إيمان حلمي تكتب : الوجع المر

ركن القراء

د. إيمان حلمي
د. إيمان حلمي


في الوقت الحالي لا يوجد أي مواطن مصري وعربي لم يسمع بنبأ وفاة الممثل الشاب هيثم أحمد زكي ،وكذلك أصبحنا جميعاً نعرف قصة حياتة المؤلمة والتي فقد فيها أحب الناس إلي قلبه واحداً تلو الآخر ، كما تفاجأنا جميعاً بعدد اللقاءات التي يشكو فيها الممثل الراحل من ألم الوحدة والفراق ونظرات الحزن تعلو وجهه بكل وضوح.
في واقع الأمر شكلت وفاته حالة عامة من الحزن سيطرت علي جميع أفراد الشعب وفئاته ، فوجدنا الناس تبكيه حقاً ويدعون له صدقاً ، بل إن العديد من الأشخاص قاموا بأداء عمرة له ورأينا مقاطع فيديو من داخل الحرم المكي للعديد من المعتمرين الذين يدعون له دعاء تهتز له القلوب علي الرغم من ثقتي التامة بأن معظم هؤلاء لا يعرفونه معرفة شخصية ولم يقابلوه أبداً.
إذا ، لما كل هذا الحزن! عرفنا العديد من الممثلين المشهورين الذين مر خبر وفاتهم مرور الكرام ولم يتوغل في قلوبنا مثلما فعل خبر وفاة الممثل الشاب .
من وجهة نظري أن سبب هذا الحزن العميق هو إحساسنا جميعاً بالصدمة العميقة للظروف التراجيدية التي أحاطت بوفاته ، بأنه كان يستحق نهاية سعيدة مثلما يحدث في الأفلام وأن يتزوج البطل والبطلة ويعيشوا في سعادة أبدية ، وأيضاً لانتظارنا مصالحة الدنيا له وتعويضه عن فقد أحبابه ، وبموته أدركنا أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في هذه الحياة وأن النهايات في الأغلب ليست سعيده ، وكأن وفاته جاءت كدلو من المياه أغرق وجوهنا وجعلنا نصحو من أحلام اليقظة التي تنتهي فيها قصص الحياة بالنهايات المبهجة .
عاش يتيما ومات وحيداً، لا يوجد أحد منا لم يرتعد قلبه حزناً بسماع هذه العبارة ، التي جعلتنا جميعاً ننظر نظرة مختلفة لكمية النعم التي أنعم الله علينا بها وأهمها نعمة الأهل والأحباب ،نعمة وجود أشخاص بجوارنا في كل وقت يمثلون لنا جدار آمن أمام فيضان الزمن .
جاءت وفاة هيثم أحمد زكي لتجعلنا ندرك مدي ضآلة الخلافات والمشاكل التي نشكو منها ، والأهم جعلتنا نلتفت للأشخاص من حولنا في محاولة منا لمساعدة من هم في وحدة دائمة، فكم من أشخاص عديدة نقابلها في حياتنا اليومية غير مدركين مدي وحدتهم وسوء حالتهم النفسية.
ومن هنا أود أن أوجه نداء لكل من يقرأ هذه الكلمات إذا كنت في حالة نفسية سيئة فلا تستشعر الحرج في طلب المساعدة من المقربين منك ، ومن ناحية أخري إذا استشعرت أن أحد الأفراد الموجودين في دائرة حياتك يمر بأزمة نفسية سيئة لا تتركه وحاول أن تنفذ إلي أغوار نفسه وتتحدث معه وتساعده بأي طريقة ممكنة فلا تدري لعلك بكلماتك معه أصبحت طوق النجاة الوحيد له.