العراق: البرلمان يعلن عزمه على إطلاق مبادرة وطنية بشأن المتظاهرين
كشف البرلمان العراقي، مساء اليوم السبت، عن اعتزامه حول إطلاق مبادرة وطنية؛ للتعاطي مع مطالبات المحتجين المطالبين برحيل الحكومة ومحاربة الفساد.
ونقل مصدر داخل البرلمان العراقي عن رئيس المجلس، محمد الحلبوسي، قوله: "سنطلق مبادرة وطنية تجمع السلطات الثلاثة والأكاديميين والمراجع الدينية والطيف الاجتماعي لمعالجة المشاكل ووضع المطالبات الشعبية بالحقوق والواجبات اللازمة على السلطات تنفيذها، وإشراك الأمم المتحدة، وفق جدول زمني وبعمل جدي".
كما أشار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في وقت سابق من اليوم، إلى عزمه اعتماد جدول لتخفيض رواتب كبار المسؤولين للنصف، وإجراء تعديل وزاري مهم، بناء على مطالب المحتجين.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي، في بيان: "نعتبر مظاهرات شعبنا السلمية من أهم الأحداث التي مرت بالبلاد بعد 2003، وستعمل الحكومة وسعها لنجاح مطالب المتظاهرين".
وتابع عبد المهدي، "ستواصل الحكومة والسلطات القضائية التحقيق في قضايا الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات، ولن تبقي معتقلاً من المتظاهرين وستقدم للمحاكمة من تثبت عليه جرائم جنائية ومن أي طرف كان".
وتشهد 10 محافظات عراقية إضافة إلى العاصمة العراقية "بغداد"، مظاهرات كبيرة تطالب بالقضاء على الفساد والفاسدين وإجراء إصلاحات.
ويطالب المتظاهرين أيضا، بالقضاء على البطالة من خلال توفير الوظائف، وشهدت تلك التظاهرات سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية نتيجة أعمال عنف شهدتها عدد من المحافظات.
هذا وقد اندلعت الاحتجاجات العراقية منذ مطلع أكتوبر الماضي، في بغداد وبقية محافظات جنوب العراق احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية للبلد، وانتشار الفساد الإداري والبطالة، ووصلت مطالب المتظاهرين إلى استقالة حكومة عادل عبد المهدي، وتشكيل حكومة مؤقتة وإجراء انتخابات مبكرة، وندّد المتظاهرين أيضاً بالتدخل الإيراني في العراق وحرق العديد منهم العلم الإيراني.
وواجهت القوات الأمنية هذه المظاهرات بعنف شديد واستعملت قوات الأمن صنف القناصة واستهدف المتظاهرين بالرصاص الحي، ووصل عدد القتلى إلى حوالي 200 شخصا بضمنهم أفراد من قوات الشرطة منذ بدء المظاهرات، وأصيب حوالي ستة آلاف شخص بجروح خلال المظاهرات، فضلاً على اعتقال العديد من المحتجين وأيضاً قطع شبكة الانترنت.
ومنذ ليلة الخميس 24 أكتوبر الماضي، لم تتوقف محاولات المحتجين اقتحام المنطقة الخضراء المحصنة الأمنية، في عمليات كر وفر أسفرت عن وقوع أكثر من 10 آلاف جريح، ومئات القتلى إثر قنابل الغاز المسيل للدموع المخترقة للجماجم، والرصاص الحي، ورصاص القنص، والمطاطي التي تستخدمها قوات مكافحة الشغب الملازمة لجسري الجمهوري، والسنك المؤديان إلى الخضراء.