بعد واقعة ذبح شاب لوالده.. كيف يمكن السيطرة على ظاهرة القتل الأسري؟
أيادي ملطخة بالدماء، وجوه يقفذ الشيطان منها، جسد تربع الموت على رأسه، وكأنه وحض هائح يثور ويغور داخله، حقق مناله بعد أن قبض روح أقرب الأقربين، أنسدل خلسه في أركان المنزل، بحثًا عن أداته الأزمة لإتمام جريمته، أختلس الوقت المناسب لأداء الجريمة.
يبدأ في الخروج من حالة الإنتقام بعد أن يأخذ بثأره؛ ليرى بنفسه غارقًا في بحر من
الدماء، يشعر لوهلة أنه نائم أو أن الكون يدور حوله، والوقت قد وقف في تلك اللحظة،
يريد أن يعود للوراء حتى لا ينصاع لحديث نفسه التي أمرته بالسوء وجعلته جاحدًا، عاقًا،
قاسي القلب.
تكررت في الأونة الأخيرة عدد من الجرائم
البشعة التي أرتكبها الأبناء في حق الأباء، فأمس، التاسع من شهر نوفمبر الجاري، أتخذت
محكمة جنوب الجيزة، بحبس المتهم بقتل شقيقه خمسه عشر يومًا على ذمة التحقيق.
إذ تلقت الأجهزة الأمنية في محافظة الجيزة،
إخطار من مستشفى أوسيم المركزى بوصول شاب يبلغ من العمر إثنا عشر عامًا، جثة هامدة، مصابه بسحبات وكدمات متفرقة في الجسد،
وكذلك أثار خنق في رقبته, و بالتحريات المبدأيه تبين أن القاتل قد خنق شقيقه، عقب تعاطيه
جرعة هائلة من المخدرات.
وكذلك أمرت نيابة عين شمس، أول أمس، بحبس عامل أربعة أيام على ذمة التحقيق، بتهمة قتل شقيقه، الذي طعنه
بالسكين، كان قد تلقى قسم شرطة عين شمس، إخطارا من المستشفى بوصول "مصطفى " جثة هامدة إثر طعنة بسكين.
خلال سير التحقيقات تبين أن "مصطفى" المجنى عليه تشاجر مع والدته
فتدخل شقيقه الأكبر ونشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى تشابك بالأيدى، أحضر على إثرها
المتهم سكينا وطعن به المجنى عليه، مما تسبب فى قتل شقيقه.
الثالث عشر من أكتوبر الماضي، بشارع خليل
الحوتي، في منطقة صفط اللبن، ببولاق الدكرور، التابعة لمحافظة الجيزة، استخرجت قوات
الأمن، جثة هامده، لرجل كتقدم في السن مقتولًا ومدفونا أسفل سريره، بدأ الأمر، بتلقي
مباحث الجيزة بلاغًا من عمرو، أحد سكان المنطقة، واحد وخمسون عامًا، بغياب والده البالغ
من العمر سبعين عامًا.
عليه
توجهت قوة من المباحث، يتقدمها اللواء محمد الشريف، مساعد أول وزير الداخلية
لقطاع أمن الجيزة، واللواء محمود السبيلى مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى مقر الواقعة، خلال قيام القوات بالتحريات تبين أن المتغيب مقيم
بالعنوان المشار إليه صحبة زوجته "نجاح"، وابنه "محمد"، واحد وثلاثون عامًا.
أوضحت التحريات أن محمد سيئ السمعة والسلوك،
وهو دائمًا ما يتشاجر مع المتغيب بسبب التقود؛ إذ أنه يتعاطي كميات هائلة من المخدرات، لشراء المخدرات، أنه بمناقشة زوجه المتغيب، أقرت بأنها عادت يوم الأربعاء الماضي من زيارة ابنتها
فلم تجد زوجها المتغيب، فسألت إبنها القاتل، والذي أخبرها أنه خرج، على الرغم من أنه
لم يشاهده.
الأمر الذي أثار شكوك قوات المباحث حول المنزل، فقامت
بفحصه، وتبين على إثر ذلك وجود آثار رمال بالشقة وبتتبعها قادت إلى أسفل سرير الابن
القاتل، وكذلك آثار أسمنت حديث، وبفتح حفرة الأسمنت انبعثت رائحة كريهة، ليفاجئوا بجثه
القتيل.
مرضى نفسين
قال جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن
جرائم العنف الأسري التي ترتقي إلى الموت،
عادًة ما يكون مرتكبيها من المرضى النفسيين،
وهم لا يخططون للقتل إلا في حالتين فقط، هما
مرضى الاضطراب التشككي، مرضى الاكتئاب، إلا أن هناك بعض الأشخاص يقتلون ذويهم لمجرد
ضغوط وأزمات مالية، وهم يخرجون بذلك من وطأة المرض النفسي.
"الشك.. الحقد.. الغيرة"، هما
بعض المشاعر الإنسانية التي تجعل صاحبها، يقدم على إرتكاب الجرائم لأنه يشعر أن هناك
من يخطط له على الجانب الأخر، وكذلك للخيانة دور كبير في السيطرة على بعض الجرائم،
كأن يصاب شخص بإكتئاب فيشعر أن وزوجته تخونه فيهم بقتلها، أو أن والده ينوي عقابه فيقدم على قتله، على حد تغبير
استشاري الطب النفسي.
أوضح فرويز، أن مريض الهوس، الصرع، هو من
الفئه التي لا تخطط لاستخدام إلالات حادة أبدًا خلال عملية القتل، ولكنه قد يرتب لتنفيذ
الجريمة، معلقًا "هناك حالات تظهر عليها بعض أعراص المرض النفسي مما يجعل علاجها
أمر لابد منه".
أضاف استشاري الطب النفسي، أن العزلة، الإكتئاب،
الألم، البكاء، وغيرها من الأعراض التي تظهر على المرضى خلال رحلة إصابهم بالأمراض
النفسية الت يقد تكون خطرة لهم ولغيرهم، موضحًا
أن هيتوجب على ذوي المريض في حال رءيتهم لهذه الأعراض التوجه إلى الطبيب النفسي،
وقد تستوجب احيانًا حجز المريض في مصحة علاجية.
*لازم نحمي ولادنا من المرض
النفسي
قال عادل محمد، طبيب نفسي بمستشفى العباسية
للصحة النفسية وعلاج الإدمان، إنه يتوجب على الأسرلا حمايه أطفالها، ومراقبتهم بدقه
متناهيه، لحمايتهم من الإصابة بدرجة مميته من اعراض الأمراض النفسية، موضحًا
"بتظهر علامات على المريض النفسي من البداية".
أضاف عادل، أنه في حالة الإكتئاب الشديد تكون العزلة، بعض الألام
العضوية، هي المهيمنة على المريض خلال فترة مرضه الأولي، بعيدًا عن النظرة التشاؤمية
وكرتتهية المجتمع والناس، موضحًا " دي حاجات تعرفها الأم أوالأب أكثر من الطبيب".
"ممكن نتخلص من الجرائم البشعة دي
بالمتابعة النفسية فقط"، هكذا وضع عادل محمد، الحل للجرائم التي توالت على الأسر
المصرية، من خلال متابعة الأفراد نفسيًا لدي أحد الأطباء، للتأكد من صحته النفسية خلال
كل فترة.