"العروسة والحصان".. المولد الذي جمع المصريين في قلب الوحدة الوطنية
يستعد المصريون الأيام المقبلة للاحتفالات بمولد الشهيد العظيم مار جرجس والمولد النبوي الشريف، تلك الاحتفالات هي الأولى من نوعها يتجمعان في وقت واحد منذ عقود طويلة مضت.
البطل راكب حصانه:
يستعد الأقباط لاستقبال الاحتفال بمولد الشهيد مار جرجس الروماني في ديره بمنطقة الرزيقات في محافظة الاقصر، حيث توافد المئات من الاقباط والمسلمون من جميع انحاء مصر وخاصة شمال وجنوب الصيعد، وذلك لزيارة دير الرزيقات، وهي تعتبر من أحد أهم الموالد المسيحية التى تعبر عن مدى الترابط والتلاحم بين المسلمين والمسيحيين، حيث تشهد قرية الرزيقات تعانق الهلال مع الصليب.
وبدأت الاستعدادات المكثفة بدير مار جرجس بجبل الرزيقات، جنوب غربى المحافظة لبدء الاحتفال السنوي بعيده السنوى، الذي يبدأ رسميًا من يوم 11 نوفمبر الجارى وحتى يوم 17 نوفمبر، وهى المناسبة التي توافق ذكرى تكريس أول كنيسة باسم الشهيد العظيم مارجرجس في مدينة "اللد" بفلسطين.
ويشهد الاحتفال توافد أكثر من مليون زائر يوميًا وسط حراسة امنية مشددة، وذلك بإقامة المخيم لاستقبال الزائرين على مساحة 60 فدانا.
وتشمل خطط التامين، نشر رجال الأمن بمداخل ومخارج المنطقة، وخبراء المفرقعات داخل الدير وخارجه للتمشيط والتعقيم على مدار الساعة، كما سيتم توفير رجال شرطة سرية لمنع حدوث أية مشادات أو مشكلات بين الأهالى المحتفلين بالمولد، مع تفتيش تام لكافة السيارات المتوجهة للدير خلال أيام الاحتفالات، بجانب نشر سيارات الإسعاف والحماية المدنية، بشكل مكثف على ورديات لخدمة رواد الدير.
المولد النبوي الشريف:
يترقب المسلمون يوم ميلاد سيدهم المصطفى؛ فتتعدّد مظاهر السعادة والبهجة في الدول العربية والإسلامية عند حلوله، رغم أنّه ليس من أعياد المسلمين المُشرّعة؛ إلا أنّ رغبة لا تبارح قلوبهم في تعظيم هذا اليوم يدفعهم للفرح والابتهاج فيه.
وكأنّ الشوارع تزدان في ذكرى ميلاد الحبيب، فتفتوح روائح البخور والطِّيب من بعض البيوت، وتُعقد حلقات الذكر في المساجد، فيما تعلو بعض الترنيمات التي تحاكي الروح والفؤاد بالمدائح النبوّية العذبة، وتُنصبُ الخيام التي تعجُّ بأصناف الحلويات والسكاكر.
ويُرى الخلق متزاورين حاملين أصنافًا شتى منها كلٌ وفقًا لعاداته وتقاليده المتعارف عليها، فهذا (المشبّك) ببهجة ألوانه وحلاوة طعمه يبهج الناظر ويسرُّ الآكِل، وتلك الرشتة والسمسمية اللتان يتبعهما احتساء كأس من الشاي ليلًا على نور الشموع وسط جلسة من الأهل والأصدقاء لا يحلو اليوم إلا بهما، وأصناف عديدة أخرى تتنوّع وتتلوّن باختلاف البلدان وطبائع الناس فيها.
ذكرى مولد الرسول الكريم، لا يحتفل بها المسلمون في مصر فقط، بل يشاركهم أشقاؤهم المسيحيون أيضا، الذين تجمعهم الأفراح والمسرات، غير أن الطريف في الأمر أن مظاهر المسلمين في الاحتفال بذكري خير الأنام لها علاقة تاريخية بالمسيحيين، فعروسة المولد وحصانه كانا هدية قبطية بامتياز للمسلمين.