محمود فوزي يكتب: الإعلام والتميز الحكومي.. هل من منتبه؟

ركن القراء

محمود فوزي
محمود فوزي


حسنًا فعلت الحكومة المصرية تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئاسة مجلس الوزراء ، ووزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري؛ عندما أعلنت عن تنظيم مسابقة حكومية ضخمة عن التميز الحكومي؛ بما يعكس  ثقافة التميز المؤسسي والعقلية القيادية التي تؤمن بأهمية الابتكار وجودة العمل في تحقيق الريادة وتمكين الحكومات، ويأتي ذلك عن طريق رفع معايير تقييم الأداء وتحسين القيمة النوعية لبناء الثقة بين المواطنين والقدرات الحكومية لبناء مستقبل أفضل، كما ترتكز المنظومة على تحقيق مستوى الريادة في التفكير الإداري.

وعلي قدر سعادتي بحضور حفل توزيع جوائز مصر للتميز الحكومي؛ علي قدر سعادتي الشديدة أيضًا؛ بتخصيص جائزة مقدمة لمكاتب التأهيل؛ التي قامت بها إحدي الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية؛ نظرًا لكونها ميزًة تنافسية للاستراتيجية التنموية للدولة؛ وسياستها الاقتصادية بعيدة المدي؛ في إطار العقد الاجتماعي التكاملي بين قطاعات الأعمال من جانب والنظم  الاجتماعية من جانب آخر؛ أي قل بعبارة أخري؛ أن المسئولية الاجتماعية هي رهن رفاهية المواطن، والارتقاء بمستواه المعيشي، وتعزيز قدراته الإنتاجية.

لم يعد إيمان الدولة المصرية بمفاهيم المسئولية الاجتماعية مقصورًا علي رعاية المنتديات والفعاليات الداعية لهذه المبادرات والبرامج الإنسانية والخيرية، بل صارت جزءًا رئيسًا لا يتجزأ من الثقافة المؤسسية للدولة؛ تمهيدًا لتضافر جهود مؤسسات الدولة لتطوير البني الأساسية؛ بما يؤهلها لاستيعاب وتنفيذ العديد من الجهود والمبادرت، وإدخالها حيز التنفيذ؛ كي لا تتحول توصيات المنتديات ونتائج الأبحاث والمؤتمرات العلمية لجعجعة جوفاء بلا طحينًا .

كما أن مصطلح التميز الحكومي نفسه؛ هو ذلك المفهوم المتسق علميًا وعمليًا مع خماسي أبعاد المسئولية الاجتماعية للشركات CSR وهما المحور المتمثل في كفاءة الموظف وجودة إنتاجيته؛ وانعكاس ذلك علي  تحسين مخرجات العمل، وإشباعها لاحتياجات ومتطلبات الجمهور، ومع دورية انعقاد منافسات التميز الحكومي وتوالي مرات تنظيم فعاليات توزيع جوائز المسابقة؛ سيصير التميز مبدأ عامًا يمارسه الموظف، وركيزة أساسية بالهيكل الإداري لمؤسسات الأعمال الحكومية والخاصة.

وهو ما سيلقي علي وسائل الإعلام وأجهزة العلاقات العامة دورًا مهمًا في تسليط الضوء علي كل ما هو متميز بكافة القطاعات المجتمعية، ونبذ ما هو غير جيد؛ كأن يتم إنتاج برامج تليفزيونية متخصصة في نقل وقائع الأعمال اليومية داخل أروقة المؤسسات الحكومية المتميزة، وإصدار مطبوعات دورية تحمل أسماء دليل التميز الحكومي والإبداع الوظيفي والجودة المهنية.

كما سيكون لكليات ومعاهد الإعلام دورًا توعويًا في ظل هذا الحراك المجتمعي؛ من خلال عقد الندوات والفعاليات الجامعية، وإنتاج مشروعات تخرج تلفي الضوء علي الوحدات الحكومية الفائزة بجوائز مصر للتميز الحكومي؛ كنماذج اجتماعية يقتدي بسياساتها المؤسسية ومواردها البشرية المتميزة، اللذين يمكنهم عقد ورش عمل وبرامج تدريبية مع الطلاب حول أسباب وعوامل التميز الحكومي، وآليات تعميم هذا التميز علي سائر أجهزة التنشئة المجتمعية.

كما ينبغي أن تمتد المنظومة الأكاديمية لرسائل الماجستير والدكتوراه والأبحاث العلمية التي تتناول دراسة حالة الأجهزة الحكومية المتميزة، او دراسات مقارنة بين الوحدات ونظرائها بالقطاعات العملية الأخري أو بالمجتمعات ذات الثقافات المتباينة في مصر والخارج.