خبراء يكشفون ألاعيب الموساد الإسرائيلي لتجنيد الشباب العربي
يعتمد العالم الجديد علي حروب المعلومات والاستخبارات أكثر من الاعتماد علي الحروب التقليدية والمواجهات المباشرة، وتلك الحرب الأساس الأول فيها يكون بالاعتماد علي العنصر البشري القادر علي جمع المعلومة من المصادر المختلفة وتحليلها وإرسالها للجهه المستفيدة من تلك المعلومة، لاستخدامها ضد الدولة التي تراها خطرًا علي مستقبلها وامتدادها الاستراتيجي.
وظهرت في الفترة الأخيرة عدة إعلانات ممولة مدفوعة الأجر علي صفحات التواصل الاجتماعي، وتحمل رسالة للمستخدم والمتصفح تحتوي علي تعاطف مع إسرائيل وتدعوك لتشارك في أمن إسرائيل، وكُتب في هذا الإعلان الممول،: "دولة إسرائيل ومثلها من دول العالم تعاني من هجمات إرهابية متطرفة في المنطقة ومعا نعمل من أجل القضاء على هذا الإرهاب في العالم ويوجد مصلحة مشتركة حتى نعيش في سلام وأمان وازدهار اقتصادي نعيش في كرامة ونعمل من أجل أبنائنا حتى يعيشوا في سلام، فكر في مصلحتك أولأ، هل تريد أن تصبح أحد من أصدقاء إسرائيل؟ وتطور نفسك وتحافظ على أمن المنطقة؟ انضم إلينا وسوف تربح وتستفيد وتتعلم الكثير وتصنع السلام في الشرق الأوسط".
كما يوجد في الموقع طريقة للتواصل الأمن والمشفر بين المرسل والمستقبل، ويجب علي المتصفح أن يملئ جميع البيانات التي يطلبها الموقع ومنها تفاصيل دقيقة عن عمله وسنه واقاربه وبيانات تفصيلية عنهم، حتي يستطيع الاستمرار في تصفح الاعلان ومعرفة الوظائف التي تقدمها اسرائيل في المجال الامني والمخابراتي.
ويقول اللواء أركان حرب محمد الشهاوي، الخبير العسكري والاستراتيجي، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أنها ليست المرة الأولي التي يطلب فيها جهاز الموساد الاستراتيجي تجنيد العملاء العرب من خلال موقعه علي شبكة الإنترنت، وهو ما يفسر صدور ذلك الإعلان باللغة العربية لاستهداف شريحة معينة من العرب، مشيرًا إلي أن تلك الوظائف ماهي إلا غطاء لأعمال استخبارتية وتجسس لهؤلاء الأشخاص.
وتابع الشهاوي، أن تجنيد العملاء أصبح يتم في العالم الحديث من خلال المواقع الإليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم التواصل مع العميل الراغب في عرض خدماته علي أجهزة الاستخبارات المعادية للدولة، ووضع كافة المعلومات الخاصة به وبوظيفته وتفاصيل شخصية عن حياته، ليتم تصفية المرشحين من خلال تلك المناصب واختيار الأنسب منهم للعمل كجواسيس وعملاء ضد بلادهم.
وأشار الدكتور محمد الجندي مدير منظمة أمن المعلومات، أن هناك وحدة متخصصة في الموساد الإسرائيلي تسمي الوحدة "8200" هدفها الأول والأخير مراقبة بعض الأشخاص المتفاعلين علي بعض المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومعظم العاملين بها يتحدثون اللغة العربية بجميع لهجتها، ومن مهامهم التجسس الإلكتروني وفك الشفرة وقيادة الحرب الإلكترونية في الجيش الإسرائيلي، إلي جانب مهام تجنيد العملاء من خلال شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال الاعتماد علي صفحات وشخصيات وهمية.
وأكد "الجندي" أن تلك الإعلانات الوظيفية الوهمية تأتي ضمن خطة حروب الجيل الرابع، واصطياد العملاء المؤهلين لتلك الوظيفة من خلال المواقع التي يتم الإعلان فيها، مشيرًا إلي أن تجنيد العملاء يعتمد في المقام الأول علي المال والجنس والترهيب، فبعض العملاء يتم ترويضهم وضمان ولائهم من خلال اشباعهم بالمال، وبعضهم بالجنس والبعض الأخر من خلال الترهيب والتهديد بوقائع مسجلة بالصوت والصورة.