بعد تزايد حالات الانتحار.. "فرويز" يُطالب بضرورة التوعية بالوسواس القهري.. وطبيب نفسي: الاكتئاب المزمن ينتهي عادة بالموت

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


حبل يتدلى من سقف غرفة مظلمة، أرتدت الموت كوشاح، سكين مطعونه، مسدس خرجت أحد طلاقته بيد القتيل، السقوط من أعلى البناية، القفذ في أحد الرقع المائية، النيل، الترع، كلها سبل أنتجها البعض للتخلص من ضغوط حياته البائسة، على حد نظرته القليلة الضغيرة.

الهروب دائمًا هو الملجأ الأمن الذي يفر إليه الضعفاء في هذا العالم، أو من قست عليهم الحياة، وحولتهم إلى قطع من الدمي الماريونت التي تحركها بخيوط رفيعة في الظل، عاني شباب هذا الجيل من عدة ضغوط نفسية، مشاكل، أزمات، حولتهم إلى كائنات هشه يسهل عليها إتخاذ قرار رحيلها دون إكتراث لعواقبة، وتأثيره على ذويهم.

نفي الشبهة الجنائية عن قضية "شهد أحمد"
أشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي السوشيال ميديا خلال الأيام القليلة الماضية، بحثًا عن إحدى فتيات مدينة الإسماعلية، الطالبة بكلية صيدلة، شهد أحمد، إثر إحتفائها ليومين متتالين، في محافظة القاهرة، مما أثار ذعر ذويها، أقاربها، وأصدقائها، الذين قاموا بنشر صورها طالبين من مستخدمين مواقع التواصل الإجتماعي على تداولها، حتى تصل إلهيا وتعود.

انتشلت، أول أمس الجمعة، جثمان الفقيدة شهد أحمد، من ترعة الجيزة، ووصلت إلى مقر مشرحة زينهم، وباتت ليلتها لتوقيع الكشف الطبي عليها من قبل الطب الشرعي للتأكد من سبب الوفاة.

ومن جانبه، أعلن أيمن حسان، رئيس مصلحة الطب الشرعى، أن جثمان شهد وصل أمس إلى دار التشريح بناء على قرار من النيابة العامة، قام أطباء الطب الشرعي بعملية التشريح لجثمان الطالبة شهد أحمد، وأخذ مجموعة من العينات لإجراء التحاليل الفنية اللازمة، لبيان أسباب الوفاة وتوقيته.

كما نفي أحد المصادر الأمنية وجود شبهة جنايئة وراء غرق شهد أحمد، موضحًا أن التحريات الأولية تشير إلى إنتحارها.

"غرفة الموت".. انتحار شاب داخل غرفته
وفي شهر أكتوبر الماضي انتحر أحد الشباب شنقًا، داخل غرفة نومه في منطقة المعصرة، التابعة لمحافظة  القاهرة، وتم نقل جثمانه إلى مشرحة زينهم، لتنهي النيابة العامة إجرائتها الخاضة بالطب الشرعي، وتصريح الدفن وغيرها.

البطالة وفيروس سي.. يتحدان على شاب المنوفية ويدفعاه للإنتحار
شنق ( مصطفي.ن.ع) نفسه، في شهر أكتوبر الماضي، داخل غرفته بمنزله القائم في محافظة المنوفية؛ بسبب البطالة، وإنحدار حالته النفسية، وكذلك إصابته بمرض إلتهاب الكبد الوبائي (فيروس سي).

وكان قد تلقى اللواء محمد ناجي، مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مركز شرطة تلا بانتحارالشاب، الحاصل على دبلوم صناعة، كان يعمل في مجال الخراطة؛ إلا أنه قرر الإنتحار، لمروره بضائقة نفسية وضيق الأحوال بسبب قلة العمل ومرضه بفيروس "سي".

التوعية بالوسواس القهري
"الوسواس القهري والإكتئاب"، هما المرضان الأوسع انتشارًا بين شباب هذا الجيل، حسبما أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ"الفجر"، قائلًأ أنه لا بد من توعية المواطنين والأهالي بهذين المرضين لأنها من الممكن أن ينهوا حياة أحد أفراد الأسرة، دون إدراك من الباقية.

وقال فرويز، إن الإكتئاب والوسواس القهري، عادًة ما تكون نهايتهم إرتكاب جراسم القتل، أو الإقدام على الإنتحار، في حال عدم الإكتراث لعلاجهما، معلقًأ "الأثنين لهم أعراض عضوية، ونفسية، واضحة"، والتي تشكل خطرًا بالغًا على حياة المرضي وذويهم.

صداع، مشاكل في الرؤية، سرعة ضربات القلب، رعشة في الأطراف، هذه هي الأعراض التي تظهر تدريجيًا على المريض بالوسواس القهري كما أوضح الإستشاري النفسي؛ معللًا ذلك بتوارد بعض الأفكار في الانتحار أو القتل في ذهن المريض، وهو يحاول دحض هذه الأفكار وإنكارها، مما يؤثر على الحالة الصحية الخاصة به، ومن الممكن ملاحظتها من قبل ذوي المريض، أما عن الأفعال التي يمكن ملاحظتها، فهي تكمن في تكرار بعض الأفعال؛ للتأكد من تنفيذها على النحو المطلوب، وكذلم الخوف من الأماكن المرتفعة أو المغلقة، معلقًا "ممكن ننهي أزمة الإكتئاب والوسواس القهري من خلال الذهاب إلى الطبيب النفسي وتلقي العلاج بمجرد بداية المرض".

الاكتئاب المزمن ينتهي عادة بالموت
قال إسلام محمد، طبيب نفسي، في مستشفي العباسية للأمراض النفسية و الإدمان، إن هناك حالات من الاكتئاب؛ تنتج بسبب بعض الأمراض العضوية، كالحالة الأخيرة بمحافظة المنوفية إذ أصيب بفيروس التهاب الكبد الوبائي، معلقاً: "في الأوقات دي بيكون المرض عضوي ونفسي مما يجعل العلاج أمر صعب جدا"، وغالبا ما تكون نهايتها الاستسلام للمرض والوفاة.

وتابع الطبيب النفسي، أنه في المرتبة الثانية يأتي الاكتئاب النابع من بعض الضغوط الحياة التي تسببها المشاكل العائلية و الأزمات المالية وغيرها من الأمور التي تقع على كاهل الأفراد، موضحا في هذا الوقت تكن حالات القتل أقرب منها إلى الانتحار.

أما عن النوع الثالث وهو النظرة التشاؤم والأمراض النفسية كالوسواس القهري، كراهية المجتمع فجميعها تقع تحت وطأة الأمراض النفسية التي تسبب الانتحار، معقبًا: "الاكتئاب هو أخطر الأمراض النفسية واشرسها وأكثرها انتشاراً