني يزور المتحف المصري بالتحرير
بعد زيارته اليوم لمنطقة أهرامات الجيزة توجه وانج يانج رئيس المجلس الاستشاري الصيني وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصيني والوفد المرافق له إلى المتحف المصري بالتحرير.
كان في استقباله السيدة صباح عبد الرازق مدير عام المتحف، وبدأت الجولة بزيارة للدور الأرضي حيث شاهد لوحة نارمر بالبهو الرئيسي للمتحف ثم منطقة البركة حيث يعرض تمثال امنحتب الثالث وزوجته الملكة تي. ثم زار بعد ذلك القاعات الخاصة بالملك الشاب توت عنخ آمون وقاعة المومياوات الملكية وكنوز يويا وتويا اجداد الملك أخناتون.
وأوضحت عبد الرازق، أن السيد وانج يانج ابدي انبهاره وإعجابه بالقطع المعروضة بالمتحف والتي تعبر عن عظمة وتفرد الحضارة المصرية القديمة وتفوقها.
ويعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي أسست لتكون متحف عام على عكس المتاحف التي سبقته، ويضم المتحف أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي عثر عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.
بدأت قصة المتحف عندما أبدى القناصل الأجانب المعتمدون في مصر إعجابهم بالفن المصري القديم، وعملوا على جمع الآثار المصرية، وإرسالها إلى المدن الأوروبية الرئيسية، وبذلك بدأت تزدهر تجارة الآثار المصرية التي أصبحت بعد ذلك موضة أوروبية.
وكانت الهدايا من تلك القطع النادرة خلال القرن التاسع عشر منتشرة بين الطبقة الأرستقراطية، وكانت التوابيت من بين أهم القطع الأكثر طلبًا.
لم يفهم المصريون في بداية الأمر الدوافع التي جعلت الأوروبيين يهتمون بالأحجار الموجودة في أراضيهم، فيما كان الدافع الأهم وراء تنقيب المصريين عن الآثار في المعابد والمقابر هي الشائعات التي كانت تروج إلى أن ببعض هذه المناطق كنوزًا خفية.
وضع تصميم المتحف المعماري الفرنسي مارسيل دورنون عام 1897 ليقام بالمنقطة الشمالية لميدان التحرير «الإسماعيلية سابقًا» على امتداد ثكنات الجيش البريطاني بالقاهرة عند قصر النيل، واحتفل بوضع حجر الأساس في 1 أبريل 1897 في حضور الخديوي عباس حلمي الثاني ورئيس مجلس النظار «الوزراء» وكل أعضاء وزارته، وتم الانتهاء من المشروع علي يد الألماني هرمان جرابو.
في نوفمبر 1903 عينت مصلحة الآثار المهندس المعماري الإيطالي إليساندرو بارازنتي الذي تسلم مفاتيح المتحف منذ التاسع من مارس 1902 ونقل المجموعات الأثرية من قصر الخديوي إسماعيل بالجيزة إلى المتحف الجديد وهي العملية التي استُخدم خلالها خمسة آلاف عربة خشبية، أما الآثار الضخمة فقد تم نقلها على قطارين سيرًا ذهابًا وعودة نحو تسع عشرة مرة بين الجيزة وقصر النيل.
وقد حملت الشحنة الأولى نحو ثمانية وأربعين تابوتًا حجريًا، تزن ما يزيد على ألف طن إجمالًا. إلا أن عملية النقل قد شابتها الفوضى بعض الوقت. وتم الانتهاء من عمليات النقل في 13 يوليو 1902، كما تم نقل ضريح مارييت إلى حديقة المتحف، تلبيةً لوصيته التي عبر فيها عن رغبته في أن يستقر جثمانه بحديقة المتحف مع الآثار التي قضى وقتا طويلًا في تجميعها خلال حياته.