روحاني: سنحصل على انتصار من "النووي".. وخبراء يكشفون حقيقة التصريحات
لا يزال الاتفاق النووي قضية شائكة كبرى مع التطورات الكثيرة التي لحقت بالاتفاق لا سيما بعد خروج الولايات المتحدة الأمريكية واعتبرته لاغياً، فيما تقوم طهران وأمامها القوى الأوروبية في اتخاذ المزيد من الخطوات التي من شأنها تمثل انتهاكات ضخمة تندد بها دول أوروبا.
انتصار كبير
وفي خضم تطورات الملف النووي، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إنّ طهران ستحصل على انتصار سياسي واستراتيجي كبير من الاتفاق النووي.
رفع العقوبات
وأوضح، أنّ العام المقبل سوف تحصل إيران على انتصار سياسي واستراتيجي كبير من الاتفاق النووي، وهو رفع العقوبات عن صادرات السلاح وذلك بموجب قرار مجلس الأمن 2231".
مستعدون للتنفيذ
وبيّن الرئيس الإيراني أنهم مستعدون لتنفيذ الالتزامات النووية كاملة والعودة عن الخطوات التي تم اتخاذها، إذا قام الطرف المقابل بتنفيذ كامل تعهداته، قائلا "لن نستسلم للأعداء ووضع برنامجنا النووي في أفضل حالاته".
محطة بوشهر
ولا تزال إيران تتخذ خطوات تنتهك فيها الاتفاق، فيوم أمس الأحد أعلنت عن وضع حجر الأساس لمحطة بوشهر النووية الثانية، موضحة أنه تم ذلك بحضور رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، وعدد من المسؤولين والمقاولين الروس، ومبعوث المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
لدينا القدرة على التخصيب
وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة النووية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أوضح أنّ لدى إيران القدرة على تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 %، موضحاً أنه : "يمكن للمنظمة إنتاج 5 % و20 % و60 % لديها القدرة على ذلك"، بحسب تصريحاته.
تجاوز القيود
من جانبها قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها، إنّ إيران لا تزال تتجاوز عدة قيود حددها الاتفاق النووي، منها ما يتعلق بمستوى تخصيب اليورانيوم ومخزون اليورانيوم المخصب، والتخصيب بأجهزة طرد مركزي متطورة.
وبينت الوكالة الدولية أنّ إيران لا تزال تخصب اليورانيوم حتى مستوى نقاء 4.5% وهو ما يتجاوز 3.67% وفقاً للاتفاق.
مخالفات جسيمة
كما أشارت الوكالة إلى أنها رصدت آثار يورانيوم طبيعي من مصدر بشري في موقع لم تعلن عنه إيران، موضحة أنّ إيران ركبت أجهزة طرد مركزي متطورة لم ينص عليها الاتفاق النووي، ومنها آي آر-8 بي و آي آر-9 و آي آر-إس وآي آر-6إس إم أو.
ولفتت إلى أن إيران ركبت سلسلة أخرى تضم 164 جهازا للطرد المركزي طراز آي آر-6، فيما كشف أن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منشأة فوردو.
خبرة كبيرة
من جانبه يرى أحمد قبال، الباحث في الشأن الإيراني، أنّه منذ العام 2003 وحتى الآن اكتسب المفاوض الإيراني خبرة كبيرة في مجال المساومات وعدم الإذعان للمطالب دون الحصول على مكاسب وهو ما تحقق من خلال الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1.
التمسك بالاستراتيجية
وأشار في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إلى أنه لا يزال المفاوض الإيراني ومن خلفه صانع القرار يتمسك بتلك الاستراتيجية في مواجهة العقوبات الأمريكية، فبينما تنسحب إيران تدريجيا من الاتفاق النووي بالتزامن مع تشديد العقوبات الأمريكية يصر الإيرانيون على الاتفاق النووي بوصفه نقطة انطلاق أي مفاوضات جديدة ويؤكدون على ضرورة رفع العقوبات الأمريكية والعودة إلى اتفاق 5+1 كمقدمة لاستئناف أي مفاوضات جديدة.
المراهنة على تراجع أمريكا
وبيّن أنّ "روحاني" عندما يتحدث عن انتصار سياسي واستراتيجي كبير يعول على الاتفاق النووي، ومزايا هذا الاتفاق ويتناسى في الوقت ذاته أن إيران أقدمت على الانسحاب تدريجيا من الاتفاق، ويراهن على تراجع الموقف الأمريكي الملتزم بسياسة العقوبات القصوى.
ثورة شعبية
وبيّن "قبال" أنّه ربما بذلت جهود غربية من أجل الحفاظ على موقف طهران والتزاماتها النووية، لكن تلك الجهود لم ترض الطرف الإيراني حتى الآن، ولاتزال الأزمات الاقتصادية تتوالى على مختلف قطاعات الاقتصاد الإيراني، كما تنعكس على المواطن الإيراني الذي بات مثقلا بتردي الأوضاع المعيشية، ما ينذر باحتمالات نشوب ثورة شعبية عارمة لا تبقي ولا تذر.
الصمود والاقتصاد المقاوم
وذكر أنه في المقابل يواصل النظام سياسة الاقتصاد المقاوم والصمود ضد العقوبات على أمل تغير الموقف الأمريكي، أو انتهاء الفترة الرئاسية لترامب، وقد باتت المعادلة أقرب إلى حرب النفس الطويل، فإما أن تتنازل الولايات المتحدة ويحقق النظام الإيراني مكاسب وانتصار سياسي بعد جولة مفاوضات جديدة كما يزعم روحاني، وإما أن تنفجر الأوضاع الداخلية وتتهاوى أركان النظام بشكل تدريجي فيخسر جميع أوراقه دفعة واحدة.