ظاهرة لا تتكرر كثيرًا.. رحلة كوكب عطارد إلى قرص الشمس
بعد غياب دام لـ3 سنوات يقوم كوكب عطارد، غدًا الاثنين، برحلة فلكية مثيرة على الشمس، يعبر فيها قرصها من الحافة للحافة في 5 ساعات ونصف تقريبًا، تاركًا الفرصة لسكان كوكب الأرض برؤيتها، وسيشارك المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المراصد العالمية في تتبع هذه الرحلة باستخدام التلسكوب الشمسي الموجود بالمعهد، موجها الدعوة للمهتمين بعلم الفلك ومحبيه للمشاركة مع علماء المعهد في رؤية هذه الظاهرة التي لن تتكرر إلا بعد 33 عامًا.
ظاهرة نادرة
تعد هذه الظاهرة المثيرة هي آخر الظواهر
الفلكية النادرة في العام الحالي، كما تعد مراقبة كوكب عطارد المسموح بها غدا من الأمور
الصعبة بسبب قربه من الشمس، حيث يصعب مراقبته بسبب وهجها، ولم يستطع "مرصد هابل
الفضائي" مشاهدته إطلاقا حتى الآن، بسبب الإجراءات الوقائية التي تمنع من توجيهه
بالقرب من الشمس.
كما حذر المعهد المواطنين من التحديق في
قرص الشمس بالعين المجردة، حيث إن رصد هذه الظاهرة يستلزم وجود تليسكوب فلكي مع فلتر
شمسي جيد مخصص لذلك، لحماية العين من أضرار أشعة الشمس المباشرة أو غير المباشرة، وعدم
اللجوء لاستخدام الزجاج المدخن أو النظارات الشمسية العادية أو صور الإشاعات الطبية
أو أقراص الحاسب الممغنطة القديمة وغيرها إلا لفترة وجيزة جدا لا تتجاوز 30 ثانية فقط،
حيث إنها غير آمنة تماما نظرا لنفاذ الأشعة تحت الحمراء التي لها تأثير ضار جدا على
شبكية العين.
الدكتور جاد محمد القاضي رئيس المعهد، يقول
إن رحلة عطارد عبر الشمس، ستُرى في مصر والوطن العربي ومعظم أنحاء إفريقيا، وستبدأ
في الساعة الثانية والنصف، وتستمر لمدة 5 ساعات ونصف تقريبا، فيما لن تتاح رؤيته في
القاهرة سوى لمدة ساعتين ونصف تقريبا فقط إجبارا وقبل بلوغ ذروته بسبب غروب الشمس في
هذا الموعد وذلك في حالة صفاء الجو من الملوثات بدرجة تسمح برؤية قرص الشمس بشكل واضح
قبل الغروب، وتتباين الفترة التي سيمكن رؤية هذا العبور فيها من محافظة لأخرى، ومن
بلد لآخر بحسب موعد غروب الشمس.
كيف تحدث الظاهرة؟
في تمام الساعة 2:35 بالتوقيت المحلي لمدينة
القاهرة، سيحدث التماس ظاهري لكوكب عطارد أصغر وأقرب كواكب المجموعة الشمسية لأمه الشمس
عندما تلتقي حافة الكوكب الأولى مع حافة قرص الشمس، وبعدها بدقيقتين (في الساعة
2:37، سيدخل عطارد كليا إلى القرص ليحدث الالتماس الثاني بين حافته الثانية وبين قرص
الشمس، ويستمر في التحرك حتى يبلغ العبور ذروته عند منتصف المسافة المقطوعة من قرص
الشمس في تمام الساعة 5:18 مساءًا.
وسيكون هذا العبور عبارة عن نقطة سوداء
صغيرة ومستديرة تتحرك ببطء شديد عبر قرص الشمس، ويمكن رؤيته في النصف الجنوبي كرة الأرضية
بشكل أسهل من رؤيته من النصف الشمالي، وذلك بحسب ما قاله الدكتور جاد محمد القاضي ورئيس
المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، وكان آخر عبور
لكوكب عطار لقرص الشمس في مايو 2016، وتمت مشاهدته ورصده بواسطة باحثي المعهد.
تفسير هذه الظاهرة يرجع إلى أن مدار كوكب
عطارد يميل على مدار كوكب الأرض بـ7 درجات تقريبًا، ولذلك لا يتاح لسكان الأرض رؤية
مرور عطارد أمام قرص الشمس إلا في شهرين فقط هما مايو ونوفمبر (بفارق 6 أشهر)، حيث
يتقاطع المداران وتكون الأرض وعطارد والشمس على خط مستقيم واحد، كما أن ظاهرة عبور
الكواكب لقرص الشمس تحدث أيضًا لكوكب الزهرة، حيث إن كوكبي عطارد والزهرة من الكواكب
الداخلية، التي تسبق كوكب الأرض في الترتيب بالنسبة للشمس، ولذلك لا يمكن أن تحدث هذه
الظاهرة مع أي كواكب أخرى في المجموعة الشمسية سوى عطارد والزهرة فقط.